تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

إلا أن هذا الوقف لا يضر المرفوع، لأن الرفع زيادة ثقة، فقد رواه الحسن بن عبيد الله، وهو ثقة، وتابعه زُبيد بن الحارث اليامي، وهو ثقة أيضًا، بل ترجمه الحافظ بقوله: "ثقة ثبت" وخالفهما سلمة فوقفه، وسلمة ترجمه الحافظ بقوله: ثقة، وإن كان هو أرفع من ذلك، فيقال: ثقة ثبت، وواضح من هذا أن الرفع زيادة ثقة، وأن المتن المرفوع أتم وأوفى من المتن الموقوف، والله أعلم.

وقد رُوي الحديث أيضًا من حديث البراء بن عازب، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول إذا أصبح وأمسى: "أصبحنا وأصبح الملك لله، والحمد لله، لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، الله إنا نسألك خير هذا اليوم، وخير ما بعده، ونعوذ بك من شرِّ هذا اليوم، وشر ما بعده، اللهم إني أعوذ بك من الكسل، وسوء الكبر، وأعوذ بك من عذاب النار".

أخرجه الطبراني في "الكبير" برقم (1170) وفي "الدعاء" برقم (295) والصيداوي في "معجم الشيوخ" (صـ188 - 189) ترجمة أحمد بن حمدان بن عبد العزيز، وابن السني في "عمل اليوم والليلة" (صـ21) برقم (37) والحافظ في "نتائج الأفكار" (2/ 355 - 356) كلهم من طريق أبي إسرائيل الملائي – وهو إسماعيل بن خليفة العبسي- عن طلحة بن مصرف عن عبد الرحمن بن عوسجة عن البراء به.

وهذا سند ضعيف من أجل أبي إسرائيل الملائي؛ فإنه صدوق سيء الحفظ، إلا أن هذا المتن صحيح، فقد سبق من حديث ابن مسعود عند مسلم وغيره بما هو أتم من ذلك، والله أعلم.

وقد رُوي الحديث مختصرًا من حديث سلمان الفارسي – رضي الله تعالى عنه- من طريق بكر بن خُنَيْس عن عبد الرحمن بن إسحاق – وهو أبو شيبة الواسطي- عن عبد الملك بن عمير عن أبي قُرة عن سلمان الفارسي، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: "إذا أصبحت فقُلْ: اللهم أنت ربي، لا شريك لك، أصبحتُ وأصبح الملك لله، لا شريك له، ثلاث مرات، وإذا أمسيت فقُلْ ذلك مثل، فإنهنَّ يُكفِّرْن ما بينهن".

أخرجه ابن السني في "عمل اليوم والليلة" (صـ34) برقم (66) وهذا سند ضعيف:

بكر بن خنيس ضعيف من قِبَل حفظه، مع كونه زاهدًا غزَّاءً، وأبو شيبة الواسطي ضعفه الحافظ في "التقريب" وقد ضعفه الأئمة حتى العجلي على تساهله – رحمه الله- والحديث قد حكم عليه شيخنا الألباني – رحمة الله عليه- في "الضعيفة" (5/ 359) برقم (2334) بأنه ضعيف جدًّا؛ للاتفاق على تضعيف أبي شيبة هذا، والله أعلم.

وقد رُوي الحديث موقوفًا على سلمان: من طريق منصور عن ربعي بن حراش عن رجل من النخع عن أبيه عن سلمان قال: "من قال إذا أصبح وإذا أمسى: اللهم أنت ربي لا شريك لك، أصبحنا وأصبح الملك لك، لا شريك لك؛ كان كفَّارة لما حَدَثَ بينهما".

أخرجه ابن أبي شيبة في "مصنفه" (5/ 325/26533) لكن بدون ذِكْر "عن أبيه"، (6/ 37/29279) ومسدد في "مسنده" كما في "إتحاف المهرة" للبوصيري (8/ 434/8338).

وهذا سند ضعيف من أجل الرجل المبهم، ولو صح السند؛ لكان من الممكن أن يقال: له حُكْم الرفع، فإن مثله لا يقال بالرأي، وليس هو من أخبار بني إسرائيل، والله أعلم.

ومن حديث أبي مالك الأشعري، أن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: "إذا أصبح أحدكم فليقل: أصبحنا وأصبح الملك لله رب العالمين، اللهم إني أسألك خير هذا اليوم: فتْحه، ونصْره، ونورَه، وبركتَه، وهداه، وأعوذ بك من شر ما فيه، وشر ما بعده، ثم إذا أمسى فليقُلْ مثل ذلك".

أخرجه أبو داود برقم (5084) والطبراني في "الكبير" (3453) وفي "مسند الشاميين" برقم (1675) والحافظ في "نتائج الأفكار" (2/ 388) كلهم من طريق محمد بن إسماعيل بن عياش حدثني أبي حدثني ضمضم – وهو ابن زرعة-، عن شريح – وهو ابن عبيد- عن أبي مالك به.

وهذا سند ضعيف فيه أكثر من علّة:

أ- ضعف محمد بن إسماعيل بن عياش، فقد ضعّفه أبو داود.

ب- الطعن في سماعه من أبيه، فقد نفى السماع بينهما أبو حاتم الرازي.

ج- ضمضم: صدوق يهم.

د- شريح ثقة لكنه يرسل كثيرًا، ولم يسمع من أبي مالك، قاله أبو حاتم، انظر (المراسيل" للرازي (صـ90) برقم (327).

أما إسماعيل بن عياش فروايته عن الشاميين – ومنها هذه الرواية- مقبولة.

والحديث قال عنه الحافظ في "نتائج الأفكار" بعد إخراجه: "هذا حديث غريب" اهـ.

وقد ضعفه شيخنا الألباني – رحمة الله عليه- في "الضعيفة" (2/ 235 - 239) برقم (5606) وارجع إلى تحقيقه إن شئت، فإنه كلام محقِّق عالم بهذا الشأن.

ولا أدري ما حجة الشيخين: عبد القادر وشعيب الأرناؤوطييْن في تحسين سند الحديث على ما فيه من علل، كما في تحقيقهما لـ"زاد المعاد" (2/ 340)؟ والله تعالى أعلم.

كتبه/ أبو الحسن مصطفى بن إسماعيل السليماني

دار الحديث بمأرب

29/شوال/1431هـ

انظر ( http://mareb.org/showthread.php?9702-%C8%DA%D6-%C3%D0%DF%C7%D1-%C7%E1%D5%C8%C7%CD-%E6%C7%E1%E3%D3%C7%C1-%E6%C7%E1%CB%C7%C8%CA-%E3%E4%E5%C7-(1)&p=30285#post30285)

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير