تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

" جاء أعرابيٌّ إلى النَّبيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: إِنِّي رَأَيتُ الهِلالَ، فَقَالَ: أَتَشهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلاَّ الله؟ أَتَشهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ الله؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: يا بلالُ أَذِّنْ في النَّاسِ أَنْ يَصُومُوا غداً". أحاديث سماك عن عكرمة مضطربة، قال ذلك ابن معين، والإمام أحمد، ويعقوب بن شيبة، وغير هؤلاء الأئمة وفيه علة ثالثة، الآن فيه علتان:

العلة الأولى: ضعف الوليد.

العلة الثانية: سماك عن عكرمة ضعيف.

العلة الثالثة: أن الحفاظ يروونه عن سماك بن حرب عن عكرمة عن النبي صلى الله عليه وسلم بدون ذكر ابن عباس، ولعل هذا هو الأقرب، العلة الأولى يمكن أن نقول أنها منتفيه لأنه لا ينفرد به الوليد عن سماك وقد رواه سفيان الثوري وحماد وجماعة عن سماك بن حرب، وإلى هذا أشار أبو عيسى.

قال حدثنا أبو كريب أخبرنا حصين الجعفي عن زائدة عن سماك بن حرب نحوه فلم يتفرد به الوليد.

قال أبو عيسى حديث ابن عباس فيه اختلاف وروى سفيان الثوري وغيره أي كحماد عن سماك بن حرب عن عكرمة عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا وأكثر أصحاب سماك رووا عن سماك عن عكرمة عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلاً.

وقال أبو داود رحمه الله تعالى في سننه: رواه جماعة عن سماك عن عكرمة مرسلاً، وقال الإمام النسائي رحمه الله تعالى: هذا أولى بالصواب.

8 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ عُمَرَ بنِ عليِّ المُقدَّميُّ أَخبرنَا سعيدُ بنُ عامرٍ أَخبرنَا شُعبَةُ عن عَبدِ العزيزِ بن صُهيبٍ عن أَنسِ بن مالكٍ قَالَ:

- قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "من وَجَدَ تمراً فَلْيُفطِرْ عَلَيهِ ومن لا فَلْيُفطِرْ عَلَى ماءٍ فإِنَّ الماءَ طَهُورٌ".

قال أبو عيسى: "وفي الباب عن سليمان بن عامر", حديث الباب معلول، وقد أخطأ فيه سعيد بن عامر، قال الإمام البخاري رحمه الله تعالى حديث سعيد بن عامر وهمٌ وهِمَ فيه سعيد، وقد ذكر الإمام أبو حاتم بأن سعيد بن عامر في حديثه بعض الغلط، ولهذا قال أبو عيسى حديث أنس قال لا نعلم أحدا رواه عن شعبة مثل هذا غير سعيد بن عامر وهو حديث غير محفوظ ولا نعلم له أصلاً من حديث عبد العزيز بن صهيب عن أنس، والخطأ في هذا الخبر من سعيد بن عامر، فإن الحفاظ أصحاب شعبة المعنيين بمروياته يروون هذا الخبر عن شعبة عن عاصم الأحول عن حفصة ابنة سيرين عن الرباب عن سلمان بن عامر عن النبي صلى الله عليه وسلم، وهذا المحفوظ وهذا أصح من حديث سعيد بن عامر، فإن سعيد بن عامر رواه عن شعبة فغلط فيه فقال عن عبد العزيز بن صهيب عن أنس وهذا غلط فإن الخبر لم يثبت عن أنس ولم يأت من وجه صحيح عن أنس، ولم يثبت في الباب سوى حديث سلمان بن عامر.

قال الإمام أبو عيسى وهكذا رووا عن شعبة عن عاصم عن حفصة ابنة سيرين عن سلمان بن عامر ولم يذكر فيه شعبة عن الرباب والصحيح ما رواه سفيان الثوري وابن عيينه وغير واحد عن عاصم الأحول عن حفصة بنت سيرين عن الرباب عن سلمان بن عامر وابن عون يقول عن أم أُمِّ الرَّائحِ بنتِ صُلَيعِ عن سلمان بن عامر، والرباب لا بأس بحديثها فلم تأت بشيء ينكر وقد روت عنها حفصة ابنة سيرين وهي ثقة وصحح لها الترمذي وابن خزيمة وابن حبان، وهذا ظاهر كلام أبي حاتم، وهذا يرفع جهالتها ويقوي أمرها، فإن الخبر إذا لم يرو إلا من طريق واحد وصحح أحد الأئمة الحديث فإن هذا توثيق لكل الرواة، فحين صحح الإمام أبو عيسى رحمه الله تعالى حديث الرباب عن سلمان فهذا توثيق للرباب لأن الخبر لم يثبت من وجه آخر عن غير الرباب.

أتبع المؤلف رحمه الله تعالى هذا الخبر المعلول بحديث حفصة عن الرباب قال حدثنا محمود بن غيلان أخبرنا وكيع أخبرنا سفيان عن عاصم الأحول حدثنا هناد أخبرنا أبو معاوية عن عاصم الأحول عن حفصة ابنة سيرين عن الرباب عن سلمان بن عامر الضبي عن النبي صلى الله عليه وسلم (إذا أفطر أحدكم فليفطر على تمر فإن لم يجد فليفطر على ماء فإنه طهور). فقد رواه سفيان عن عاصم الأحول، ورواه أبو معاوية عن عاصم الأحول، وقال أبو حاتم وروى هذا الحديث هشام بن حسان وغير واحد عن حفصة عن الرباب عن سلمان عن النبي صلى الله عليه وسلم، وحين سئل الإمام أبو حاتم رحمه الله تعالى عن هذا الطريق وطريق حماد عن سلمه عن عاصم قال

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير