تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

العبرة بما روى لا بما رأى، لأنا نقول إن ما رواه لم يثبت أصلاً وأنه غير محفوظ، وهذا كثير ما يعلل به الأئمة الكبار إذا أفتى الصحابي بخلاف ما رواه، فإن هذا قد يفيد -ليس على الإطلاق- أن ما رواه يعتبر ضعيفاً ولم يصح، وعلل الإمام أحمد بأشياء كثيرة من هذا القبيل وأشار إلى هذا المعنى الحافظ بن رجب رحمه الله تعالى في شرح علل الترمذي.

23 - وروي عن أبي الدرداء وثوبان وفضالة أن النبي صلى الله عليه وسلم قاء فأفطر، المحفوظ في هذا الخبر قاء فتوضأ، وحديث فضالة ضعيف.

24 - قال أبو عيسى حدثنا بندار أخبرنا يحي بن سعيد وعبد الرحمن بن مهدي قالا أخبرنا سفيان عن حبيب بن أبي ثابت أخبرنا أبو المطوس عن أبيه عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من أفطر يوما من رمضان من غير رخصة ولا مرض لم يقض عنه صوم أو صيام الدهر كله وإن صامه). قال أبو عيسى حديث أبي هريرة حديث لا نعرفه إلا من هذا الوجه وسمعت محمدا يقول أبو المطوس اسمه يزيد بن المطوس ولا أعرف له غير هذا الحديث. وأبو المطوس وثقة بن معين وقال اسمه عبد الله بن المطوس، ولكن قال الإمام أحمد رحمه الله تعالى لا أعرفه ولا أعرف حديثه من غيره، وقال البخاري رحمه الله تعالى لا أعرف له غير هذا الحديث ولا أدري سمع أبوه من أبي هريرة أم لا، وقال الحافظ بن حبان رحمه الله تعالى يروي عن أبيه ما لا يتابع عليه فقد أعل هذا الخبر بثلاث علل:

العلة الأولى / الاضطراب وأشار إلى هذا المزي رحمه الله تعالى في تهذيب الكمال في ترجمة أبي المطوس. وأشار إلى هذه العلة غيره كالحافظ بن حجر في فتح الباري.

العلة الثانية / الجهل بحال أبي المطوس وأن مثله لا يقبل تفرده في هذا الخبر ولاسيما أن الإمام أحمد قال لا أعرفه ولا أعرف حديثه من غيره.

العلة الثالثة / الشك في سماع أبيه من أبي هريرة وهذا الذي أشار إليه البخاري في قوله ولا أدري سمع أبوه من أبي هريرة أم لا، فهذا الخبر لا يثبت إسناده في قول الأكثر من أئمة الحديث وإن كان قد ذهب جماعة كابن خزيمة وطائفة إلى تصحيحه وهذا فيه نظر لأن تفرد أبي المطوس في هذا الخبر عن أبيه عن أبي هريرة غير مقبول. لذا قال بن حبان يروي عن أبيه ما لا يتابع عليه.

25 - حدثنا محمد بن بشار أخبرنا عبد الرحمن بن مهدي قال أخبرنا سفيان عن عاصم بن عبيد الله عن عبد الله بن عامر بن ربيعة عن أبيه قال رأيت النبي صلى الله عليه وسلم ما لا أحصي يتسوك وهو صائم، وفي الباب عن عائشة رواه بن ماجه من طريق مجالد عن شعبة عن مسروق عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال (من خير خصال الصائم السواك) وهذا معلول.

قال أبو عيسى حديث عامر بن ربيعة حديث حسن والخبر في إسناده عاصم بن عبيد الله وقد أخرج حديثه بن خزيمه في صحيحه وقال: (كنت لا أخرج حديث عاصم ثم نظرت فإذا شعبة والثوري قد رويا عنه)، والخبر علقه البخاري في صحيحه بصيغة (ويذكر عن عامر بن ربيعة) وقد وصله الإمام أحمد وأبو داود وجماعة من طريق عاصم، وعاصم سيء الحفظ ضعيف الحديث، قد قال عنه الإمام أحمد (كان بن عيينه يقول كان الأشياخ يتقون حديث عاصم)، وقال مالك (شعبتكم تشدد في الرجال)، وقد روى عن عاصم بن عبيد الله، وقد جاء عن شعبة أنه قال: لو قيل لعاصم من بنى مسجد البصرة لقال فلان عن فلان عن النبي صلى الله عليه وسلم، إشارة من شعبة إلى أنه سيء الحفظ، وأن شعبة حين روى عنه ليس هذا توثيقاً له وقد قال أبو زرعة: عاصم منكر الحديث في الأصل وهو مضطرب، فحديث عاصم حديث ضعيف, وأشار أبو عيسى قال: "وفي الباب عن عائشة" وفي نفس الوقت هو ضعيف لأنه جاء من رواية مجالد وهو سيء الحفظ، عن الشعبي عن مسروق عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم (قال من خير خصال الصائم السواك). رواه بن ماجه وغيره، ويقرأ رواة بن ماجه بالتسكين لأنه اسم أعجمي وتكون الهاء غير مربوطة.

26 - ورد في الباب حديث (إذا صمتم فاستاكوا بالغداة ولا تستاكوا بالعشي) وهذا رواه الطبراني وغيره وهو خبر منكر.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير