تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وقد رواه عن همام هكذا:

"حفص بن عمر، أبو عمر الحوضي، وحجاج بن منهال، وعفان بن مسلم، وحبان بن هلال.

ورواه ابن أبي داود، عن أبي عمر الحوضي، ثنا همام، ثنا سفيان الثوري، عن عاصم بن كليب، عن أبيه مرسلاً.

أخرجه الطحاوي وقال: "هكذا قال ابن أبي داود من حفظه:

"سفيان الثوري"، وقد غلط والصواب: شقيق، وهو أبو الليث".

وهذا الوجه ضعيف، وشقيق هذا مجهول، كما قال الحافظ. قال الطحاوي: "لا يعرف". وكذلك قال الذهبي.

ولذلك نقل البيهقي عن عفان بن مسلم، قال: "هذا الحديث غريب" والأشبه من هذا الاختلاف رواية شريك.

وقد اُختُلِفَ على همام، فخالف جميع من تقدم ذكرهم: عباس بن الفضل الأزرق، قال: نا همام، نا شقيق أبو الليث، عن عاصم بن شنتم، عن أبيه، أن النبي r كان إذا سجد وقعت ركبتاه على الأرض قبل أن يقع كفاه، وإذا نهض، نهض على كفيه".

أخرجه ابن قانع في "معجم الصحابة" (ج5/ق72/ 1) من طريق أحمد بن منيع، وأبو القاسم البغوي في "معجم الصحابة" (1258) قالا: نا هارون بن عبد الله، نا عباس بن الفضل بهذا قال البغوي: "لم أسمع لشنتم ذكراً إلا في هذا الحديث".

وقال ابن السكن: "لم يثبت وهو غير مشهور في الصحابة، ولم أسمع به إلا في هذه الرواية".

وهذه مخالفة واهية، وعباس هذا ضعفه ابن المديني جداً.

وقال البخاري وأبو حاتم: "ذهب حديثه".

وتركه أبو زرعة، بل قال ابن معين: "كذابٌ، خبيث".

وثمَّة اختلاف آخر على همام:

فأخرج أبو داود (839)، وابن المنذر في "الأوسط" (3/ 166 - 167)، والبيهقي (2/ 99) من طريق حجاج بن منهال، ثنا همام، ثنا محمد

بن جحادة، عن عبد الجبار بن وائل، عن أبيه، عن النبي r فذكره".

وإسناده ضعيف لانقطاعه، وعب الجبار، لم يسمع من أبيه كما قال ابن معين، والبخاري، وأبو حاتم، وابن حبان في آخرين.

وأقره الحافظ في "التلخيص" (1/ 254) ونَقَلَ عن ابن معين أنه قال: "مات أبوه وهو حملٌ". ووهَّاه المزِّيُ في "التهذيب" فقال: "وهذا القول ضعيفٌ جداً، فإنه قد صح عنه أنه قال: "كنت غلاماً لا أعقل صلاة أبي، ولو مات أبوه وهو حملٌ، لم يقل هذا القول".

فتعقبه الحافظ في "التهذيب" (6/ 105) بقوله: "نص أبو بكر البزار على أن القائل: "كنت غلاماً ... إلخ، هو علقمة بن وائل، لا أخوه عبد الجبار". أهـ

ووجهٌ آخر من الاختلاف في سنده:

أخرجه البيهقي (2/ 99) من طريق أبي كريب، ثنا محمد بن حجر ثنا سعيد بن عبد الجبار، عن عبد الجبار بن وائل، عن أمه، عن وائل بن حجر، قال: صليت خلف النبي r ، ثم سجد، وكان أول ما وصل إلى الأرض ركبتيه. ومحمد بن حجر هذا قال عنه البخاري: "فيه بعض النظر". وقال الذهبي في "الميزان" (3/ 511): "له مناكير".

وأمُّ عبد الجبار لا تُعرف.

وبالجملة: فليس لهذا الحديث وجهٌ يُثبت، وأمثل إسنادٍ له ما رواه شريك النخعي، وقد تقدم ذكر ضعفِهِ.

أما حديث أبي هريرة t ، والذي يقضي بتقديم اليدين قبل الركبتين فهو حديث مرفوع، ولفظه: قال رسول الله r : " إذا سجد أحدكم فلا يبرك كما يبرك البعير، وليضع يديه قبل ركبتيه".

أخرجه أبو داود (840)، والنسائي (2/ 207)، والبخاري في "التاريخ الكبير" (1/ 1/139)، وأحمد (2/ 381)، والطحاوي في "شرح المعاني" (1/ 254) وفي "المشكل" (1/ 56 - 57)، والدارقطني (1/ 344 - 345)، وأبو سهل بن القطان في "حديثه" (ج4/ق26/ 1)، وتمام الرازي في "الفوائد" (720)، والبيهقي (2/ 99/100)، وابن حزم في "المُحلَّى" (4/ 128 - 129)،

والبغوي في "شرح السنة" (3/ 134 - 135)، والحازمي في "الاعتبار"

(ص 158 - 159) من طرق عن عبد العزيز بن محمد الدراوردي،

ثنا محمد بن عبد الله بن الحسن، عن أبي الزناد، عن الأعرج،

عن أبي هريرة مرفوعاً.

وقد رواه عن الدراوردي هكذا: "سعيد بن منصور ـ وأبو ثابت: محمد بن عبد الله، ومروان بن محمد".

وخالفهم أصبغ بن الفرج، ومُحرز بن سلمة العدني فروياه عن عبد العزيز بن محمد الدراوردي، عن عبد الله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر أنه كان يضع يديه قبل ركبتيه، وقال: كان النبي r يفعل ذلك.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير