[لفت الانتباه لبطلان حديث: (إن كنتم تحبون أن يحبكم الله)]
ـ[الحارث بن علي]ــــــــ[13 - 07 - 10, 11:36 م]ـ
[لفت الانتباه لبطلان حديث: (إن كنتم تحبون أن يحبكم الله)]
الحديث متنه: " إن كنتم تحبون أن يحبكم الله ورسوله فحافظوا على ثلاث خصال: صدق الحديث , وأداء الأمانة , و حسن الجوار ".
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6/ 1264:
رواه الخلعي في " الفوائد " (18/ 73 / 1) عن أبي الدرداء هاشم بن محمد الأنصاري قال: أخبرنا عمرو بن بكر السكسكي عن ابن جابر عن أنس بن مالك قال: نزل بالنبي صلى الله عليه وسلم أضياف من البحرين فدعا النبي بوضوئه , فتوضأ , فبادروا إلى وضوئه فشربوا ما أدركوه منه. و ما انصب منه في الأرض فمسحوا به وجوههم و رءوسهم و صدورهم , فقال لهم النبي صلى الله عليه وسلم ما دعاكم إلى ذلك ? قالوا: حبا لك , لعل الله يحبنا يا رسول الله. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكره.
و زاد في آخره: " فإن أذى الجار يمحو الحسنات كما تمحو الشمس الجليد ".
قلت: و هذا سند ضعيف جدا, عمرو بن بكر السكسكي متروك كما في " التقريب".
لكن الحديث قد روي جُلُّهُ من وجوه أخرى يدل مجموعها على أن له أصلا ثابتا.
أولا: خرج ابن وهب في جامعه من حديث يونس بن يزيد عن ابن شهاب قال: حدثني رجل من الأنصار أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا توضأ أو تنخم ابتدر من حوله من المسلمين وضوءه و نخامته , فشربوه , و مسحوا به جلودهم , فلما رآهم يصنعون ذلك سألهم: لم تفعلون هذا ? قالوا: نلتمس الطهور و البركة بذلك , فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من كان منكم يحب أن يحبه الله ورسوله فليصدق الحديث , و ليؤد الأمانة و لا يؤذ جاره ".
ذكره الإمام الشاطبي في كتابه القيم " الاعتصام " (2/ 139 - المنار).
ورواه عبد الرزاق في " المصنف " (11/ 7 / 19748) عن معمر عن الزهري به.
قلت: و هذا الإسناد رجاله ثقات غير الرجل الأنصاري, فإن كان تابعيا, فهو مرسل , و لا بأس به في الشواهد, و إن كان صحابيا , فهو مسند صحيح لأن جهالة اسم الصحابي لا تضر , كما هو مقرر في علم الحديث , ويغلب على الظن أنه أنس بن مالك رضي الله عنه الذي في الطريق الأولى فإنه أنصاري , و يروي عنه الإمام الزهري كثيرا.
ويشهد له ما قبله على ضعفه. و الله أعلم.
ثانيا: ما رواه الطبراني في " الأوسط " (1/ 152 / 1): حدثنا محمد بن زريق: حدثنا محمد بن هشام السدوسي حدثنا عبيد بن واقد القيسي: حدثنا يحيى بن أبي عطاء عن عمير بن يزيد عن عبد الرحمن بن الحارث عن أبي قراد السلمي قال: كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فدعا بطهور قَمَسَ يده فيه , ثم توضأ , فتتبعناه فحسوناه , فقال صلى الله عليه وسلم: " ما حملكم على ما صنعتم ? قلنا: حب الله و رسوله , قال: فإن أحببتم أن يحبكم الله ورسوله , فأدوا إذ ائتمنتم , و اصدقوا إذا حدثتم , و أحسنوا جوار من جاوركم ".
و قال: " لا يروى عن أبي قراد إلا بهذا الإسناد. تفرد به عبيد ".
قلت: و هو ضعيف كما قال الهيثمي (4/ 145) , و الحافظ في " التقريب ".
و من هذا الوجه أخرجه في " المعجم الكبير " أيضا (ق 47/ 1 - مجموع 6) , وعنه ابن منده في " المعرفة " (2/ 259 / 2).
و خالفه في إسناده الحسن بن أبي جعفر , فقال: عن أبي جعفر الأنصاري (و هو عمير بن يزيد) عن الحارث بن فضيل عن عبد الرحمن بن أبي قراد أن النبي صلى الله عليه وسلم توضأ يوما .. الحديث. أخرجه ابن منده (2/ 21 / 1) و كذا أبو نعيم في " فوائد ميمونة " كما في " الإصابة ".
قلت: فاختلف عبيد بن واقد والحسن بن أبي جعفر في إسناده ,
فالأول سمى الصحابي أبا قراد , و الراوي عنه عبد الرحمن بن الحارث ,
و الآخر عن الحارث بن فضيل عن عبد الرحمن بن أبي قراد , فسماه عبد الرحمن بن أبي قراد , و هو ضعيف أيضا أعني الحسن بن أبي جعفر , ولذلك لا يمكن ترجيح إحدى الروايتين على الأخرى.
وبالجملة , فالحديث عندي حسن على الأقل بمجموع هذه الطرق. و الله أعلم. أهـ كلامه رحمه الله في الصحيحة.
قلت: وهذا الذي قاله الشيخ الألباني فيه نظر كبير من عشرة وجوه.
واليك مناقشة ما قاله فقرة، فقرة.
¥