تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

إحداهما: أنه من رواية يحيى بن سلمة بن كهيل، وليس ممن يُحتَّجُ به. قال النسائي: متروك. وقال ابن حبان: منكر الحديث جداً لا يُحتج به. وقال ابن معين: ليس بشيء.

الثانية: أن المحفوظ من رواية مصعب بن سعد عن أبيه هذا إنما هو قصة التطبيق، وقول سعد: كنا نصنع هذا فأُمِرنا أن نضع أيدينا على الركب، وأما قول صاحب "المُغني" عن أبي سعيد قال: كنا نضع اليدين قبل الركبتين فأُمِرنا أن نضع الركبتين قبل اليدين، فهذا ـ والله أعلم ـ وَهَمٌ في الاسم، وإنما هو:"عن سعدٍ"، وهو أيضاً وَهَمٌ في المتن كما تَقَدَّم، وإنما هو في قصة التطبيق، والله أعلم.

وأما حديث أبي هريرة المتقدم، فقد علله البخاري، والترمذي، والدار قطني.

قال البخاري: محمد بن عبد الله بن حسن لا يُتابَع عليه.

وقال: لا أدري أسمِعَ من أبي الزناد، أم لا؟

وقال الترمذي: "غريبٌ لا نعرفه من حديث أبي الزِّناد إلا من هذا الوجه".

وقال الدار قطني: "تفرد به عبد العزيز الدراوردي، عن محمد بن عبد الله بن الحسن العلوي، عن أبي الزناد" وقد ذكر النسائي عن قتيبة:

حدثنا عبد الله بن نافع، عن محمد بن عبد الله بن الحسن العلوي،

عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، أن النبي r قال: "يَعمِدُ أحدُكم في صلاته، فيبرُكُ كما يبرُكُ الجمل" ولم يزد. قال أبو بكر بن أبي داود: وهذه سنَّة تفرَّد بها أهل المدينة، ولهم فيها إسنادان، هذا أحدهما، والآخر عن عبيد الله، عن نافه، عن ابن عمر عن النبي r قلت: أراد الحديث الذي رواه أصبغ بن الفرج، الدراوردي، عن عبيد الله عن نافع، عن ابن عمر أنه كان يضع يديه قبل ركبتيه ويقول: كان النبي r

يفعل ذلك.

رواه الحاكم في "المُستدرك" من طريق محرز بن سلمة، عن الدراوردي، وقال: على شرط مسلم وقد رواه الحاكم من حديث حفص بن غياث، عن عاصم الأحول، عن أنس قال: "رأيتُ رسول الله r انحط بالتكبير حتى سبقت ركبتاه يديه. "

قال الحاكم: "على شرطهما، ولا أعلم له علة".

قلتُ ـ يعني ابن القيم ـ: قال عبد الرحمن بن أبي حاتم: "سألت أبي عن هذا الحديث فقال: هذا الحديث منكر". انتهى

وإنما أنكره ـ والله أعلم ـ لأنه من رواية العلاء بن إسماعيل العطار، عن حفص بن غياث، والعلاء هذا مجهولٌ لا ذكر له في الكتب الستة، فهذه الأحاديث المرفوعة من الجانبين كما ترى.

وأما الآثار المحفوظة عن الصحابة: فالمحفوظ عن عمر بن الخطاب t أنه كان يضع ركبتيه قبل يديه، ذكره عنه عبد الرزاق، وابن المنذر، وغيرهما، وهو المروي عن ابن مسعود t ، ذكره الطحاوي، عن فهد، عن عمر بن حفص، عن أبيه، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن أصحاب عبد الله: علقمة والأسود قالا: حفظنا عن عمر في صلاته أنه خر بعد ركوعه على ركبتيه كما يخر البعير، ووضع ركبتيه قبل يديه، ثم ساق من طريق الحجاج بن أرطأة قال: قال إبراهيم النخعي: حُفِظَ عن عبد الله بن مسعود أن ركبتيه كانتا تقع على الأرض قبل يديه، وذكر عن ابن مرزوق، عن وهب، عن شعبة، عن مغيرة قال: سألت إبراهيم عن الرجل يبدأ بيديه قبل ركبتيه إذا سجد؟ قال: أو يصنع ذلك إلا أحمق أو مجنون!

قال ابن المنذر: وقد اختلف أهل العلم في هذا الباب، فمن رأى أن يضع ركبتيه قبل يديه: عمر بن الخطاب t ، وبه قال النخعي، ومسلم ابن يسار، والثوري، والشافعي، وأحمد، وإسحاق، وأبو حنيفة وأصحابه،

وأهل الكوفة.

وقالت طائفة: يضع يديه قبل ركبتيه، قال مالك: وقال الأوزاعي: أدركنا الناس يضعون أيديهم قبل ركبهم. قال ابن أبي داود: وهو قول أصحاب الحديث. قلت: وقد رُوِىَ حديث أبي هريرة بلفظ آخر ذكره البيهقي، وهو إذا سجد أحدكم، فلا يبرك كما يبرك البعير، وليضع يديه على ركبتيه".

قال البيهقي: فإذا كان محفوظاً، كان دليلاً على أن يضع يديه قبل ركبتيه عند الإهواء إلى السجود.

وحديث وائل بن حجر أولى لوجوه:

أحدها: إنه أثبت من حديث أبي هريرة، قال الخطابي، وغيره.

الثاني: أن حديث أبي هريرة مضطرب المتن كما تقدم، فمنهم من يقول فيه: وليضع يديه قبل ركبتيه، ومنه من يقول بالعكس، ومنهم من يقول وليضع يديه على ركبتيه، ومنهم من يحذف هذه الجملة رأساً.

الثالث: ما تقدم من تعليل البخاري والدار قطني وغيرهما.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير