وأبو سلمة بن عبد الرحمن – واسمه عبد الله – قال يحيي بن معين: لم يسمع من أبيه شيئًا.
وكذا قال البخاري: انظر «تحفة التحصيل» (ص 18)، و «جامع التحصيل» (213).
وذكره الهيثمي في «المجمع» (1/ 122)، وقال: رواه أبو يعلى، وفيه الخليل بن مرة، قال البخاري: منكر الحديث، وقال ابن عدي: لم أر حديثًا منكراً، وهو من جملة من يكتب حديثه، وليس هو بمتروك.
وأخرجه أيضًا ابن عبد البر في «جامع بيان العلم وفضله» (95)، من طريق يحيي بن بكير، ثنا يحيي بن صالح الأيلي، عن إسماعيل ابن أمية، عن عبيد بن عمير، عن ابن عباس مرفوعًا بلفظ «فضل المؤمن العالم على المؤمن العابد، سبعون درجة».
قلت: سنده أيضًا ضعيف.
فيه يحيي بن صالح الأيلي.
قال العقيلي: عن إسماعيل بن أمية، عن عطاء، أحاديثه مناكير، أخشي أن تكون منقلبة، هو بعمر بن قيس أشبه.
وقال الذهبي في الميزان (4/ 386): «روي عنه يحيي بن بكير مناكير» وذكر هذا الحديث من مناكيره.
...
25 - قال صلى الله عليه وسلم: ‹ إنكم اصبحتم فى زمن كثير فقهاؤه، قليل قرؤه، وخطباؤه، قليل سائلوه، كثير معطوه، العمل فيه خير من العلم، وسيأتى على الناس زمان قليل فقهاؤه كثير خطباؤه قليل معطوه كثير سائلوه، العلم فيه خير من العمل.
قلت: أخرجه ابن عبد البر «جامع بيان العلم وفضله» (77)، والطبرانى فى «مسند الشاميين» (1225)، وابن عساكر فى «تاريخ دمشق» (12/ 303)، والخطيب فى «الموضح» من طريق عبدالله بن محمد بن سعيد بن أبى مريم، ثنا عمرو بن أبى سلمة التنيسى، ثنا صدقة بن عبدالله، حدثنى زيد بن واقد عن حرام بن حكيم، عن عمه عبدالله بن سعد، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فذكره.
قلت: وهذا إسناد ضعيف لعلتين.
الأولى: صدقة بن عبدالله السمين.
قال فيه الإمام أحمد: ما كان من حديث مرفوعًا، فهو منكر، وما كان من حديث مرسلا عن مكحول، فهو أسهل، وهو ضعيف جدًّا.
وقال فى موضع آخر: ضعيف، ليس يسوى حديثه شيئاً، أحاديثه مناكير.
وضعفه يحيى بن معين وأبو زرعه والبخارى والنسائى وغير واحد حتى، قال مسلم: منكر الحديث.
وضعفه الحافظ فى التقريب، والذهبى فى الكاشف.
الثانية: عبدالله بن محمد بن سعيد بن أبى مريم:
ذكره ابن عدى فى «الكامل» (4/ 255)، ترجمة رقم (1090)، وقال: مصرى يحدث عن الفريابي وغيره بالبواطيل، ثم ساق له عدة أحاديث، ثم قال:
وعبدالله بن محمد بن سعيد بن أبى مريم هذا، إما أن يكون مغفلا لايدرى ما يخرج من رأسه، أن يتعمد، فإنى رأيت له غير حديث مما لم أذكره أيضا هاهنا غير محفوظ.
أخرجه الطبرانى فى «الكبير» (3/ 197)، رقم (2111)، من طريق عثمان بن عبدالرحمن، عن صدقة، عن زيد بن واقد، عن العلاء بن الحارث، عن حزام بن حكيم، عن أبيه مرفوعًا.
وقال الهيثمى فى «المجمع» (1/ 337): رواه الطبرانى فى «الكبير»، وفيه عثمان بن عبدالرحمن الطرائفى، وهو ثقة، إلا أنه قيل فيه: يروى عن الضعفاء،وهذا من روايته عن صدقة بن خالد وهو من رجال الصحيح.
قلت: وفى هامش الكتاب ما نصه: بل صدقة المذكور فى إسناده هو ابن عبدالله السمين، وهو ضعيف جدًّا، كما فى هامش الأصل.
قال الشيخ الألبانى: «الصحيحة» (3189)،: قلت: وأنا أظن أن هذه الفائدة هى من الحافظ ابن حجر تلميذ الهيثمى، وكذلك كل ما يعزى فى التعليقات إلى «هامش الأصل».
قلت: وهذا التعليق هو الصحيح، حيث إن صدقة هو ابن عبدالله السمين، وهو ضعيف جدًّا كما تقدم.
فالحديث لا يصح مرفوعًا، والله أعلم
ولكنه أخرجه البخارى فى «الأدب المفرد» (789)، قال: حدثنا عبدالله بن أبى الأسود، قال: حدثنا عبدالواحد بن زياد، قال: حدثنا الحارث بن حصيرة، قال: حدثنا زيد بن وهب، قال: سمعت ابن مسعود يقول: فذكره بنحوه.
قلت: وهذا سند حسن رجاله ثقات، عدا الحارث بن حصيرة، مختلف فيه.
قال ابن معين: ليس به بأس، وفى رواية أخرى عنه: ثقة.
وقال أبو حاتم: لولا أن الثورى روى عنه لترك حديثه.
وقال النسائى: ثقة.
وقال أبو داوود: صدوق.
وقال الحافظ فى التقريب: صدوق يخطئ، ورمى بالرفض.
وقال الحافظ فى «الفتح» (10/ 510)،: وسنده صحيح، ومثله لا يقال من قبل الرأى.
¥