هكذا أخرجه ابن السني في القناعة [رقم/ 39]، والقضاعي في «الشهاب» [2/رقم/1220]، من طريق سليمان بن عمر الأقطع حدثنا عيسى بن يونس به ... ولفظ سياق إسناد القضاعي: «عن عيسى بن يونس عن أسامة بن زيد عن محمد بن عبد الرحمن بن لبيبة قال: قال عمر بن سعد لأبيه: أنت من أهل بدر وأنت ممن اختار عمر في الشورى. قال: سمعت رسول الله r يقول:» وذكر الحديث.
قلتُ: قد ذكر الدارقطني طرفًا من هذا الاختلاف في سنده بكتابه «العلل» [394 - 393/ 4]، ثم قال: «والله أعلم بالصواب؟». فكأنه توقف عن الترجيح! والأشبه عندي: أن يكون أسامة بن زيد قد اضطرب في إسناده! وربما يكون أسامة قد سمعه من محمد بن عبد الله بن عمرو المعروف بـ: «الديباج» عن ابن أبي لبيبة، ثم قابل ابن أبي لبيبة فحدثه به، وهو قد صرح بالسماع من الرجلين جميعًا، فروى عنه يحيى القطان تصريحه بالسماع من ابن أبي لبيبة كما عند أحمد وغيره، وروى عنه ابن المبارك تصريحه بالسماع من محمد بن عبد الله بن عمرو المعروف بـ: «الديباج».
ويشبه عندي أيضًا: أن الحديث سمعه ابن أبي لبيبة من عامر بن سعد عن أبيه، ثم صار يسقط عامرًا ويرويه عن أبيه بلا واسطة! فإن سلم الحديث من علة الاختلاف في سنده؛ لم يسلم من ضعف ابن أبي لبيبة! وهو آفة الحديث على التحقيق.
وقد وقع اختلاف آخر على أسامة بن زيد في تسمية ابن أبي لبيبة! فرواه عنه الأكثرون فقالوا: «عن ابن أبي لبيبة»! ورواه عنه بعضهم فقال: «عن ابن لبيبة»؟
وقد سئل أبو زرعة الرازي عن هذا الاختلاف، كما في «العلل» [رقم/1926/طبعة سعد الحميد]، فقال: «ابنُ أَبِي لَبِيبَةَ أَصَحُّ». أما الدارقطني: فإنه رجَّح الوجهين جميعًا في «علله» وقال: «يُقالُ: هَذا وهَذا». والحديث: ضعيف على كل حال.
وقد سئل النووي عن صحة هذا الحديث في «فتاويه» [رقم/342/طبعة دار الحديث]، فقال: «ليس بثابت». وقد جازف أبو الحسنات اللكنوي وصحح سنده في «سباحة الفكر في الجهر بالذكر» [ص/43/طبعة دار السلام]! وسبقه المناوي وصحح سنده في «التيسير بشرح الجامع الصغير» [1/ 1066/طبعة مكتبة الشافعي]! مع كونه نقل في «فيض القدير» [3/ 472]، إشارة الحافظ العلائي والهيثمي إلى إعلال الحديث بـ: «ابن أبي لبيبة»!
وللحديث: شواهد لا يثبت منها شيء.
انتهى بحروفه من: (رحمات الملأ الأعلى بتخريج مسند أبي يعلى) [رقم/731].
ـ[أبو المظفر السِّنَّاري]ــــــــ[03 - 08 - 10, 10:17 م]ـ
والحديث: قد ضعفه الإمام الألباني في (الضعيفة) وفي (ضعيف الترغيب والترهيب) فأصاب.
ـ[أبا قتيبة]ــــــــ[03 - 08 - 10, 11:05 م]ـ
بارك الله فيك اخى ابو المظفر
ـ[أحمد سكر]ــــــــ[16 - 08 - 10, 10:04 ص]ـ
جزاك الله خيراً أخي الحبيب؛ أبو المظفر، وشرح الله صدرك، وأقر الله عينك، وأنار قلبك .... آمين.
ـ[أبو المظفر السِّنَّاري]ــــــــ[16 - 08 - 10, 06:45 م]ـ
أبا قتيبة: أحسن الله إليك.
أحمد سكر: بارك الله فيك.