تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[إثبات ذِكْر آية الكرسي في أذكار الصباح والمساء]

ـ[عمر الحضرمي]ــــــــ[05 - 10 - 10, 10:21 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين، فهذا بداية بحث في أذكار الصباح والمساء، ويُنشر من ذلك ما تم تبييضه أولاً بأول -إن شاء الله تعالى-

(هل ثبت ذِكْر آية الكرسي في أذكار الصباح والمساء)؟

عن أُبَيّ بن كعب –رضي الله عنه- أنه كان لهم جُرْنٌ فيه تمر، وكان يتعاهده، فوجده ينقص، فحرسه، فإذا هو بدابَّةٍ تشبه الغلام المحتلم، قال: فسلَّمتُ فرَدَّ السلام، فقلت: مَنْ أنت: أَجِنٌّ أم إنس؟ قال: جِنٌّ، قال: فناوِلْني يدك، فناوَلني يده، فإذا يدُ كَلْبٍ وشَعْر كَلْب، قال: هكذا خَلْق الجن؟ قال: لقد علمتِ الجنُّ ما فيهم أشدّ مني، قال له أُبَيّ: ما حملكَ على ما صنعتَ؟ قال: بلغنا أنك رجل تحب الصدقة، فأحبَبْنا أن نصيب من طعامك، قال أُبيّ: فما الذي يجيرنا منكم؟ - وفي رواية: فما الذي يحرزنا منكم؟ - قال: هذه الآية، آية الكرسي، ثم غدا أُبَيٌّ إلى النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فأخبره، فقال: "صَدَق الخبيث".

-هذا الحديث هكذا، دون تصريح بأن آية الكرسي تُقرأ في أذكار الصباح والمساء، قد رواه كذلك: النسائي في "الكبرى" (6/ 239/برقم10796) وفي "عمل اليوم والليلة" برقم (960) وابن حبان (3/ 63/برقم784) والبخاري في "التاريخ الكبير" (1/ 28) والحارث في "مسنده" كما في "بُغية الباحث عن زوائد مسند الحارث" للهيثمي (2/ 952/برقم1051) وكما في "إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة" للبوصيري (8/ 45/برقم7591) وأبو الشيخ الأصبهاني في "العظمة" (5/ 1650/برقم1092) وأبو نعيم في "دلائل النبوة" (2/ 765 - 766/برقم544) والبيهقي في "دلائل النبوة" (7/ 108 - 109) والبغوي في "شرح السنة" (4/ 462 - 463/برقم1197) كلهم من طريق الأوزاعي ثنا يحيى بن أبي كثير ثني ابن أُبَيٍّ أن أباه أخبره أنه كان لهم جُرْن ...... فذكره.

رواه عن الأوزاعي هكذا: مبشر بن إسماعيل، وهو صدوق، والوليد بن مسلم، وهو ثقة، والوليد بن مزيد، وهو ثقة ثبت، وهقل بن زياد كاتب الأوزاعي، وهو ثقة.

كلهم قالوا: (ابن أبي بن كعب أن أباه أخبره) هكذا ولم يسموا هذا الابن، وقال ابن حبان بعد إخراجه الحديث في (3/ 65/برقم784): "اسم ابن أُبيّ هو الطفيل بن أُبي بن كعب" اهـ وسيأتي أن هناك من الرواة من سمَّاه محمد بن أُبي، ولم أقف على من سماه بالطفيل، ولذا تعقبه المقدسي في "الأحاديث المختارة" فقال: "والذي عندي أن هذا القول وهم من أبي حاتم ابن حبان – والله أعلم- فإن هذا الحديث لم نجده من رواية الطفيل بن أُبي عن أبيه، وإنما وجدناه من رواية محمد بن أُبي" اهـ.

وإذا رجحنا أنه محمد بن أبي؛ فقد وثقه ابن سعد وابن حبان، وكانت له رؤية، فحديثه مما يُحتج به.

- لكن يَرِد إشكالان: الأول من جهة السند، والثاني من جهة المتن:

أما الذي من جهة المتن؛ فليس في هذه الطريق ذِكْر الصباح والمساء، إنما هو ذِكْر عام يحفظ الله به من قاله، وهكذا كل روايات الأوزاعي في هذا الحديث، ليس فيها ذكر الصباح والمساء.

وأما الذي من جهة السند: فقد جاءتْ روايات أخرى فيها أن الرواي عن أُبَيٍّ هو ابنه عبد الله، والرواي عن عبد الله هو عبدة بن أبي لبابة:

فقد أخرج ابن أبي الدنيا في "هواتف الجن" (صـ136 - 137/برقم174): ثني الحسن بن الصبَّاح ثنا مبشِّر بن إسماعيل عن الأوزاعي عن عبدة بن أبي لبابة عن عبدالله بن أُبي بن كعب أن أباه أخبره أنه كان له جُرْن فيه تمر ...... فذكره، وبدون ذِكْر الصباح والمساء أيضًا.

ولو نظرنا في تلامذة مبشِّر بن إسماعيل: وجدنا الذي روى عنه الرواية الأولى بدون تسمية الابن: هو عبد الحميد بن سعيد، وهو لا بأس به، والذين رووه عنه بتسمية الابن عبد الله اختلفوا: فمنهم من رواه بذكر عبد الله، والرواي عنه عبدة بن أبي لبابة لا يحيى بن أبي كثير، وهذا الراوي هو الحسن بن الصبَّاح، وهو صدوق يهم، فعبد الحميد أحسن حالاً منه، إلا أن الحسن بن الصبَّاح قد توبع من أحمد بن إبراهيم الدورقي –أحد الحفاظ- بذكر عبدة وتسمية الابن عبد الله، لكنه جعل الرواي عن عبدة بن أبي لُبابة يحيى بن أبي كثير، أخرجه أبو يعلى الموصلي: أحمد بن إبراهيم الدورقي ثنا مبشر عن الأوزاعي عن يحي بن أبي

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير