تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

أبو الوليد الباجي - أخي عدلان- من علماء القرن الخامس الهجري الأفذاذ، الذين جمعوا بين النقل والعقل، فهو الأصولي، وهو المحدث، وهو الفقيه، وهو الجدلي الكبير، الذي ناظر ابن حزم فأفحمه، وهو تلميذ الهروي، وما أدراك ما الهروي، العالم الكبير تلميذ الدارقطني أمير المؤمنين في الحديث وعلله، فالدار قطني شيخ شيخ الباجي رحمه الله، وهو (الباجي) تلميذ الحافظ الكبير أبي عبد الله الصوري، و تلميذ الخطيب البغدادي، والبغدادي نفسه أخذ عن الباجي، بل إن الباجي تميز عن البغدادي، وابن عبد البر، يالسماع والقراءة عن الهروي، في حين كل واحد منهما ينقل عنه بالإجازة، الباجي ياشيخ عدلان هو الذي أدخل صحيح البخاري للمغرب والأندلس، وروايته للصحيح هي التي اعتمدت، بل إنها من أصح نسخ الصحيح على الأطلاق أتعلم لماذا؟ لأنه نقله عن شيخه الهروي قراءة، ونسخة الهروي هي أدق النسخ على الإطلاق لأنه لم يخلط بين النسخ. نبه على هذا القاضي عياض؛ ولهذا اعتمد ابن حجر نسخة الهروي في شرحه للصحيح، بين ذلك في مقدمة كتابه، الباجي هو الذي درّس الصحيح مرات عديدة في مدن الأندلس، وتلاميذه حفاظ كبار نقلوا روايته، ولعلك لا يخفى عليك أبو علي الصدفي الذي نسخته للصحيح من أصح النسخ على الإطلاق. الباجي صاحب كتاب التعديل والتجريح الذي سقت منه القول الذي تناولته بالدراسة، وكتابه هذا قدم عليه بمقدمة نفيسة يقول العلماء إن فيها دررا في التعديل والتجريح، وليتك اطلعت عليها؛ لتعلم من هو الباجي - رحمه الله-، الباجي هو السني الذي جادل النصاري فأفحمهم، وجادل الشيعة فأفحمهم، الباجي يقول فيه خصمه ابن حزم: لو لم يكن للمالكية بعد القاضي عبد الوهاب البغدادي إلا الباجي لكفاهم الباجي يقول فيه الذهبي: برع في الحديث وعلله، الباجي ينقل عنه ابن حجر والنووي وغيرهما من كبار العلماء، الباجي قال في علم الحديث مالم يقله غيره، لا لأنها أقوال شاذة كما زعمت، بل لأنه سبق بها غيره، وأقواله صحيحة لا شك فيها بشهادة العلماء، وليس الحين حين ذكرها، فإن أردتها سقت لك منها شيئا، ......... الخ

هذا هو الباجي الذي أغلظت فيه القول أخي عدلان - سامحك الله وغفر لك - وزد، فاطلع على سيرة الباجي، فستعلم من هو، ثم قارنه بنفسك؟ فسيظهر لك الفرق كما ما بين السماء والأرض!!

ثانيا:- نبذة عن مذهب الباجي في الصحيح والضعيف:-

أخي الشيخ عدلان – وفقك الله-، والباجي صرح في مقدمة كتابه بمذهبه، وبين أن الحديث الصحيح غير منحصر في الصحيحن، وأنه ليس كل ما في الصحيحين صحيح لا يدخله الوهم، وأن هذا مرجعه الاجتهاد لمن كان من أهل هذا الشأن، وقليل ما هم، فمن كان من أهل الاجتهاد نظر في الحديث بما نظرا (البخاري ومسلم رحمهما الله)، ولن أناقشك في هذا القول لأنك لا تجهله؛ أما الشطر الأول منه، فمعلوم أنهما لم يعماه (الصحيح)، وأما الشطر الثاني فإن جادلت فيه رجعنا إليه، والناس فيه على طائفتين، إما أن تجد من يقول الصحيحين لا يدخلهما الوهم، وكل ما فيهما صحيح، حتى جعلوهما بمرتبة من لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفة، وإما أن تجد من يشكك في الصحيحين، وشبكة المعلومات الدولية مليئة بأٌقوال هؤلاء السذج من الشيعة، والمبتدعين الزائغين؛ بقصد الطعن في السنة من أصح أبوابها وكلا الطائفتين مخطئتين مع الفارق طبعا. فالأولى مصدر قولها الجهل، والعصبية المفرطة والثانية مصدر قولها التشكيك والطعن والهوى.

أقول: أما العلماء الأجلاء الكبار، ومنهم الباجي – رحمه الله- لا من هؤلاء ولا من هؤلاء فهو يقول بصحة الصحيحين بما حصل فيه اتفاق الأمة، مع إمكان وقوع الوهم فيهما، وذلك مع الفارق طبعا، فقد فاق البخاري صحة، وأنت ربما وقفت على هذا الحديث فقط، ولو أنك أستزدت لوجدت، فالباجي تكلم في الأحاديث التالية غير ما أشرت إليه، منها:-

1 - أحاديث النهي عن الشرب قائما الواردة في صحيح مسلم.

2 - حديث النهي عن الترجل إلا غبا، وأظنه وارد في صحيح مسلم، أو له أصل فيه.

3 - حديث الجبة الطيلسية الوارد في كتاب الحج، وهو في صحيح مسلم.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير