تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وهذا سندٌ ضعيفٌ جداً، وعلي بن يزيد الألهاني متروك، وعبيد الله

بن زحر ليس بعُمدة.

وقال الطحاوي في "مختصر اختلاف العلماء" (1/ 252): "هذا إسنادٌ

لا تقوم الحجة بمثله". وقال ابن حبان في "المجروحين" (2/ 62 - 63) في ترجمة "عبيد الله

بن زحر": "منكر الحديث جداً، يروي الموضوعات عن الأثبات، وإذا روى عن علي بن يزيد أتى بالطامات، وإذا اجتمع في إسناد خبرٍ: عبيد الله

بن زخر، وعلي بن يزيد، والقاسم أبو عبد الرحمن لا يكون متن ذلك الخبر إلا مما عملت أيديهم ... ".

* قُلتُ: بالغ ابن حبان، ولم أر أحداً من العلماء اتهم عبيد الله بن زحر بالوضع، والقاسم صاحب أبي أمامة t ، فحاشاه أن يضع الحديث، وآفة هذا الإسناد هو علي بن يزيد الألهاني فإنه ساقط.

وقد تابعه من هو مثله في السقوط ألا وهو جعفر بن الزبير، فرواه عن القاسم بن عبد الرحمن عن أبي أمامة مثله.

أخرجه الطبراني في "الكبير" (ج 8 / رقم 7974) قال: حدثنا أحمد بن عمرو العمي النحاس البصري، ثنا عبيد الله بن سعد، ثنا عمي وأبي، وعمر ابن إسحاق، ثنا الحسن بن دينار، عن جعفر بن الزبير بهذا.

والحسن بن دينار كذبه أحمد وابن معين، وتركه وكيع كما قال ابن حبان وكذلك تركه ابن مهدي وابن المبارك ويحيى بن القطان، وضعفه الدارقطني في "العلل" (1/ 276).

وخالفهما يحيى بن الحارث الذماري، فرواه عن القاسم بن عبد الرحمن قال: دخل رجلٌ المسجد ولم يدرك الصلاة، فقال رسول الله r : " ألا رجلٌ يتصدق على هذا فتتم له صلاته؟ "فقام رجلٌ فصلى معه، فقال النبي r : " وهذه من صلاة الجماعة".

أخرجه أبو داود في "المراسيل" (26) قال: حدثنا أبو توبة، نا الهيثم ـ يعني: ابن حميد ـ عن يحيى بن الحارث بهذا مرسلاً.

وهذا مرسلٌ جيد الإسناد.

ويحيى بن الحارث الذماري ثقة.

وخالفه مسلمة بن عليُّ الخُشني، فرواه عن يحيى بن الحارث، عن القاسم بن عبد الرحمن، عن أبي أمامة مرفوعاً: "الاثنان فما فوقهما جماعة".

أخرجه الطبراني في "الأوسط" (6620 ـ طبع الطحان)، وفي "مسند الشاميين" (877)، وابن عدي في "الكامل" (6/ 2316) من طريقين عن مسلمة بن علي.

ومسلمة متروك الحديث، والمرسل أصح.

2 - حديث أنس t :

أخرجه ابن عدي في "الكامل" (4/ 1645) من طريق محمد بن عبد الله ـ هو الأنصاري ـ عن عباد بن منصور، قال: رأيت أنس بن مالك

دخل مسجداً بعد العصر وقد صلى القوم، ومعه نفرٌ من أصحابه فأمَّهم، فلما انفتل قيل له: أليس يُكرهُ هذا؟ فقال: دخل رجلٌ المسجد وقد صلى رسول الله r الفجر، فقام قائمٌ ينظر، فقال: ما لك؟ قال: أريد أن أصلي، فقال النبي r : " ألا رجل يصلي مع هذا؟ "، فدخل رجلٌ فأمرهم النبي r أن يصلوا جميعاً.

وعباد بن منصور ضعفه أكثر أهل العلم.

وله طريقٌ آخر:

أخرجه الطبراني في "الأوسط" (7286) قال: حدثنا محمد بن العباس الأخرم، والدار قطني (1/ 276) قال: حدثنا يحيى بن محمد ابن صاعد قالا: ثنا عمر بن الحسن الأسدي، ثنا أبي، ثنا حماد بن سلمة، عن ثابت، عن أنس أن رجلاً جاء وقد صلى النبي r ، فقام يُصلي وحده، فقال النبي r : " من يتَّجرُ على هذا فيصلي معه؟ ".

قال الطبراني: "لم يروه عن حماد بن سلمة إلا محمد بن الحسن الأسدي".

* قُلتُ: ومحمد بن الحسن توقف فيه الهيثمي في "المجمع" (2/ 46) فقال: "إن كان ابن زُبَالة فهو ضعيف". انتهى

وليس هو، بل محمد بن الحسن بن الزبير الأسدي كما وقع عند الدارقطني، وقد تكلم جمع من النقاد فيه، فقال ابن معين في رواية:

"ليس بشيء" وضعفَّه الفسوي في "المعرفة" (3/ 56)، وقال العقيلي:

"لا يتابع على حديثه"، وكذلك ضعفه ابن حبان، وأبو أحمد الحاكم في "الكنى" والساجي، ووثقه آخرون من النقاد، فمثله لا يُحتمل له التفرد عن مثل حماد بن سلمة في كثرة أصحابه، فتجويد الزيلعي في "نصب الراية" (2/ 58) لإسناده غير جيد، والله أعلم.

وقد اختلف فيه على ثابت البُناني.

فرواه عنه حماد بن سلمة فجعله من "مسند أنس".

ورواه الحسن بن أبي جعفر، عن ثابت، عن أبي عثمان النهدي،

عن سلمان الفارسي t مثله.

أخرجه البزار (2538 ـ البحر)، وعنه الطبراني في "الكبير"

(ج6 / رقم 6140) من طريق أبي جابر محمد بن عبد الملك، ثنا الحسن

بن أبي جعفر بهذا.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير