تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

فالخلاف في وصل الحديث وإرساله خلافٌ ضعيفٌ غير مؤثر -كما سبق بيانه-، وهو خلاف أخفى وأقل شهرة من الخلاف في تسمية شيخ يحيى بن أبي كثير وإبهامه، فالأولى صرف كلام الحاكم إلى الخلاف المعروف في الحديث، خاصة وقد تبيَّن أنه كان يتكلم بخصوصه في أجناس العلل.

وأما قول الحاكم: (هذا حديث وصله المتقدمون من أصحاب الثوري وأفسده المتأخرون عنه)؛ فالوصل مصروفٌ إلى تسمية يحيى بن أبي كثير، والإفساد مصروفٌ إلى إبهامه؛ لأن الإبهام في النهاية انقطاعٌ في الإسناد، وقول الحجاج بن فرافصة: (حدثني رجل عن أبي سلمة) بمنزلة قوله: (بلغني عن أبي سلمة)، ونحوه مما هو قطعٌ في الإسناد، وخلافُهُ وصلٌ له.

وأما بالنسبة لرواية الطحاوي من طريق قبيصة بن عقبة والتي شك فيها (عن يحيى بن أبي كثير أو غيره) فقد رواها عنه أبو أمية محمد بن إبراهيم بن مسلم الخزاعي البغدادي، وعلته أنه لما خرج إلى مصر حدث فيها عن سفيان من حفظه بأشياء أخطأ فيها، مع أنه كان ثقة حافظاً لذا قال فيه ابن حبان: "فلا يعجبني الاحتجاج بخبره إلا ما حدث من كتابه" والطحاوي مصري لم أقف على أنه رحل إلى العراق وإنما رحلته كانت إلى بلاد الشام بيت المقدس، وغزة، وعسقلان، ودمشق. والظاهر أنه سمع منه في مصر من غير كتابه لاسيما أن ابن الأعرابي قد روى هذا الحديث عن محمد بن أبي العوام عن قبيصة بن عقبة من دون شك في ذكر يحيى بن أبي كثير، ومحمد بن أبي العوام قال فيه ابن حجر: صدوق، وقال مسلمة: ثقة، كما أنه بغدادي فهو بلدي قبيصة بن عقبة.

فالظاهر أن الشك إنما هو من قبيصة رواه من حفظه في مصر فوهم فيه.

لعلك أردت: أن الشك من أبي أمية الطرسوسي.

وقد أخرجه أبو أمية في مسنده ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showpost.php?p=1320336&postcount=28) الذي ألَّفه بنفسه (ق199/أ).

والراوي عن أبي أمية في الجزء الذي أخرج فيه الحديثَ من المسند هو أبو عمرو المديني أحمد بن محمد بن إبراهيم بن حكيم، وهو أصبهانيٌّ فاضل حسن المعرفة بالحديث.

وأما رواية محمد بن أبي العوام؛ فهي رواية مختصرة ومقصَّرٌ فيها، والحكم هنا لمن فصَّل وبيَّن مع ثقته.

تنبيه: لم أجد كلمة (صدوق) لابن حجر، ووجدتها لعبدالله بن أحمد والدارقطني، وقد قال فيه ابن حبان: (ربما أخطأ).

والله أعلم.

ـ[أبو أكرم الحنبرجي]ــــــــ[28 - 09 - 10, 10:31 م]ـ

أحسنت أخي الكريم وجزاك الله خير الجزاء ...

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير