تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

الفتاوى هذا التقسيم، وذكر أن هذا القسم بمثابة المتواتر باتفاق العلماء، وليس قول المالكية فحسب، ولكن – ولا حول ولا قوة إلا بالله- كثير من الناس يتفوهون بهذه الكلمة خلطا من غير تمييز، فإن لم تسلم لهذا رجعنا إليه، ففيه كلام متين. ونرجع للقول بإثبات أن عمل أهل المدينة كان عليه فأقول: هذا القول فيه نظر، فإذا كان أهل المدينة لا يروون هذا الحديث أصلا، فكيف يكون العمل عليه ثم لا يشتهر ويعرف؟! أما ما ذكره ابن حجر، فهذا لا يدل على أن العمل كان عليه، فهذا الأثر – إن صح- فهو حادثة عين لا يقاس عليها، ولا يمكن أن يدعي أحد بأن العمل عليه كان مشتهرا بين أهل المدينة، فإن قلت كما قال ابن حجر – رحمه الله- بأن الحديث لم ينفرد به سعد بن إبراهيم، بل روي من طرق أخرى، ورد بذلك على قول الباجي أنه انفرد به، فالجواب على ذلك، أن الباجي لم يدعي أنه انفرد به على الطلاق، وإنما قصد أنه انفرد بروايته من أهل المدينة، ولم ينكر الباجي أنه توبع عليه، وإنما قال لم يتابع عليه من طريق صحيح، والآن السؤال الذي أوجهه إليك هو: هل تتبعت روايات هذا الحديث؟ لتتعرف على مدى صحة هذه المتابعات، وتعلم رواتها؟ أم أنك اكتفيت بتصحيح ابن حجر –رحمه الله – لها؟ فعندها أقول لك إن تصحيح ابن حجر لا يغتر به، ولو تتبعت قولي هذا في تعليقاته لوجدته صحيحا، فإن سلمت لذلك وإلا رجعنا إليه، وأقول لك – والله أعلم-، إنك لو تتبعت طرق هذا الحديث لوجدت أغلب هذه الطرق رواتها من الكوفة لا من المدينة، باستثناء طريق واحدة راويها مدني، فما معنى ذلك لك؟ وما جوابك على أن أغلب رواة هذا الحديث من الكوفة، وليس المدينة بما في ذلك الطريق التي في صحيح مسلم؟

3 - قول الباجي ما معناه: أنه لا يعلم هذا الحديث عند من هو أوثق من الأعرج كابن الزناد ولو كان الحديث صحيح لوجد عند من هو أوثق منه ..... وقد عقب على ذلك الشيخ عدلان – وفقه الله - بأن هذه قاعدة صحيحة، إلا أنها لا تنطبق على هذه الحالة، وأشار إلى ما قاله الذهبي، وسؤالي له: هل أنت أعلم من الباجي في تنزيل قواعد الجرح والتعديل منازلها، وهل تظن أن الذهبي نفسه أعلم من الباجي بهذا الفن؟

4 - قول الباجي: بأن سعد لا يبلغ مبلغ الترك وأنه ليس بمنزلة محمد بن إسحاق ..... وعقب على ذلك الشيخ عدلان متعجبا من قوله، وقال في ذلك قولا كبير!!!، والجواب: بأن قول الباجي هذا قمة الإنصاف لسعد بن إبراهيم بما هو حاله عنده، فيا شيخ عدلان –وفقك الله - تستغرب، وتدعي بأنه يكرر القول، لأن من هو أعلى منزلة من محمد بن إسحاق معلوم أنه يحتج بحديثه، والجواب: من سلم لك ذلك؟ لعلك قرأت أقوال العلماء ومنهم الذهبي بأن محمد بن إسحاق حسن الحديث، فهل تعلم ياشيخ عدلان أن الإمام مالك لا يحتج بحديث محمد بن إسحاق، وهو أيضا ثقة صالح، والباجي لو تأملت كلامه في المنتقى عندما يورد حديثا رواه محمد بن إسحاق، وانفرد بهذا الحديث، فإنه يتوقف في تصحيح الحديث، وخذ مثالا على ذلك: حديث السيدة عائشة – رضي الله عنها- أنه لما أرادوا تغسيل رسول الله – صلى الله عليه وسلم- نادهم مناد ..... الحديث أخرجه الحاكم، وقال على شرط مسلم، وصححه ابن عبد البر أيضا، لكن الباجي توقف في الحديث وقال: " إن صح الحديث، وقد تفرد به محمد بن إسحاق " وفعلا الحديث تفرد به محمد بن إسحاق. والسؤال الذي أوجهه لك الآن هو: ماذا قال أحمد بن حنبل ويحيى ابن معين في محمد بن إسحاق؟ ألم يوثقانه؟!

5 - الشيخ عدلان – وفقه الله- لم يعجبه قول الباجي أن توثيق العلماء لابن سعد هو من باب وصفه بالصلاح، وهذا لا يعني أنه حجة، وقد ساق الباجي مثلا على ذلك، وهو قول أحمد بن حنبل ويحيى بن معين في محمد بن إسحاق بأنه حجة، ولكن لا يحتج بحديثه وقال الشيخ عدلان ما معناه: هو ظن من الباجي، والظن أكذب الحديث ..... والجواب أن هذا ليس ظنا، بل هو علم، جهلته أنت كما جهله كثيرون، والسؤال الذي أوجهه إليك الآن: هل تابعت أقوال يحيى بن معين وأحمد بن حنبل في محمد بن إسحاق لترى هل ما قاله الباجي صواب أم لا؟ وأقول لك، من فترة مضت وقفت على رسالة مضمونها اختلاف عبارات النقاد في التوثيق، يحيى بن معين ومحمد بن إسحاق كمثال وهي رسالة جميلة تجدها

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير