[أين هذه القصة في صحيح البخاري]
ـ[أبو عبدالله الجبوري]ــــــــ[05 - 08 - 10, 01:50 م]ـ
قال الشيخ محمد بن عبدالوهاب، رحمه الله، في كتابه مختصر السيرة:
"الدّلِيلُ الثّانِي قِصّةٌ أُخْرَى وَقَعَتْ فِي زَمَنِ الْخُلَفَاءِ الرّاشِدِينَ وَهِيَ أَنّ بَقَايَا مِنْ بَنِي حَنِيفَةَ، لَمّا رَجَعُوا إلَى الْإِسْلَامِ وَتَبَرّءُوا مِنْ مُسَيْلِمَةَ وَأَقَرّوا بِكَذِبِهِ كَبُرَ ذَنْبُهُمْ عِنْدَ أَنْفُسِهِمْ وَتَحَمّلُوا بِأَهْلِيهِمْ إلَى الثّغْرِ لِأَجْلِ الْجِهَادِ فِي سَبِيلِ اللّهِ لَعَلّ ذَلِكَ يَمْحُو عَنْهُمْ آثَارَ تِلْكَ الرّدّةِ لِأَنّ اللّهَ تَعَالَى يَقُولُ (25: 70) إِلّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدّلُ اللّهُ سَيّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَيَقُولُ (30: 82) وَإِنّي لَغَفّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمّ اهْتَدَى فَنَزَلُوا الْكُوفَةَ.
وَصَارَ لَهُمْ بِهَا مَحَلّةٌ مَعْرُوفَةٌ فِيهَا مَسْجِدٌ يُسَمّى مَسْجِدَ بَنِي حَنِيفَةَ فَمَرّ بَعْضُ الْمُسْلِمِينَ عَلَى مَسْجِدِهِمْ بَيْنَ الْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ. فَسَمِعُوا مِنْهُمْ كَلَامًا مَعْنَاهُ أَنّ مُسَيْلِمَةَ كَانَ عَلَى حَقّ وَهُمْ جَمَاعَةٌ كَثِيرُونَ لَكِنْ الّذِي لَمْ يَقُلْهُ لَمْ يُنْكِرْهُ عَلَى مَنْ قَالَهُ. فَرَفَعُوا أَمْرَهُمْ إلَى عَبْدِ اللّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، فَجَمَعَ مَنْ عِنْدَهُ مِنْ الصّحَابَةِ وَاسْتَشَارَهُمْ هَلْ يَقْتُلُهُمْ وَإِنْ تَابُوا، أَوْ يَسْتَتِيبُهُمْ؟ فَأَشَارَ بَعْضُهُمْ بِقَتْلِهِمْ مِنْ غَيْرِ اسْتِتَابَةٍ. وَأَشَارَ بَعْضُهُمْ بِاسْتِتَابَتِهِمْ فَاسْتَتَابَ بَعْضَهُمْ وَقَتَلَ بَعْضَهُمْ وَلَمْ يَسْتَتِبْهُ.
فَتَأَمّلْ - رَحِمَك اللّهُ - إذَا كَانُوا قَدْ أَظْهَرُوا مِنْ الْأَعْمَالِ الصّالِحَةِ الشّاقّةِ مَا أَظْهَرُوا، لَمّا تَبَرّءُوا مِنْ الْكُفْرِ وَعَادُوا إلَى الْإِسْلَامِ. وَلَمْ يَظْهَرْ مِنْهُمْ إلّا كَلِمَةٌ أَخْفَوْهَا فِي مَدْحِ مُسَيْلِمَةَ لَكِنْ سَمِعَهَا بَعْضُ الْمُسْلِمِينَ. وَمَعَ هَذَا لَمْ يَتَوَقّفْ أَحَدٌ فِي كُفْرِهِمْ كُلّهِمْ - الْمُتَكَلّمُ وَالْحَاضِرُ الّذِي لَمْ يُنْكِرْ - وَلَكِنْ اخْتَلَفُوا: هَلْ تُقْبَلُ تَوْبَتُهُمْ أَوْ لَا؟ وَالْقِصّةُ فِي صَحِيحِ الْبُخَارِيّ " اهـ.
ـ[ابن الهبارية]ــــــــ[05 - 08 - 10, 02:16 م]ـ
علقه البخاري في اول كتاب الحوالات فقال: وقال جرير والاشعث لعبدالله بن مسعود في المرتدين استتبهم وكفلهم فتابوا وكفلهم عشائرهم
قال ابن حجر في الفتح (الشاملة) وَهَذَا أَيْضًا مُخْتَصَر مِنْ قِصَّة أَخْرَجَهَا الْبَيْهَقِيُّ بِطُولِهَا مِنْ طَرِيق أَبِي إِسْحَاق عَنْ حَارِثَة بْن مُضَرِّب قَالَ: صَلَّيْت الْغَدَاة مَعَ عَبْد اللَّه بْن مَسْعُود، فَلَمَّا سَلَّمَ قَامَ رَجُل فَأَخْبَرَهُ أَنَّهُ اِنْتَهَى إِلَى مَسْجِد بَنِي حَنِيفَة فَسَمِعَ مُؤَذِّن عَبْد اللَّه بْن النَّوَّاحَة يَشْهَد أَنَّ مُسَيْلِمَة رَسُول اللَّه، فَقَالَ عَبْد اللَّه: عَلَيَّ بِابْنِ النَّوَّاحَة وَأَصْحَابه، فَجِيءَ بِهِمْ. فَأَمَرَ قُرَظَة بْن كَعْب فَضَرَبَ عُنُق اِبْن النَّوَّاحَة، ثُمَّ اِسْتَشَارَ النَّاس فِي أُولَئِكَ النَّفَر فَأَشَارَ عَلَيْهِ عَدِيّ بْن حَاتِم بِقَتْلِهِمْ، فَقَامَ جَرِير وَالْأَشْعَث فَقَالَا: بَلْ اِسْتَتِبْهُمْ وَكَفِّلْهُمْ عَشَائِرهمْ، فَتَابُوا وَكَفَلَهُمْ عَشَائِرهمْ. وَرَوَى اِبْن أَبِي شَيْبَة مِنْ طَرِيق قَيْس بْن أَبِي حَازِم أَنَّ عِدَّة الْمَذْكُورِينَ كَانَتْ مِائَة وَسَبْعِينَ رَجُلًا
ـ[أبو عبدالله الجبوري]ــــــــ[05 - 08 - 10, 08:40 م]ـ
جزاكم الله خيرا ...
فعلى هذا فإن أصل القصة من معلقات البخاري وليست القصة مسندة فيه كما يفهم عند الإطلاق
ـ[ابن الهبارية]ــــــــ[05 - 08 - 10, 08:51 م]ـ
نعم اخي الكريم
والافضل ان يقال ان اصل القصة عند البيهقي وغيره وان رواية البخاري رحمه الله مختصرة ومعلقة
ـ[أبو عبدالله الجبوري]ــــــــ[06 - 08 - 10, 04:01 م]ـ
والقصة موجودة كذلك في سنن أبي داود ومسند أحمد والنسائي وابن حبان والحاكم والبيهقي وغيرهم لكن أشكل عندي نسبتها إلى البخاري.
وأشكل عندي كذلك قول الشيخ: "وقتل بعضهم دون استتابة" ولكن الذي فهمته أن ابن مسعود، رضي الله عنه، لم يقتل سوى ابن النواحة الذي كان رسول مسيلمة الكذاب إلى رسول الله، صلى الله عليه وسلم، والذي قال فيه وفي صاحبه: "لولا أن الرسل لاتقتل لقتلتكما". وسأله ابن مسعود فلم يظهر توبة ولاندما بل قال كنت اتقيكم فقال ابن مسعود: "فأنت اليوم لست برسول" فأمر بقتله. فكأنه قتله لأنه يستحق القتل بالنص وكذلك لانه لم يظهر ندما.
والله أعلم
¥