تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ولم يتورع صاحب العقد من الخوض في الفتنة التي وقعت بين الصحابة ـ رضي الله عنهم ـ والتي أمرنا بالإمساك عنها وساق أخبار مكذوبة على الصحابة وقد بين زيفها وضلالها علماء المسلمين الثقات وأئمة الدين الأثبات ومنهم ابن كثير ـ عليه رحمة الله وذب الله عن وجهه النار كما ذب عن أصحاب نبيه ـ صلى الله عليه وسلم ـ فقال نور الله ضريحه ـ: (و المظنون بالصحابة خلاف ما يتوهم كثير من الرافضة وأغبياء القصاص الذين لا تمييز عندهم بين صحيح الأخبار وضعيفها ومستقيمها ومبادها وقويمها).] البداية والنهاية (7/ 158) [

فماذا نقول عن صحابة رسول الله ـ رضي الله عنهم وأرضاهم ـ وقد قال الله عز وجل فيهم:

(مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْأِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً) (الفتح:29)

فماذا نقول عن صحابة رسول الله ـ رضي الله عنهم وأرضاهم ـ بعد قول الله عز وجل؟!:

ألم تر أن السيف ينقص قدره إذا قيل أن السيف أمضى من العصا

وليعلم أولوا الألباب أن هذه الأخبار وخاصة التي تمس الصحابة ـ رضوان الله عليهم ـ والتي هدفها الحط من شأنهم ينكرها من في رأسه ذرة عقل ويمجها من في قلبه مثقال ذرة من إيمان.

وهذا غير رأيه في أن الغناء مباح وأن النبيذ غير محرم، قال الشيخ مشهور ـ حفظه الله تعالى ـ: (وقد ذكر الأستاذ رشيد رضا في تفسير المنار (5/ 85) أن هناك شبهة للقائلين بحل الخمر في الأديان السابقة وهي: أن الأنبياء قد شربوها ثم قال: كما نقل عن ذلك صاحب العقد الفريد وأمثاله من الأدباء الذين يعنون بتدوين أخبار الفساق والمجان وغيرهم).] كتب حذر منها العلماء (2/ 44) [

(مصادر ابن عبد ربه غير موثوقة)

ويبطل عجبك إذا عرفت أن مصادر ابن عبد ربه غير موثوقة فقد قال الشيخ مشهور:

فغن مصادر ابن عبد ربه في كتابه هذا (التوراة) و (الإنجيل) و (كليلة ودمنة) وما شابهها وقد حذر الأستاذ منير محمد الغضبان من هذا الكتاب وقال بأنه لم يكن قصد لكاتبه عند كتابته إلا استهواء الجماهير عند جنوح الخيال وتعقد القصة وحلها بالشكل المثير للعاطفة والمحرك للنفسية شأنهم بذلك شان القصاصين الذين كانوا يجلسون في المساجد فيصنعون ما يشاءون من الأحاديث سواء كانت توافق الدين أو تخالفه

وكان أكبر همهم أن يصغي أكبر عدد من الناس لأحاديثهم وقد بين الأستاذ عبد الحليم عويس أن هذا الكتاب وغيره قد أوجد حاجزا سميكا حال دون الوصول إلى كثير من الحقائق المتصلة بتاريخ بني أمية في المشرق. ويقول الدكتور الطاهر أحمد مكي في دراسة له عن هذا الكتاب: وهو لا يمحص الأخبار ولا يقف منها موقف الفاحص المدقق وإنما يعرضها كيفما تأتت له ويقول أيضا: ثم يعرض لأشياء هي إلى الخرافات والأساطير أقرب).] كتب حذر منها العلماء (2/ 44) [

هذه ترجمة على عجل للعقد وصاحبه من كلام العلماء والأدباء الأثبات أهديها لطالب العلم الذي لم يمخر بعد عباب هذا العقد ليكون على بينة وهدى

هذا والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد

حسين بن رشود العفنان / حائل

[email protected]


حاشية:
الكتاب اشتهر باسم (العقد الفريد) إلا أن بعض المتأخرين ذكر أن اسم الكتاب هو (العقد) وأما (الفريد) فهو من إضافة النساخ المتأخرين وكذلك زيد عليه بعد وفاة المؤلف وكل يلحظ ذلك عندما يقرأ تراجم الخلفاء في الجزء الخامس من العقد. وقد ذكر الشيخ سلمان آل مشهور هذه القضية في كتابه كتب حذر منها العلماء (1/ 56).
(1) مع أن فيه تشيع وهذا يدل على أن صاحبه يبحث عن الفكاهة أينما وجدت ويرويها كيفما أتت!
(2) وهكذا عامة كتب الأدب وهذه طريقة الأدباء وأكثرهم حطبة ليل لا يميزون الخبيث من الطيب والسقيم من الصحيح إلا ما رحم ربك وقليل ما هم.

كتاب (العقد) في الميزان
حسين بن رشود العفنان / حائل

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير