تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

لكن يبدو: أن هذا الإقحام قديم في «سنن أبي داود»! فقد قال عبد الحق الإشبيلي في «الأحكام الكبرى» [2/ 369]: «رَوَاهُ مسعر، عَن عَليّ بن الْأَقْمَر، عَن الْأَغَر، عَن أبي سعيد مَوْقُوفا، وَلم يذكر أَبَا هُرَيْرَة. ذكر ذَلِك أَبُو دَاوُد»، وعليه مشى شُرَّاح أبي داود.

وقد توبع محمد بن جابر على وصله، فرواه شيبان عن الأعمش عن علي بن الأقمر عن الأغر عن أبي سعيد وأبي هريرة قالا: قال رسول الله ?: «إذا أيقظ الرجل أهله من الليل فصليا أو صلى ركعتين جميعا كتبا في الذاكرين والذاكرات»، وفي رواية: «من استيقظ من الليل وأيقظ امرأته فصليا ركعتين جميعا كتبا من الذاكرين الله كثيرا والذاكرات» أخرجه أبو داود [رقم/1451]،- واللفظ له- وابن ماجه [رقم/1335]، والنسائي في الكبرى [رقم/1310،11406]، وابن أبي الدنيا في «قيام الليل» [رقم/ 233]، وابن حبان [رقم/2568،2569]، والبزار [15/رقم/8281]، و [18/رقم/20]، والدارقطني في العلل [9/ 70]، والحاكم [461/ 1]، والبيهقي في الشعب [3/ رقم/ 3083]، وفي سننه [رقم/4420]، ومحمد بن مخلد العطار في «حديث محمد بن عثمان بن كرامة وحديث طاهر بن خالد بن نزار الأيلي» [رقم/ 62/ضمن سلسلة الأجزاء الحديثية/طبعة دار البشائر]، ومن طريقه أبو محمد رزق الله التميمي الحنبلي في «أحاديث من مسموعاته» [رقم/ 6/مخطوط/بترقيمي]، والمستغفري في «فضائل القرآن» [1/رقم/ 469/طبعة دار ابن حزم]، وابن الأعرابي في «معجمه»، والحافظ في «نتائج الأفكار» [1/ 38]، من طرق عن شيبان عن الأعمش به ...

قال البزار: «وهذا الحديث لا نعلم رواه عن الأغر إلا علي بن الأقمر، ولاَ نَعلم رواه عن الأعمش إلا شيبان»، وقال أيضًا: «وهذا الحديث لا نعلم رواه إلا أبو سعيد وأبو هريرة , عن النبي ? بهذا الإسناد»، وقال الحافظ: «هذا حديث صحيح»، وقبله قال الحاكم: «هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه»!

قلت: إنما ظاهره الصحة وحسب، وليس في «الصحيحين» ولا أحدهما حديث بتلك الترجمة قط! على أن الأعمش إمام في التدليس! ولم يذكر فيه سماعًا من ابن الأقمر؟ وبعض أصحابنا يقبل عنعنة الأعمش بإطلاق ما لم يظهر له تدليسه؟ جازمًا بأنه كان مقلا من التدليس، بحيث لا يليق الإعلال بعنعنته! كأنه ما وقف على قول مغيرة عند أحمد في العلل [1/ 244/ رواية عبد الله]: «ما أفسد حديث أهل الكوفة إلا أبو إسحاق والأعمش!!» يعني التدليس، كما قاله الحافظ في التهذيب [8/ 85]، وتصحف عنده: «مغيرة» إلى: «معن!»، والمغيرة: هو ابن مقسم الإمام الفقيه الحجة؛ وما كان أبو إسحاق والأعمش ليفسدا حديث أهل الكوفة إلا لكثرة التدليس في حديثهما!

ـ[أبو المظفر السِّنَّاري]ــــــــ[08 - 07 - 10, 09:17 م]ـ

وقد أقمنا البرهان على أن الأعمش كان مكثرًا من التدليس في مواطن من كتابنا: (غرس الأشجار).

وقد اختلف على الأعمش في سنده أيضًا! فرواه شيبان النحوي عنه على الوجه الماضي، وخالفه جرير بن عبد الحميد! فرَواهُ عَنِ الأَعمَشِ فقال: عَن عَلِيِّ بنِ الأَقمَرِ، عَنِ الأَغَرِّ المزني، عَن أَبِي هُرَيرة به وحدَهُ موقوفًا عليه! ولم يرفعه! هكذا ذكره الدارقطني في «علله» [9/ 69].

قلت: وهذا أراه المحفوظ عن الأعمش إن شاء الله، وجرير كان أقوم بحديث الأعمش من شيبان، وشيبان وإن كان ثقة مشهورًا إلا أن أبا زكريا الساجي قد قال عنه: «عنده مناكير وأحاديث عن الأعمش تفرد بها»، نقله عنه الحافظ في «التهذيب»، وقد توبع الأعمش على هذا الوجه الموقوف، تابعه الثوري في الرواية المحفوظة عنه كما يأتي، ثم جاء أبو مالك النخعي وتابع الأعمش على اللون الأول موصولا، فرواه عن علي بن الأقمر عن الأغر عن أبي هريرة وأبي سعيد قالا: قال رسول الله ?: «إذا قام الرجل من الليل فتوضأ وصلى ركعتين وأيقظ أهله ففعلوا مثل ذلك كتبهم الله من الذاكرين الله كثيرا والذاكرات» أخرجه أبو نعيم في «أخبار أصبهان» [2/ 49/الطبعة العلمية] حدثنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن إبراهيم ثنا جدي أبو موسى بن إبراهيم العقيلي ثنا آدم بن أبي إياس ثنا أبو مالك النخعي به ...

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير