فهذا القول يدل على أن رواية شريك، عن عاصم كانت قليلة، فلو كان مكثراً عنه لقيل: يُحتمل منه لمعرفته بحديثه، لكنه لم يروِ عنه إلا قليلاً، مع سوء حفظه، لذلك لم يحسن تحسين الترمذي لحديثه.
وأشد منه قول الحاكم: "صحيح على شرط مسلم". وليس كذلك، لأن مسلماً ما خرج لشريك إلا في المتابعات، ومع ذلك فلم يُكثر عنه، ولم يُخرِّجُ له إلا سبعة أحاديث، وهاكها:
* الحديث الأول:
أخرجه مسلم في "كتاب الصلاة" (457/ 166) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا شريك وابن عيينة، عن زياد بن عَلاقة، عن قطب بن مالك، سمع النبي r يقرأ في الفجر:} والنخلَ باسقاتٍ لها طلعٌ نضيد {.
وقد رواه مسلم من حديث أبي عوانة وشعبة وابن عيينة كلهم، عن زياد
ابن علاقة.
* الحديث الثاني:
أخرجه في "كتاب الحج" (1358/ 451) قال: حدثنا علي بن حكيم الأودي، أخبرنا شريك، عن عمار الدّهني، عن أبي الزبير، عن جابر بن عبد الله، أن النبي r دخل يوم فتح مكة وعليه عمامة سوداء.
وقد رواه مسلم قال حدثنا يحيى التميمي وقتيبة بن سعيد كلاهما عن معاوية بن عمار الدهني، عن الزبير بهذا.
* الحديث الثالث:
أخرجه في "كتاب الرضاع" (1463/ 48) قال: حدثنا مجاهد ابن موسى، حدثنا يونس بن محمد، حدثنا شريك، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة أن سودة لما كبرت جعلت يومها من رسول الله r لعائشة .. الحديث. وقد رواه مسلم، عن جرير بن عبد الحميد، وعقبة ابن خالد، وزهير بن معاوية كلهم، عن هشام بن عروة.
* الحديث الرابع:
أخرجه في "كتاب البيوع" (1550/ 121) قال: حدثني علي بن حجر، حدثنا الفضل بن موسى، عن شريك، عن شعبة، عن عمرو بن دينار، عن طاووس، عن ابن عباس، عن النبي r ، ولم يذكر لفظه وقد أخرجه الترمذي (1385)، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (1687) قالا: حدثنا محمود بن غيلان، والطبراني في "الكبير" (ج11/رقم 10879) والبيهقي (6/ 134) عن محمد بن عبد العزيز بن أبي رزمة قالا: ثنا الفضل بن موسى مثل إسناد مسلم بلفظ "أن الرسول r لم يحرم المزارعة، ولكن أمر أن يرفق بعضهم ببعض". وقد رواه مسلم عن حماد بن زيد، والثوري، وابن عيينة، وأيوب السختياني، وابن جريج كلهم عن عمرو بن دينار.
* الحديث الخامس:
أخرجه في "كتاب السلام" (2231/ 126) قال: حدثنا أبو بكر ابن أبي شيبة، حدثنا شريك بن عبد الله، وهيثم بن بشير، عن يعلي بن عطاء، عن عمرو بن الشريد، عن أبيه، قال: كان في وفد ثقيف رجل مجذوم، فأرسل إليه النبي r " إنا قد بايعناك فارجع".
* الحديث السادس:
أخرجه في "كتاب الشعر" (2256/ 2) قال: حدثني أبو جعفر، محمد بن الصباح، وعلي بن حجر السعدي جميعاً، عن شريك، عن عبد الملك بن عمير، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة t ، عن النبي r ، قال: "أشعرُ كلمة تكلمت بها العرب كلمة لبيد: ألا كل شيء ما خلا الله باطلٌ".
وأخرجه مسلم، عن سفيان الثوري، وزائدة بن قدامة، وشعبة بن الحجاج، وإسرائيل بن يونس كلهم، عن عبد الملك بن عمير بهذا.
* الحديث السابع:
أخرجه في "كتاب البر" (2548/ 3) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا شريك، عن عمارة، وابن شبرمة، عن أبي زرعة، عن أبي هريرة t ، قال: جاء رجل إلى النبي r ، فقال: من أحق الناس بحسن صحابتي ... الحديث". وأخرجه مسلم، عن جرير بن عبد الحميد، وفضيل بن غزوان، عن عمارة بن القعقاع، عن أبي زرعة بهذا.
وأخرجه مسلم، عن جرير بن عبد الحميد، وفضيل بن غزوان،
عن عمارة بن القعقاع، عن أبي زرعة بهذا.
وأخرجه عن محمد بن طلحة، ووهيب بن خالد، عن ابن شبرمة، عن أبي زرعة بهذا الإسناد.
قُلتٌ: فهذا كل ما لشريك النخعي عند مسلم، وقد رأيت أن مسلماً روى له إما متابعة، وإما مقروناً بغيره، وهذا يعني أن العمدة في الرواية على غيره، وأن الأمر ليس على ما قاله الحاكم. وقد خولف شريك النخعي في إسناده.
خالفه شقيق، وأبو الليث، وقال: حدثني عاصم بن كلسي، عن أبيه، عن النبي r فذكره مُرسَلاً.
أخرجه أبو داود (839)، والطبراني في "الأوسط" (ج2/ق62/ 2)، والطحاوي في "شرح المعاني" (1/ 255)، والبيهقي (2/ 99) من طرق، عن همام بن يحيى، ثنا شقيق بهذا. قال الطبراني:
"لم يُروَ هذا الحديث عن شقيق بن أبي عبد الله إلا همام".
¥