تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ذلك في مجموع الطرق لأن أكثر الطرق في هذا الباب منكرة, وجاء بعضها عند ابن حبان بأسانيد لينة, ولا ترتقي بمجموعها إلى درجة الحسن, لأن الحديث الضعيف لا يرتقي بمجموع طرقه إلى درجة الحسن إذا كان أصلاً في الباب، بل ذهب كثير من الأئمة إلى أنه لا يقبل حديث الصدوق إذا تفرد بأصل من الأصول وحينئذ لا نقبل الحديث الضعيف في هذا الباب ولو كان له أكثر من طريق بأصل من الأصول وليس في ليلة النصف من شعبان أصل يرجع إليه حتى نقول بأن هذه الأحاديث ترتقي بمجموعها إلى درجة الحسن.

35 - قال أبو عيسى رحمه الله تعالى حدثنا علي بن حجر قال اخبرنا علي بن مسهر عن عبد الرحمن بن إسحاق عن النعمان بن سعد عن علي قال سأله رجل فقال أي شهر تأمرني أن أصوم بعد شهر رمضان؟ فقال له ما سمعت أحدا يسأل عن هذا إلا رجلا سمعته يسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا قاعد عنده فقال يا رسول الله أي شهر تأمرني أن أصوم بعد شهر رمضان قال إن كنت صائما بعد شهر رمضان فصم المحرم فإنه شهر الله فيه يوم تاب الله فيه على قوم ويتوب فيه على قوم آخرين، قال أبو عيسى هذا حديث حسن غريب وقد تفرد به عبد الرحمن بن إسحاق عن النعمان بن سعد، ولا يختلف الحفاظ في تضعيف عبد الرحمن قال عنه الإمام أحمد رحمه الله (ليس بشيء منكر الحديث)، وقال ابن معين (ليس بشيء)، وقد ضعفه البخاري وأبو زرعة والنسائي وآخرون، وأما خاله النعمان بن سعد لم يرو عنه سوى ابن أخته عبد الرحمن وقد ذكره بن حبان في ثقاته ولم يخرج له أحد من أصحاب الكتب الستة سوى الترمذي، وقد اتفق الحفاظ على أن هذا الخبر ضعيف وقد تفرد به عبد الرحمن بن إسحاق وهو متفق على ضعفه، وفيه علة أخرى أنه لم يرو عن علي إلا النعمان بن سعد وهو غير معروف، ولم يرو عنه سوى عبد الرحمن الضعيف، فلا يقبل تفرد النعمان عن علي ولا تفرد ابن أخته عن خاله.

36 - حديث: (الحجامة على الريق أمثل في الشفاء والبركة تزيد في العقل وفي الحفظ فاحتجموا على بركة الله يوم الخميس واجتنبوا الحجامة يوم الأربعاء والجمعة والسبت) الصواب أنه ضعيف وهذا الذي ذهب إليه الأكثر من أهل هذا الشأن.

37 - قصة ذبح القسري للجعد بن درهم هل تصح؟ الأسانيد في ذلك ليست بذاك القوية لأن في بعضها عيسى بن أبي عمران وفي بعضها أيوب بن سويد ولكن الأسانيد في الحكايات والقصص لا تعتمد على الأسانيد في تصحيح الأحاديث أو الأخبار المروية عن الصحابة رضي الله عنهم هذه قصة تاريخية ولا يزال الأئمة في تعاملهم ومنهجهم يتسامحون ويتساهلون في هذا الباب وتارة الحكاية والنقل المعروف عن أئمة هذا الشأن يغني عن صحة الإسناد كما أشار إلى ذلك بن عبد البر وغيره فهذه الحكاية ذكرها الإمام الدارمي في رده على الجهمية وليس بين الإمام الدارمي وبين خالد القسري الجعدي سوى ثلاثين عاماً ومع هذا يحكي عن الأئمة ويحكي عن مشايخ وعن علماء في هذا الباب فهذه القصة مشهورة وفي نفس الوقت ليس الاعتماد في هذا الباب على هذه القصة فإن الإمام مالك مثلاً يرى قتل المبتدع الداعي إلى بدعته، وطائفة من العلماء لا يرون هذا وأنه يحبس ويعزر كصنيع عمر في صبيغ الصواب في هذا الباب أنه إذا وجد مبتدع يدعو إلى بدعته أنه يعزر بما يراه أهل الحل والعقل الذين لا يخالطهم الهوى في هذا الباب بما يرونه رادعا له ولغيره سواء كان بحبس وسجن أو بقتله.

((انتهى))

موجود في المرفقات ملف وورد لجميع المادة

ـ[أبو القاسم البيضاوي]ــــــــ[08 - 08 - 10, 05:17 ص]ـ

أحسن الله إليك أخي الحبيب , وقد أجدت في تنزيلك لهذه الفوائد على الملتقى في هذا الوقت وهو وقت صيام , فجزاك الله خيرا على هذا الجهد, وأسأل الله تعالى أن يجعل هذا العلم في ميزان حسنات شيخنا و حبيبنا الحافظ المحدث سليمان بن ناصر العلوان و أن يثبته على الحق و أن يقر أعيننا برأيته و الجلوس بين يديه , و أن لا يحرمنا و إياكم أجر نشر علم هذا الامام الجبل , آمين , و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.

ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[08 - 08 - 10, 05:58 ص]ـ

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير