تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

كثير عن عبدة بن أبي لبابة عن عبد الله بن أُبي بن كعب أن أباه أخبره أنه كان له جرين فيه تمر، فذكره بتمامه، انظر "إتحاف الخيرة المهرة" (8/ 37/برقم7592) ومن طريق أبي يعلى أخرجه المقدسي في "المختارة" (4/ 37/برقم1262) وذكر الحافظ في "النكت الظراف على تحفة الأشراف" (1/ 38) إخراج أبي يعلى له في "مسنده الكبير" عن الدورقي.

فبهذا يكون الراجح عن مبشر بن إسماعيل رواية الحديث عن الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير عن عبدة عن عبد الله بن أبي عن أبيه، أي بإدخال عبدة بن أبي لبابة بين يحيى بن أبي كثير وعبد الله بن أُبَيِّ بن كعب، إلا أن مبشر بن إسماعيل نفسه ليس في درجة هقل والوليدين الذين رَوَوْا الحديث عن الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير، وفيه: (ثني ابن أُبي أن أباه أخبره) فمبشر بن إسماعيل نفسه "صدوق" فقط، وقد خالفه الثقات، ويحيى وإن كان مدلسًا إلا أنه صرح هنا بالتحديث عن ابن أبي بن كعب، فلو رجحنا رواية الجماعة عن الأوزاعي جعلْنا رواية مبشر هذه شاذة، وليس مبشر في منزلة من يُقبل منه الحديث هنا على الوجهين، والله أعلم.

- ومن الإشكالات التي في السند أيضًا: ما رواه النسائي في "الكبرى" (6/ 239/برقم1079) وفي "عمل اليوم والليلة" برقم (961): أنا أبو داود الطيالسي ثنا معاذ بن هانئ ثنا حرب بن شداد ثني يحيى ثنا الحضرمي بن لاحق التميمي ثني محمد بن أبي بن كعب، قال: كان لجدي جُرْن من تمر ..... فذكره، وفيه: إذا قُلْتَها حين تُصبح؛ أُجِرتَ منا إلى أن تمسي، وإذا قلْتَها حين تُمسي، أُجِرْتَ منا إلى أن تصبح، فغدا أبي إلى النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فأخبره خبره، قال: "صَدَق الخبيث".

فقول محمد بن أبي بن كعب: (كان لجدِّي جُرْن من تمر) وقوله في آخر الحديث: (فغدا أبي إلى النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم) فيه إشكالان:

الأول: أننا حملنا الكلام على ظاهره، وأن الجَدَّ جدُّ محمد بن أبي بن كعب؛ فهو كعب بن قيس، ولم يذكره أحد في الصحابة، ولا يُعرف إسلامه، ولا يُتصور إبقاؤه على شركه في المدينة، فإن كان المراد أن محمدًا هذا هو حفيد أبي بن كعب – كما سيأتي بعد ذلك- فسيأتي الكلام عليه هناك إن شاء الله تعالى.

الثاني: أن قوله: (فغدا أبي) هل المراد من ذلك: فغدا أُبَيّ أي أُبَيّ بن كعب؟ وسواء كان أبًا أو جَدًّا، أم المراد: فغدا أَبي" وهو أُبيّ ليسأل عما وقع في جرن أبيه كعب بن قيس؟ لكن هذا بعيد إذ لو كان والد أُبي مسلمًا لذُكر في الصحابة، ولو كان كافرًا لما أقره أحد على بقائه على الشرك بينهم، وأستبعد أن يكون المراد والد عمرًا والد محمد، لأنه ليس بصحابي، فالراجح الاحتمال الأول، والله أعلم.

وهذا سند فيه معاذ بن هانئ، وهو ممن يهم، وحرب بن شداد ثقة، والحضرمي لا بأس به.

- ومن نظر فيما سبق وما سيأتي وجد أن هناك خلافًا على الطيالسي: فقد رواه النسائي عنه بالوجه السابق، ورواه هارون بن عبد الله عن الطيالسي ثنا حرب بن شداد – دون ذِكْر معاذ بن هانئ- عن يحيى بن أبي كثير ثني الحضرمي بن لاحق عن محمد بن عمرو بن أُبي بن كعب عن جَدِّه أُبَيّ، أنه كان له جَرين تمر ..... فذكره، وفيه ذكر الصباح والمساء.

أخرجه كذلك الحاكم في "المستدرك" (1/ 561 - 562) ومن طريقه البيهقي في "الدلائل" (7/ 109) والبخاري مختصرًا في "التاريخ الكبير" (1/ 27) وفيه: (محمد بن أبي قال: كان لجدي – يعني أُبيًّا- جرين من تمر) والمروزي كما في "مختصر قيام الليل" (صـ166 - 167) كما رواه البخاري، والشاشي في "مسنده" (3/ 338/برقم 1449) لكن دون ذكر الصباح والمساء، ورواه ابن عبد البر في "التمهيد" (16/ 269 - 270) لكن بذكر معاذ بن هانئ بين الطيالسي وحرب بن شداد، والتصريح بأن الرواي محمد بن أبي بن كعب، كما رواه البخاري، وأخرجه المقدسي في "المختارة" (4/ 34 - 35/برقم1261).

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير