[ما ضعفه العلوان من أحاديث الصيام في شرحه لجامع الترمذي]
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[05 - 08 - 10, 12:32 ص]ـ
الحمد لله وحده, والصلاة والسلام على من لا نبي بعده, أما بعد:
فهذه هي الأحاديث التي ضعفها الشيخ سليمان العلوان خلال شرحه لكتاب الصيام من جامع الترمذي, وهي على ثلاث مشاركات بإذن الله, هذه المشاركة الأولى, وبقي مشاركتان فقط بإذن الله تعالى ...
1 - عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:إذا كان أول ليلة من شهر رمضان صفدت الشياطين ومردة الجن وغلقت أبواب النيران فلم يفتح منها باب وفتحت أبواب الجنة فلم يغلق منها باب وينادي مناد يا باغي الخير أقبل ويا باغي الشر أقصر ولله عتقاء من النار وذلك كل ليلة.
هذا الخبر أو هذا الإسناد معلول،قال أبو عيسى حديث أبي هريرة الذي رواه أبو بكر بن عياش ـ أبو بكر لا يعرف له اسم وقد اختلف على اسمه على عشرة أقوال ـ قال أبوعيسى عن حديثه حديث غريب لا نعرفه من رواية أبي بكر بن عياش عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة إلا من حديث أبي بكر، وأبو بكر في حديثه عن الأعمش لين.
قال أبو عيسى وسألت محمد بن اسماعيل عن الحديث فقال أخبرنا الحسن بن الربيع أخبرنا أبو الأحوص عن الأعمش عن مجاهد قوله قال: إذا كان أول ليلة من شهر رمضان فذكر الحديث. قال محمد وهذا أصح عندي من حديث أبي بكر بن عياش.
حديث أبي بكر معلول لعلتين:
العلة الأولى/ أنه مخالف للأسانيد الصحيحة.
العلة الثانية / أن أبا بكر عن الأعمش فيه نظر وقد رواه أبو الأحوص عن الأعمش عن مجاهد من قوله ولم يذكر أبا صالح عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم، وقد جاء بعض هذا الخبر في الصحيحين، نشير إلى ما جاء في الصحيحين وذلك كقوله صلى الله عليه وسلم: إذا دخل رمضان صفدت الشياطين ومردة الجن وغلقت أبواب النيران " هذا الخير متفق على صحته من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
2 - كره بعض الفقهاء أن يقال هذا رمضان ويعلل بعضهم بأن رمضان أسماء من أسماء الله تعالى ويذكرون في ذلك خبراً، وهذا باطل من وجوه:
الوجه الأول / أن رمضان ليس اسم من أسماء الله.
الوجه الثاني / أن الحديث الوارد موضوع.
الأمر الثالث / قد جاءت الأحاديث الصحيحة مصرحة بالجواز.
الأمر الرابع / أن هذا ينسحب على كل الشهور كما يقال هذا رجب هذا شعبان، دون أن يقال هذا شهر رجب هذا شهر شعبان فرمضان كبقية الشهور لا يختلف عنها، ولا يجوز الاستثناء إلا بدليل، والدليل معدوم في هذا الباب والأحاديث الضعيفة أو الموضوعة لا تجدي في هذا الأمر، الأحكام التكليفية خمسة ولا يجدي فيها إلا الخبر الصحيح.
3 - جاء في جامع أبي عيسى وغيره من حديث العلاء بن عبدالرحمن بن يعقوب الحرقي مولاهم عن أبيه عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إذا انتصف شعبان فلا تصوموا. قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح،قد صححه جماعة, أبو داود وغيره، الجواب عن هذا الخبر: منهم من حمل إذا انتصف شعبان فلا تصوموا إذا كان بقصد الاحتياط لرمضان هو الذي ذكره الإمام أبو عيسى رحمه الله تعالى حول هذا الخبر حين قال: لمعنى رمضان. أما إذا أراد أن يستكثر من الصيام في شعبان أو أراد أن يصوم يوماً ويفطر يوماً فلم ينه عن ذلك أحد ومنهم من قال: بأن هذا الخبر منكر ومعلول بعلتين:
العلة الأولى: أنه مخالف للأحاديث الواردة في الصحيحين كحديث أبي هريرة " لا تقدموا رمضان بيوم ولا يومين ".
العلة الثانية: أن العلاء قد تفرد به، وذكر هذا الخبر يحي بن معين وأحمد وأبو حاتم وجماعة من الحفاظ بل طعن الإمام أبو حاتم رحمه الله في العلاء لروايته هذا الخبر، العلاء رحمه الله ثقة قد خرج له الإمام مسلم رحمه الله في روايته عن أبيه عن أبي هريرة ما لا يقلّ عن خمسين حديثاً، والحافظ لا يضعف في روايته ما ينكر من حديثه ما لم يكثر ويكن الغالب عليه رواية المنكرات ثم أنه يتضح من هذا أن التضعيف كان لمعنى المتن وهذا هو الذي أشار إليه الإمام أبو داود رحمه الله تعالى في سننه حين ذكر هذا الخبر وقال: وهذا عندي ليس بخلافه أي بخلاف حديث " لا تقدموا رمضان بيوم ولا يومين ".
¥