تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

قلتُ: وهذه متابعة ساقطة كصاحبها! وأبو مالك شيخ واهٍ هالك! وهو من رجال ابن ماجه وحده، ثم جاء شيخ الحفاظ، وإمام المحدثين أبو عبد الله الثوري، وروى هذا الحديث عن علي بن الأقمر، واختلف عليه في رفعه ووقفه وإسناده! فرواه عنه جماعة فرفعوه، منهم:

1 - عبد الرزاق: كما ذكره البزار في «مسنده» [15/ 60]، فقال: «ورواه الثَّورِيّ، عَن علي بن الأقمر فلم يرفعه إلاَّ عَبد الرزاق عن الثوري».

قلت: ويبدو أنه اختلف على عبد الرزاق فيه! فقد أخرجه عبد الرزاق في «مصنفه» [رقم/ 4738] عن الثوري عن علي بن الأقمر عن الأغر عن أبي سعيد الخدري به نحوه موقوفًا عليه!

قلت: وهذا هو الأصح عن الثوري كما سيأتي.

2 - وهكذا رواه عمرو بن عبد الغفار عن الثوري عن علي بن الأقمر عن الأغر عن أبي سعيد الخدري به مرفوعا: أخرجه الدارقطني في علله [9/ 70 - 71] من طريق الفَضلُ بن الحَسَنِ الأَهوازِيُّ، قال: حَدَّثنا سَهلُ بن سِنانٍ، قال: حَدَّثنا عَمرو بن عَبدِ الغَفّارِ به ...

قلت: وهذا إسناد تالف، وعمرو بن عبد الغفار شيخ متروك الحديث كما قاله أبو حاتم والعحلي وغيرهما، وقال العقيلي: «منكر الحديث»، وقال ابن عدي: «ليس بالثبت بالحديث حدث بالمناكير في فضائل علي ?»، وقال أيضًا: «وهو متهم إذا روى شيئا من الفضائل، وكان السلف يتهمونه بأنه يضع في فضائل أهل البيت وفي مثالب غيرهم»، وخفي على ابن حبان حاله فذكره في «الثقات»! وهو من رجال «الميزان» و «لسانه».

3 - وعيسى بن جعفر الرازي: كما ذكره الحاكم [2/ 452]، والبيهقي في سننه ب2/ 501]، وعيسى ثقة مشهور، لكن خالفه وغيره الثقاتُ الأثبات من أصحاب الثوري، كلهم رووه عنه موقوفًا، ومن هؤلاء:

1 - محمد بن كثير العبدي، رواه عن الثوري عن علي بن الأقمر عن الأغر المزني عن أبي سعيد الخدري موقوفًا به ... أخرجه أبو داود [رقم/ 1309]، ومن طريقه البيهقي في سننه [رقم/ 4421]، ثنا محمد بن كثير أنبأ سفيان به ...

2 - وعبد الرحمن بن مهدي، عن سفيان قال وأراه ذكر أبا هريرة [أنه قال ... ] وذكره موقوفًا عليه، هكذا ذكره أبو داود في سننه [1/ 418].

3 - وأبو نعيم الفضل بن دكين، رواه عن سفيان عن علي بن الأقمر عن الأغر عن أبي سعيد و أبي هريرة كلاهما به موقوفًا عليهما ... أخرجه الحاكم [2/ 716/الطبعة الهندية] حدثنا الشيخ أبو بكر بن إسحاق أنبأ الحارث بن أبي أسامة ثنا أبو نعيم به ...

قال الحاكم: «لم يسنده أبو نعيم، ولم يذكر النبي ? في الإسناد».

قلت: وقد وقع في مطبوعة «المستدرك» ذكر النبي ? بعد أبي سعيد وأبي هريرة! فأوهم أن الحديث عنده من هذا الطريق مرفوعًا! وليس بشيء! وهذا من غرائب الإقحام في الأسانيد! فإن الحاكم نفسه قد جزم بأن أبا نعيم لم يسنده! وهكذا جزم الحافظ أيضًا في «إتحاف المهرة» [5/ 167]، فساق إسناد الحاكم، ثم قال: «وَلَمْ يَرْفَعْهُ». وأشار إلى ذلك في «نتائج الأفكار» [1/ 39].

4 - ووكيع بن الجراح، رواه عن سفيان عن علي بن الأقمر عن الأغر أبي مسلم عن أبي هريرة وأبي سعيد كلاهما موقوفًا عليهما به ... أخرجه ابن أبي شيبة [رقم/ 6613] حدثنا وكيع به ...

5 - وعبيد الله الأشجعي، رواه عَنِ الثَّورِيِّ، عَن عَلِيِّ بنِ الأَقمَرِ، عَنِ الأَغَرِّ، عَن أَبِي سَعِيدٍ موقوفًا عليه به ... ذكره الدارقطني في العلل [9/ 69]، وقد أخرجه الحارث في «مسنده» [1/رقم/240 /زوائد الهيثمي]، من هذا الطريق، لكنه شك فيه؟ فقال: «حدثنا أبو النضر ثنا سفيان أو الأشجعي عن سفيان عن علي بن الأقمر عن أبي مسلم عن أبي سعيد الخدري به ... ».

قلت: وأبو النضر: هو هاشم بن القاسم الثقة الحافظ المأمون، ومثله عبيد الله الأشجعي في الثقة والحفظ والأمانة.

6 - وزائدة بن قدامة، رواه عن سفيان عن علي بن الأقمر عن الأغر عن أبي سعيد موقوفًا عليه به ... أخرجه ابن أبي الدنيا في «قيام الليل» [رقم/ 407]، حدثني محمد بن عثمان حدثنا حسين عن زائدة به ...

7 - ويحيى القطان، رواه عن سفيان عن علي بن الأقمر عن الأغر أبي مسلم عن أبي هريرة وأبي سعيد كلاهما موقوفًا عليهما به ... ذكره الدارقطني في العلل [9/ 70].

8 - وإسحاق الأزرق، رواه عن سفيان، عن علي بن الأقمر، عن الأغر، عن أبي سعيد الخدري موقوفًا عليه به ... أخرجه أبو جعفر ابن البختري في «الجزء الرابع من حديثه» [رقم/43/ضمن مجموع مصنفاته/طبعة دار البشائر]، ومن طريقه الحافظ في «نتائج الأفكار» [1/ 39] حدثنا محمد بن عبيد الله عن إسحاق به ...

قلت: فهؤلاء ثمانية من الثقات المقدمين في الثوري، قد رووه عنه موقوفًا، وهذا هو الأصح في هذا الحديث، وبه جزم الدارقطني في «علله» فقال: «والمَوقُوفُ الصَحِيح»، وقد مشى جماعة على ظاهر طريق الأعمش الموصول، وصححوا الحديث! منهم النووي والعراقي وابن حجر والمناوي والألباني وغيرهم، وقبلهم جماعة! وغفلوا عن أن الأعمش نفسه قد اختلف عليه في وقفه ورفعه! فضلا عن كونه لم يذكر فيه سماعًا، وأكثرهم يُعلون بعنعنته في مواطن من تصانيفهم! وقد ناقشنا الجميع في «غرس الأشجار بتخريج منتقى الأخبار»، ووقع للنووي في «الأذكار» بعض الوهم في عزوه هذا الحديث، وتعقبه الحافظ في «النتائج» فأجاد. ولا يصح هذا الحديث إلا موقوفًا. والله المستعان لا رب سواه.

انتهى بحروفه من: (رحمات الملأ الأعلى بتخريج مسند أبي يعلى) [رقم/1112].

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير