تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

عائشة مرسلاً ولم يذكروا فيه عن عروة وهذا أصح والزهري لم يسمع من عائشة ويعد الحديث منقطعاً والسلف يسمونه المعضل والمنقطع وما رواه التابعي عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلاً لأن المرسل عند أئمة السلف أعم من المرسل عند المتأخرين الذين يحصرونه في رواية التابعي عن النبي صلى الله عليه وسلم،قال ابن جريج سألت الزهري فقلت أَحدَثَك عروة عن عائشة قال لم أسمع من عروة في هذا شيء ولكن سمعت في خلافة سليمان بن عبد الملك من ناس عن بعض من سأل عائشة عن هذا الحديث.

قال أبو عيسى حدثنا بهذا علي بن عيسى بن يزيد البغدادي أخبرنا روح بن عبادة عن بن جريج فذكر الخبر.

قالت عائشة كنت أنا وحفصة صائمتين فعُرض لنا طعام اشتهيناه فأكلنا منه فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فبدرتني إليه حفصة وكانت ابنة أبيها تعني على خصال أبيها في الجرأة فقالت يا رسول الله إن كنا صائمتين فعرض لنا طعام اشتهيناه فأكلنا منه فقال أقضيا يوما آخر مكانه) وهذا الخبر يكاد يتفق الحفاظ على ضعفه وقد ضعفه الإمام أبو داود والنسائي وقال الإمام الحافظ الخلال رحمه الله اتفق الثقات على إرساله وقد توارد الحفاظ والأئمة المتقنون والعلماء الراسخون في علم الحديث على ضعف هذا الخبر وشذ عنهم جماعة منهم ابن حزم والحاكم وذهبوا إلى تصحيح هذا الخبر وهذا فيه نظر لأنه لا يمكن صف جعفر بن برقان وصالح بن أبي الأخضر ومحمد بن أبي حفصة في صف مالك بن أنس ومعمر وعبيد الله وآخرين من الحفاظ الذين يروونه عن الزهري عن عائشة ولم يذكر واحد من هؤلاء عروة والزهري لم يسمع من عائشة شيئا أبدا وقد ولد الزهري قيل سنة خمسين.

32 - حديث: (لا تصوموا يوم السبت إلا فريضة ولو لم تجد إلا لحاء شجرة فأفطر عليه) هذا الخبر منكر, والذي صححه قد أخطأ في ذلك, لأن الأئمة الحفاظ الأكابر متفقون على نكارة الخبر, حتى قال مالك وهو هو قال: "هذا كذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم"، وقال عنه الإمام أحمد: "هذا الخبر مضطرب", وقال ذلك الخلال وجماعة, وفي نفس الوقت هو منكر المتن، تقدم في الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم حين دخل على جويرية وهي صائمة يوم الجمعة قال (أتصومين غداً) السبت فيه دلالة على جواز صيام يوم السبت وهو متفق عليه, فكيف يؤخذ بالحديث الذي رواه أبو داود وغيره في مقابل الحديث المتفق على صحته؟ وقال صلى الله عليه وسلم (أحب الصيام إلى الله صيام داود كان يصوم يوماً ويفطر يوماً) إذا أفطر يوم الجمعة سوف يصوم السبت ثم يفطر الأحد وفي روايات أيضاً مختلف فيها لكن أفضل من هذا الحديث أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يصوم السبت والأحد.

33 - حَدَّثَنَا قُتَيبَةُ أَخبرنَا عَبدُ العزيزِ بنُ مُحَمَّدٍ عن العلاءَ بنِ عَبدِ الرَّحمنِ عن أَبِيهِ عن أَبي هُريرةَ قَالَ:

- قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِذَا بقي نصفٌ من شَعبَانَ فلا تصُومُوا".

هذا الحديث رواه عن يحيى بن سعيد جمع غفير، وقال أبو داود رحمه الله تعالى في سننه لم يجيء به غير العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه، وقد احتج بالعلاء مسلم وغيره وقال الإمام أحمد (ثقة لم أسمع أحد ذكره بسوء)، وقال النسائي (ليس به بأس)، وقال ابن عدي (وللعلاء نسخ عن أبيه عن أبي هريرة يرويها عنه الثقات وما أرى به بأس)، ووثقه ابن حبان وابن سعد وروى له البخاري في كتاب (القراءة خلف الإمام) ومسلم وأهل السنن، وتكلم فيه ابن معين، وقد أنصفه الإمام أبو حاتم رحمه الله تعالى فقال (صالح روى عنه الثقات ولكنه أنكر من حديثه أشياء) فالعلاء صدوق، وقد صحح له مسلم عن أبيه عن أبي هريرة ما لا يقل عن خمسين حديثاً، وصحح له جمع غفير من الحفاظ، فهو ثقة في حديثه وليس من شرط الثقة أن لا يخطئ، وقد قال أبو حاتم (أنكر من حديثه أشياء) من ذلك حديث الباب، فإن الإمام أحمد رحمه الله تعالى يقول عن العلاء (ثقة لم أسمع أحداً ذكره بسوء) وقد طعن في خبره هذا، وقد ذهب إلى تضعيف هذا الحديث أكثر الحفاظ منهم الإمام أحمد وابن معين وغيرهما وقد حكم ابن معين على هذا الخبر بالنكارة، وطعن في الحديث أيضاً الإمام أبو حاتم، وكان الإمام عبد الرحمن بن مهدي لا يحدث به، والنكارة في هذا الخبر من تفرد العلاء عن أبيه ومخالفة الأئمة الثقات في هذا فالإمام أبو عيسى وأبو

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير