[صححه البخاري .. وأعله أبو حاتم]
ـ[أحمد الأقطش]ــــــــ[11 - 08 - 10, 02:45 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على مَن لا نبيّ بعده، وعلى آله وصحبه ومَن تبع هديه .. وبعد
فهذا مثال على الأحاديث التي قد تختلف فيها أحكام أئمة النقد، ويكون الصواب في جانب أحدهم بناءً على إحاطته بطرق الحديث وإعماله قواعد الترجيح. والحديث الذي نتناوله هنا هو مِن الأحاديث القليلة التي أوردها البخاريّ في صحيحه حاكياً الاختلاف فيها ومبيناً أصح أوجهها.
متن الحديث:
((اقرؤوا القرآن ما ائتلفت عليه قلوبكم، فإذا اختلفتم فقوموا)).
تخريج الحديث:
- أخرجه أحمد (18836)، والبخاري (5061، 7364) والنسائي (الكبرى 8097، فضائل القرآن 122) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، عن سلام بن أبي مطيع.
- وأخرجه البخاري (5060) وأبو عبيد (فضائل القرآن 635) وأبو يعلى (1519) وابن حبان (732) وأبو عوانة (المستخرج 3151) والطبرني (الكبير2/ 163) من طريق حماد بن زيد.
- وأخرجه الدارمي (3360) عن يزيد بن هارون. والبخاري (7365) ومسلم (2667) عن إسحاق بن منصور. كلاهما: عن همام بن يحيى.
- وأخرجه سعيد بن منصور (التفسير من سننه 163)، ومن طريقه الطبرني (الكبير2/ 163) والبيهقي (الشعب 2260). وأخرجه أبو عبيد (فضائل القرآن 635) والدارمي (3361) عن مالك بن إسماعيل. وأخرجه مسلم (2667) والبيهقي (الشعب 2261) من طريق يحيى بن يحيى. ثلاثتهم عن أبي قدامة الحارث بن عبيد.
- وأخرجه مسلم (2667) من طريق أبان العطار.
- وأخرجه الحسن بن سفيان في مسنده (كما في فتح الباري) من طريق سعيد بن زيد.
- وأخرجه الدارمي (3359) والنسائي (الكبرى 8098، فضائل القرآن 123) والطبراني (الكبير 2/ 164) من طريق هارون بن موسى الأعور.
- وأخرجه النسائي (الكبرى 8096، فضائل القرآن 121) والطبراني (الكبير 2/ 164) وأبو نعيم (الحلية 8/ 291) من طريق سفيان الثوري، عن حجاج بن فرافصة.
- وأخرجه أبو عبيد (فضائل القرآن 635) من طريق شعبة.
- وأخرجه أبو عبيد (فضائل القرآن 635) من طريق عبد الله بن شوذب.
- وأشار البخاري والدارقطني إلى رواية حماد بن سلمة، وأشار الدارقطني إلى رواية أبي عامر الخزاز وسهيل بن أبي حزم القطعي.
- وأخرجه أبو عبيد (فضائل القرآن 635) والبيهقي (الشعب 2263) من طريق معاذ بن معاذ. والنسائي (الكبرى 8099، فضائل القرآن 124) والبيهقي (الشعب 2262) من طريق إسحاق بن يوسف الأزرق. كلاهما: عن عبد الله بن عون.
جميعهم: (سلام، وحماد بن زيد، وهمام، وأبو قدامة، وأبان، وسعيد بن زيد، وهارون الأعور، وحجاج، وشعبة، وابن شوذب، وحماد بن سلمة، والخزاز، والقطعي، وابن عون): عن أبي عمران الجوني. واختُلف عنه:
- فرواه سلام، وحماد بن زيد، وأبو قدامة، وسعيد بن زيد، وهارون الأعور، وحجاج، والقطعي، عن أبي عمران، عن جندب بن عبد الله مرفوعاً.
- ورواه شعبة، وحماد بن سلمة، والخزاز، وابن شوذب، عن أبي عمران، عن جندب موقوفاً.
- واختُلف في رفعه ووقفه عن: همام بن يحيى، فرفعه عنه عبد الصمد وداود بن شبيب، ووقفه عنه يزيد بن هارون وعاصم بن علي. واختلف عن أبان العطار: فأخرجه مسلم مرفوعاً، وقال البخاري: ولم يرفعه حماد بن سلمة وأبان.
- ورواه ابن عون، عن أبي عمران، عن عبد الله بن الصامت، عن عمر بن الخطاب موقوفاً.
قلتُ: فرواية ابنِ عون شاذة خالف فيها ابنُ عون الآخرين، فقال: عن أبي عمران، عن عبد الله بن الصامت، عن عمر. وقال الباقون: عن أبي عمران، عن جندب بن عبد الله، مع الاختلاف في رفعه ووقفه. ومَن رفعوه أكثر وأوثق.
حُكم البخاري:
قال البخاريّ في صحيحه عقب سوقه هذا الاختلاف: ((وجندب أصحّ وأكثر)). اهـ
حُكم أبي حاتم:
قال ابن أبي حاتم في علله (س1675): ((وسألتُ أبي عن حديث رواه الحارث بن عبيد، عن أبي عمران الجوني، عن جندب، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: {اقرؤوا القرآن ما ائتلفت عليه قلوبكم، فإذا اختلفتم فقوموا}. فقال: روى هذا ابنُ عون، عن أبي عمران الجوني، عن عبد الله بن الصامت قال: قال عمر. وهذا الصحيح. قلتُ: الوهم مِمَّن؟ قال: مِن الحارث بن عبيد)). اهـ
قلتُ: يتبيّن مِن جواب أبي حاتم أنه لم يستوعب كلّ طرق الحديث عن أبي عمران، فرجَّح رواية ابن عون الشاذة ووهَّم الرواية المرفوعة وجعل الحمل فيها على أبي قدامة الحارث بن عبيد! مع أنه تبيَّن مِن تخريج الحديث أنّ هناك ستة رواة آخرين تابعوا أبا قدامة على الرفع!
حُكم الدارقطني:
سئل الدارقطني في علله (س3368) عن حديث أبي عمران الجوني، عن جندب، عن النبيّ صلى الله عليه وسلم: {اقرؤوا القرآن ما ائتلفت عليه قلوبكم، فإذا اختلفتم فقوموا}. فقال: ((يرويه همام بن يحيى، وحماد بن سلمة، وأبو عامر الخزاز، عن أبي عمران الجوني، عن جندب موقوفاً. ورفعه الحارث بن عبيد أبو قدامة، وهارون بن موسى الأعور، وسهيل بن أبي حزم القطعي، والحجاج بن فرافصة، وسلام بن أبي مطيع. واختُلِفَ عن همام بن يحيى: فرفعه داود بن شبيب عن همام، ووقفه عاصم بن علي عنه. وقيل: عن حماد بن زيد، عن أبي عمران، عن جندب مرفوعاً. ورواه ابن عون، عن أبي عمران الجوني، عن عبد الله بن الصامت، عن عمر قوله. ورفعُه عن جندب صحيح)). اهـ
تنبيه: وقع في مسند الإمام أحمد عقب حديث عبد الرحمن بن مهدي، عن سلام بن أبي مطيع: ((قال، يعني عبد الرحمن: "ولم يرفعه حماد بن زيد")). اهـ قلتُ: لعلّه وهم، والصواب: "ولم يرفعه حماد بن سلمة"، لأنّ هذا ما نصّ عليه البخاريّ والدارقطنيّ.
والله أعلى وأعلم
¥