قال الحافظ في نتائج الأفكار (2/ 269): أما الشاهد الذي أشرت إليه ففيما قرأت على العماد أبي بكر وساق السند إلى الحسن بن عرفة ثنا المبارك بن سعيد أخو سفيان الثوري عن موسى الجهني عن مصعب بن سعد عن سعد بن أبي وقاص قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أيمنع أحدكم أن يكبر في دبر كل صلاة عشرا ويسبح عشرا ويحمد عشرا فذلك في خمس صلوات خمسون ومائة باللسان وألف وخمسمائة في الميزان فإذا أوى إلى فراشه يكبر الله عز وجل أربعا وثلاثين ويحمده ثلاثا وثلاثين ويسبحه ثلاثا وثلاثين فذلك مائة باللسان وألف في الميزان قال ثم قال وأيكم يعمل في يومه وليلته ألفين وخمسمائة سيئة؟ "
هذا حديث حسن من هذا الوجه ... قال النسائي خالفه شعبة وغيره في لفظه يريد الحديث الذي أخبرني أبو إسحاق وساق سنده إلى عبد بن حميد ثنا جعفر بن عون [1] ( http://majles.alukah.net/#_ftn1) ثنا موسى الجهني عن مصعب بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أيعجز أحدكم أن يكسب في اليوم ألف حسنة يسبح الله مائة تسبيحة فيكتب له ألف حسنة وعفا عنه بها ألف خطيئة "
هذا حديث صحيح أخرجه مسلم ... وتفرد المبارك بن سعيد باللفظ الأول وهو ثقة عند ابن معين وغيره فاحتمل أن يكون عند موسى الجهني بالإسناد المذكور حديثان اهـ
أقول: هذا هو الشاهد الذي صحح به الحافظ حديثنا وقد بينت شذوذه من جزء وخلاصته أن هذا الحديث رواه باللفظ الثاني عن موسى الجهني خمسة عشر راويا عبد الله بن نمير والثوري ويحيى بن سعيد وعمر بن علي ويعلى ومحمد ابنا عبيد ومروان بن معاوية وجعفر بن عون وعلي بن مسهر وأبو عوانة ويحيى بن زكريا والمحاربي وعبيد الله بن سعد ومندل بن علي وشعبة
وخالفهم المبارك بن سعيد وحده فرواه عن موسى الجهني عن مصعب بن سعد عن سعد بن أبي وقاص قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أيمنع أحدكم أن يكبر في دبر كل صلاة عشرا ويسبح عشرا ويحمد عشرا فذلك في خمس صلوات خمسون ومائة باللسان وألف وخمسمائة في الميزان فإذا أوى إلى فراشه يكبر الله عز وجل أربعا وثلاثين ويحمده ثلاثا وثلاثين ويسبحه ثلاثا وثلاثين فذلك مائة باللسان وألف في الميزان قال ثم قال وأيكم يعمل في يومه وليلته ألفين وخمسمائة سيئة؟ "
قال الحافظ: وتفرد المبارك بن سعيد باللفظ الأول وهو ثقة عند ابن معين وغيره فاحتمل أن يكون عند موسى الجهني بالإسناد المذكور حديثان
أقول: قد يصح احتمال الحافظ لو تفرد به المبارك لكنه لم يتفرد به بل خولف في هذا الحديث
قال النسائي في الكبرى خالفه يعلى بن عبيد رواه عن موسى الجهني عن موسى عن أبي زرعة عن أبي هريرة
أخبرنا أحمد بن سليمان ثنا يعلى ثنا موسى وهو الجهني عن موسى عن أبي زرعة عن أبي هريرة قال " من قال في دبر كل صلاة عشر تسبيحات وعشر تكبيرات وعشر تحميدات في خمس صلوات فتلك خمسون ومائة باللسان وألف وخمسمائة في الميزان وإذا أخذ مضجعه مائة باللسان وألف في الميزان فأيكم يصيب في يوم ألفين وخمسمائة سيئة "
قال أبو عبد الرحمن (النسائي): موسى الثاني لا أعرفه
وقال المزي في التحفة: قال أبو عبد الرحمن النسائي والصواب حديث يعلى
وقال الحافظ نفسه في الأربعين المتباينة السماع: ورواه أيضا من طريق يعلى بن عبيد عن موسى الجهني عن موسى غير منسوب عن أبي زرعة بن أبي هريرة وقال الصواب حديث يعلى
أقول: قول النسائي هذا ليس في المطبوع من السنن
ورواية يعلى بن عبيد التي صوبها النسائي تبين بجلاء خطأ المبارك بن سعيد في روايته وأنه دخل عليه حديث في حديث وتبين أيضا خطأ الحافظ في اعتباره هذا الحديث شاهدا قويا
الخلاصة أن حديث عطاء بن السائب حديث صحيح لذاته لا يحتاج إلى شاهد ليصح وقد صححه أيوب السختياني كما شرحناه من توثيقه لعطاء ووصيته أهل الحديث بسماعه منه وهو الذي فهمه الإمام النووي أيضا خلافا للحافظ والله أعلم
في مطبوع النتائج جعفر بن عوف بالفاء وهو خطأ [1]
يتبع باللطيفة الثانية وتنبيهات وعذرا على تقطيع الموضوع