على رواية عبد الله بالشذوذ، وأن الصواب وقف هذا الخبر ويحتمل أن يكون له حكم المرفوع لأنه لا مجال للاجتهاد في هذا ولاسيما في التحديد وأن من لم يجمع الصيام قبل الفجر فلا صيام له وقد اتفقت حفصة وابن عمر على هذا الحكم فيكون موقوفاً لفظاً مرفوعاً حكماً.
30 - حَدَّثَنَا قُتَيبَةُ وأَخبرنَا أَبُو الأَحوَصِ عن سِمَاكِ بنِ حَرْبٍ عن ابنِ أُمِّ هانئٍ عن أُمِّ هانئٍ قَالَتْ:
- "كنتُ قاعدةً عِندَ النَّبيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأُتِيَ بشرابٍ فشربَ منه ثُمَّ نَاوَلَني فشربتُ منهُ فقُلتُ إِنِّي أَذنَبتُ فاستغفرِ لي قَالَ: وما ذَاكَ؟ قَالَتْ كنتُ صائمةً فأَفطرتُ، فَقَالَ: أَمِنْ قضاءٍ كنتِ تَقضِينَهُ؟ قَالَتْ: لا، قَالَ: فلا يَضُرُّكِ".
قال أبو عيسى: "حديث أم هانئ في إسناده مقال", وهذا قول الأكابر من الحفاظ فإن حديث الباب غير صحيح وقد أحسن ابن التركماني في الجوهر النقي حين قال:هذا الحديث مضطرب سنداً ومتناً وأما اضطراب متنه فظاهر وقد جاء في بعض رواياته أنه كان يوم الفتح وهي أسلمت عام الفتح وكان الفتح في رمضان أي فكيف يتصور قضاء رمضان في رمضان وأما اضطراب سنده فاختلف على سماك فيه فتارة يرويه عن أبي صالح وتارة عن جعده وتارة عن هارون وهذا الاختلاف غير مقبول.
قال أبو عيسى: "حدثنا محمود بن غيلان أخبرنا أبو داود أخبرنا شعبة قال كنت أسمع سماك بن حرب يقول أحد بني أم هانئ حدثني فلقيت أنا أفضلهم وكان اسمه جعدة ....... " قد قال البخاري رحمه الله تعالى عن جعدة " لا يعرف إلا بحديث المتطوع أمير نفسه وفيه نظر"، هذا قول البخاري رحمه الله تعالى, وقوله: "وكانت أم هانئ جدته فحدثني عن جدته أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل عليها فدعا بشراب فشرب ثم ناولها فشربت فقالت يا رسول الله أما إني كنت صائمة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (الصائم المتطوع أمين نفسه إن شاء صام وإن شاء أفطر) ", قال شعبة: فقلت له أأنت سمعت هذا من أم هانئ؟ قال: لا، أخبرني أبو صالح وأهلنا عن أم هانئ، وصالح هذا هو باذان مولى أم هانئ وهو ضعيف الحديث، ومن قال أن أبا صالح هذا هو السمَّان فقد غلط, الصواب أن أبا صالح هذا هو باذان وهو ضعيف الحديث.
قال أبو عيسى وروى حماد بن سلمة هذا الحديث عن سماك فقال عن هارون بن بنت أم هانئ عن أم هانئ قال أبو عيسى ورواية شعبة أحسن وفي نفس الوقت رواية شعبة ضعيفة قال هكذا حدثنا محمود بن غيلان عن أبي داود فقال أمين نفسه وحدثنا غير محمود عن أبي داود فقال أمير نفسه أو أمين نفسه على الشك وهكذا روي من غير وجه عن شعبة أمير أو أمين نفسه على الشك وهذا الخبر كما قال الإمام أبو عيسى حديث أم هانئ في إسناده مقال وهذا المقال مضطرب سندا ومتنا.
تقدم قبل قليل قول بن التركماني رحمه الله تعالى في (الجوهر النقي) وقد ضعف هذا الخبر أكثر أئمة الحديث منهم البخاري وأبو عيسى وأشار إلى علته أبو حاتم وابن التركماني في (الجوهر النقي) وغير هؤلاء، وعلة الخبر واضحة بل له أكثر من علة في الإسناد والمتن.
31 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ مَنيعٍ أَخبرنَا كَثيرِ بنِ هشامِ أَخبرنَا جَعفَرُ بنُ بُرقَانَ عن الزُّهريِّ عن عُروَةَ عن عائِشةَ قَالَتْ:
- "كُنتُ أَنا وحفصَةَ صَائِمتينِ فَعُرِضَ لنا طعامٌ اشتَهَينَاهُ فأَكلنَا مِنهُ فجاءَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فبَدَرتني إِليهِ حفصَةَ وكَانَتْ ابنةُ أَبِيهَا، فَقَالَتْ: يا رَسُولَ الله إِنَّا كُنَّا صَائِمتينِ فَعُرِضَ لنا طعامٌ اشتَهَينَاهُ فأَكلنَا مِنهُ، قَالَ: اقضِيَا يوماً آخرَ مَكَانَه".
الحديث رواته ثقات ما عدا جعفر بن برقان قال عنه الإمام أحمد إذا حدث عن غير الزهري فلا بأس به وفي حديث الزهري يخطئ، وقال ابن معين يضعف في روايته عن الزهري وقال مرةً ليس هو في الزهري بشيء ولم يتفرد بالخبر فقد قال أبو عيسى وروى صالح بن أبي الأخضر ومحمد بن أبي حفصة هذا الحديث عن الزهري عن عروة عن عائشة مثل هذا، ورواه أيضاً أبو داود في سننه من طريق حيوة بن شريح عن ابن الهاد عن زميل مولى عروة عن عروة عن عائشة وقال أبو سعيد بن الأعرابي هذا الحديث لا يثبت، وقال أبو عيسى وروى مالك بن أنس ومعمر وعبيد الله بن عمر وزياد بن سعد وغير واحد من الحفاظ عن الزهري عن
¥