تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

4 - حديث (أوله رحمه وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النار)؟ هذا خبر منكر ويكثر ذكره على ألسنة الخطباء في نهاية رمضان، ولا يصح الاستدلال به، وفي الصحيح غنى عن الحديث الضعيف.

5 - تفضيل شهر شعبان لم يرد فيه نص، بأن شهر شعبان أفضل من غيره كالأشهر الحرم ولكن ورد تخصيص شهر شعبان بالصيام وأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصوم شعبان كله إلا قليلاً.

وفي الصحيح فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يخص شعبان بمزيد من الصوم، فقد يقال بأن هذا لفضل شعبان ولو لم يكن لشعبان فضل ما صامه النبي صلى الله عليه وسلم، وقد يقال أنه لا يدل على فضل شعبان بقدر ما هو يدل على فضل رمضان كالاستعداد لرمضان، وإنما يصوم ليس لمعنى رمضان ولكنه كالتوطئة، والصيام إعلام الناس بقدوم رمضان وغير ذلك من المعاني الأخرى.

فالذي يهمنا أمران:

الأمر الأول / أنه لم يثبت نص عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بأنه فضل شعبان على غيره من الشهور.

الأمر الآخر / أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصوم شعبان كله إلا قليلاً، وأنه يخصه بمزيد من الصيام.

6 - حَدَّثَنَا مُسلِمُ بنُ حَجَّاجٍ أَخبرنَا يَحيَى بنُ يَحيَى أَخبرنَا أَبُو مُعَاويةَ عن مُحَمَّدِ بنِ عَمْرٍو عن أَبي سَلَمَةَ عن أَبي هُريرةَ قَالَ:

- قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أَحصُوا هِلالَ شَعبَانَ لِرَمضَانَ", ظاهر الإسناد الصحة فرواته كلهم ثقات ما عدا محمد بن عمرو فهو صدوق ما لم يتفرد أو يخالف، غير أن هذا الخبر معلول فلا يلزم من ثقة الرواة صحة الإسناد، قال: رواته ثقات وله علة، بل حين يقال إسناده صحيح لا يلزم منه صحة الخبر مطلقاً إلا إذا عُرف عن المحدث إطلاق هذا اللفظ على تصحيح الإسناد والمتن وحين يقال إسناده صحيح فهو يتحدث عن الإسناد، قد يكون الخبر شاذاً أو يكون المتن منكراً.

قد اصطلح كثير من المتأخرين على إطلاق إسناد الصحيح على صحة المتن مع الخبر أو مع الإسناد وأما إذا قيل إسناده حسن فأيضاً على الاصطلاح، فإذا قيل رواته ثقات فهذا حديث عن الرواة.

أبو عيسى الترمذي رحمه الله يقول عن هذا الخبر لا نعرفه مثل هذا إلا من حديث أبي معاوية/

وقد قال الإمام ابن أبي حاتم رحمه الله تعالى في كتاب العلل " سألت أبي عن حديث رواه أبو معاوية عن محمد بن عمرو بن علقمة بن وقاص الليثي عن أبي سلمة عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: أحصوا هلال شعبان لرمضان فقال أبي هذا خطأ، إنما هو محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال " لا تقدموا رمضان ... قال أبو حاتم: أخطأ أبو معاوية في هذا الحديث.

أبو معاوية هو محمد بن خازم الضرير، احتج به الشيخان في روايته عن الأعمش، بأنه من أوثق الناس في الأعمش وفي غير الأعمش، قد يخطئ وهو في الجملة صدوق، وقد وهم في هذا الخبر لذلك قال أبو عيسى أيضاً والصحيح ما روي عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا تقدموا شهر رمضان بيوم ولا يومين"،وهكذا روي عن يحي بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة نحو حديث محمد بن عمرو الليثي، وحديث يحي بن أبي كثير متفق على صحته.

نتحدث عن متن هذا الخبر باعتبار وجود ما يدل على صحة متنه، الإسناد في هذا الخبر ضعيف ولكن جاء في الأحاديث الأخرى ما يفيد صحة المتن ففي سنن أبي داود من طريق معاوية بن صالح عن عبدالله بن أبي قيس قال سمعت عائشة رضي الله عنها تقول: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتحفظ من شعبان ما لا يتحفظ من غيره، ثم يصوم لرؤية رمضان فإن غم عليه عد ثلاثين يوماً ثم صام)، وقد صححه ابن خزيمة وجماعة.

7 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ إِسماعيلَ أَخبرنَا مُحَمَّدُ بنُ الصَّبَّاحِ أَخبرنَا الوليدُ بنُ أَبي ثَورٍ عن سِمَاكٍ عن عِكرِمَةَ عن ابنِ عبَّاسٍ قَالَ:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير