تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

(ص 504): "ولابد أن نتنبه هنا إلى أن البخاري رحمه الله، كان فيما يبدو طيباً ـ البيطري يعني مغفلاً ـ وأميناً فيما ينقل، ولكنه رحمه الله ـ لم تكن له دراية كبيرة بدراسة الحديث!! إذ لو كانت له رحمه الله دراسة للحديث، وللمتن خصوصاً، لما أثبت هذه الرواية في "صحيحه"، ولكن يبدو أن الرجل (الفاضل) كان على الفطرة و (التلقائية) لدرجة أن تبلغ به السذاجة أن يروي مثل هذا الحديث المنافي لأبسط المبادئ و (الممكنات) العقلية في جميع العصور، وتلك هي المأساة الكبرى في أمتنا، وهي أخذ أحكام الدين تبعاً لشهرة الرجال، وصحة السند، ولتذهب المبادئ العقلية إلى الجحيم، مهما كانت هي مناط التكليف وأساس الإسلام" ..

ثم قال (ص 505): "كما أننا لا ننسى هنا ـ أيضاً ـ أن نُعيد ما سبق أن قررناه من قبل، من أن الصحابي الفاضل أبا هريرة t لم يكن من أهل العلم أو المعرفة، ولا من أهل الدراية برواية الحديث أو إثبات الأحكام، وإن كان أميناً فيما يعهد إليه به، وقد كان هذا كفيلاً بأن يمنعه t من رواية هذه الكثرة من روايات الحديث، لأنه رحمه الله استخف بالأمر، ومضى به على غير وجهه الصحيح، ولم يلتزم منهاج النبي r ، بحسنِ نيةٍ ولا شك!! فقام علينا ـ لذلك وغيره ـ عبء الدراسة المستفيضة لهذه الآلاف المؤلفة من رواياته في الحديث} وإنَّ اللهَ لمعَ المحسنين {. أ هـ

* قلتُ أي الشيخ أبي إسحاق حفظه الله: انتهى كلام "البيطري" وذكره للآية الكريمة، في آخر كلامه، وذكرني بقصةٍ عجيبة، فقد حكوا أن امرأة قُتِلَ زوجها، فذهبت إلى قاتلٍ محترف، يستعين به الناس في قتل من يريدون مقابلَ أجرٍ يدفعونه، فجاءت المرأةُ إليه، وسألته أن يقتل فلاناً ـ قاتل زوجها ـ فقال لها: كم تدفعين؟ فبكت المرأة، وأخبرته أنها فقيرة وتنفق على أيتام، فرق قلب القاتل وقال: سأقتله لوجهِ الله} وإنَّ اللهَ لمعَ المحسنين {!! فانظر إلى هذا الورع الكاذب، واحمدِ الله الذي عافاك. ربما ساء ظنك ـ أيها القارئ ـ لأنني لم أقدم نموذجاً من فهم الرجل للنصوص حتى الآن، يُنادى عليه بالجهل الذي وصفته به في مطلع كلامي.

فأقول: حنانيك بل هداديك، فكل سطر في كتابه يحتاج إلى رد، لكنني سأكتفي بما أثاره حول الأحاديث الثلاثة التي ذكرها السائل في كلامه لتعلم قدر صاحب هذا الكتاب من الفهم.

أما الحديث الأول:

فذكر "البيطري" في كتابه (ص:503 - 504) أن البخاري روى عن أبي هريرة t ، عن النبي r ، قال: "قال سليمان بن داود عليهما السلام: لأطوفن الليلة على مئة امرأة ـ أو تسعٍ وتسعين امرأة ـ كلهن يأتي بفارس يجاهد في سبيل الله".

فقال له صاحبه: قل إن شاء الله، فلم يقل: إن شاء الله. فلم تحمل منهن إلا امرأة واحدة، جاءت بشق رجل. والذي نفس محمد بيده لو قال: إن شاء الله، لجاهدوا في سبيل الله عز وجل فرساناً أجمعين ... ".

فعلق "البيطري" قائلاً: "ونحن نترك للقارئ أن يقدر بمقتضى العقل السوي، الذي لا يختلف على حكمه إنسان واحد في الكون!! مدى صحة هذه المقولة الواردة في هذا الحديث الصحيح "للأسف"! وهي: "لأطوفن الليلة على مئة امرأة ـ أو تسع وتسعين ـ كلهن يأتي بفارس" حيث تصور لنا ما يأتي:

1 - أن ليلة واحدة يمكن أن تتسع لمجامعة مئة امرأة ـ أو تسع وتسعين ـ وهذا هامٌ، فلينتبه إليه!!

2 - أن نبيناً من أنبياء الله تعالى، يمكن أن يعلن هذا القول على الناس، بهذا الأسلوب غير المهذب، وهم أكمل الناس خُلُقاً، وأوفرهم أدباً حتى يراجعه صاحبه في ذلك، كما دلت عليه ألفاظ الحديث.

3 - أن نبياً من أنبياء الله تعالى، يعرف أن النساء يلدن الذكور والإناث، ثم يشترط على الله تعالى أن يكون كل ما تضع هذه النساء ذكوراً، بأسلوب يحكم على الله سبحانه وتعالى بما يقول".

ثم ذكر البيطري" الكلام السابق ـ والذي نقلته ـ في شأن الإمام البخاري

رحمه الله.

والحقُ يُقال:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير