تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

فسننقل كلامهم، ثم نتبعه بما حضرنا من الأحاديث الصحيحة التي تبين أن ركبة البعير في يده، وأن البروك لا يكون إلا على الركبة، وإنه لا يستساغ لا في اللغة، ولا في العرف أن يقال: فلان برك على يده!!

قال ابن سِيْدَةَ في "المحكم والمحيط الأعظم" (7/ 16):

"وكل ذي أربع: ركبتاه في يديه، وعرقوباه في رجليه".

وقال الأزهري في "تهذيب اللغة" (10/ 216):

"وركبة البعير في يده، وركبتا البعير: المفصلان اللذان يليان البطن إذا برك، أما المفصلان الناتئان من خلفٍ فهما العرقوبان".

وقال ابن منظور في "لسان العرب" (14/ 236):

"وركبة البعير في يده".

وقال ابن حزم في "المُحلَّى" (4/ 129):

"وركبة البعير هي في ذراعيه".

وكلام أئمة اللغة من أصحاب "المعاجم" كثير، وفيما ذكرناه كفاية، لمن وفقه الله ونبذ التعصب لرأيه ظهرياً، فمناط الأمر هو الركبة، وليس لليد ـ يعني يد البعير ـ دخلٌ في البحث أصلاً، والله أعلم.

أما الدليل من السنة على أن ركبة البعير في يده، فهو:

ما أخرجه البخاري في "مناقب الأنصار" (7/ 239)، وأحمد (4/ 176)، وابن صاعد في مجلسين من الأمالي" (ق 238/ 1)، والحاكم (3/ 6)، والبيهقي في "الدلائل" (2/ 485 - 486) في قصة سراقة بن مالك لما تبع النبي r وأبا بكر في هجرتهم إلى المدينة، وفي هذا الحديث قال سراقة: "وساخت يدا فرسي في الأرض حتى بلغتا الركبتين ... "، يعني: لما دعا عليه رسول الله r .

أما الأدلة على أن البروك لا يكون إلا على الركبة فكثيرة، منها:

ما أخرجه مسلم في "كتاب الإيمان" (125/ 199) وغيره من حديث

أبي هريرة t قال: لما نَزَلَت على رسول الله r : } للهِ ما في السمواتِ وما في الأرضِ وإن تُبدُوا ما في أنفُسِكُم أو تُخفوه يُحاسبكُم بهِ الله ... {

[البقرة: 284].

قال: فاشتد ذلك على أصحاب رسول الله r ، فأتوا رسول الله r ثم بركوا على الركب فقالوا ... الحديث".

ومنها:

ما أخرجه البخاري (1/ 187 - 188) وفي أكثر من موضع، وفي "الأدب المفرد" (1184)، ومسلم (2359/ 136)، وأحمد (3/ 162)، وعبد الرزاق (20796)، وأبو يعلي (ج6 / رقم 3601)، والخلعي في "الخلعيات" (ج11 / ق 95/ 1 - 2)، وابن حبان (106)، والبغوي في "شرح السنة" (13/ 298 - 299) من حديث أنس t قال: خرج رسول الله r حين زاغت الشمس، فصلى الظهر، فلما سلم قام على المنبر، فذكر الساعة، وذكر أن بين يدي الساعة أموراً عظاماً ... وذكر الحديث، وفيه: ثم أكثر رسول الله r أن يقول: "سَلُونِي" فبرك عمر t على ركبتيه وقال: رضينا بالله رباً، وبالإسلام ديناً، وبمحمدٍ r رسولاً ... الحديث".

وبوب عليه البخاري بقوله: "باب من برك على ركبتيه".

ومنها:

ما أخرجه أبو داود (4809)، وأحمد (4/ 180)، وابن أبي شيبة (12/ 505 - 506)، والطبراني في "الكبير" (ج 6 / رقم 5616 - 5618)، والحاكم (4/ 183) مختصراً من طرق عن هشام بن سعد، حدثني قيس

بن بشر التغلبي قال: أخبرني أبي أنه كان جليساً لأبي الدرداء بدمشق، وكان رجل من أصحاب النبي r يقال له: ابن الحنظلية، وكان رجلاً متوحداً، قلما يجالس الناس .. وفيه: أنه حدَّث أبا الدرداء بحديث سُرَّ له أبو الدرداء، وجعل يقول أنت سمعت هذا من رسول الله r ؟ وجعل يقول: نعم، حتى إني لأقول وهو يرفع إليه رأسه: ليبركن على ركبتيه ... الحديث.

وصححه الحاكم، وفيه نظرٌ لجهالة بشر التغلبي، وابنه قيسٌ أحسن

حالاً منه.

ومنها:

ما أخرجه أحمد (2/ 522)، والبزار (ج2/ق 238/ 1 - 2) من طريق عبد الله بن حسان قال: حدثتني القَلوصُ بنت عُليبة، وكانت تحت شهاب بن مدلج الكعبي بالبصرة، فساقت حديثاً، وفيه: فبرك (وفي رواية المسند: فجثا شهاب) على ركبتيه.

وسنده ضعيف.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير