تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

فانظر إلى النبي صلى الله عليه وسلم كيف حذر من فتنة النساء، وانظر إلى الواقع المؤسف أما يكفي هذا زاجراً ورادعاً؟ وكل يوم تزيد الفتنة بالنساء إذا رأيتها في الأسواق تتمطى في مشيتها عجباً وتيهاً وتتلون إختيالاً وزهواً، بتدليل وتكسر وتظرف، فوصل بها الأمر إلى هذا الحد؟ كيف ترون ذلك وتصبرون؟ أما تغارون؟ أما تخافون العذاب من رب العباد؟ أما تخجلون؟ فالمرأة مأمورة بالاحتشام والحياء والبقاء في قعر البيت لئلا تفتن وتفتتن فتتنغص عليها حياتها وسعادتها ويخدش عرضها وتهان كرامتها وتنطلق إليها النظرات الوقحة الجريئة.

اعرفوا أيها الرجال هذا الفضل وقوموا بحقه، لا تبخسوا أنفسكم حقها وتنسوا الفضل، لا تغلبنكم النساء على رجولتكم ولا يلهينكم الشيطان عن رعاية أهليكم ولا تشتغلوا بأموالكم عن قيمكم وأخلاقكم والحفاظ على عوراتكم وشرفكم.

ويجب على الرجال أن يغاروا على محارمهم وهذه من صفات أهل الإيمان، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله: {إن الله يغار وإن المؤمن يغار وغيرة الله أن يأتي المؤمن ما حرم عليه} بل الغيرة لا تكون إلا عند الرجال العظماء أما الذي لا يغار كاهل الصليب فهو ديوث فعن أبي هريرة قال: قال سعد بن عبادة: يا رسول الله! لو وجدت مع أهلي رجلاً لم أمسه حتى آتي بأربعة شهداء! قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {نعم} قال: كلا، والذي بعثك بالحق إن كنت لأعاجله بالسيف قبل ذلك، قال رسول الله: {اسمعوا لما يقول سيدكم إنه لغيور وأنا أغير منه والله أغير مني}. وعن المغيرة بن شعبة قال: قال سعد بن عبادة: لو رأيت رجلاً مع أمرأتي لضربته بالسيف غير مصفح، فبلغ ذلك النبي: salla-icon: فقال: {أتعجبون من غيرة سعد لأنا أغير منه والله أغير مني} هؤلاء الرجال الذين رباهم محمد.

فالمرأة تعظم الرجل الغيور وترفع من شأنه بل تعرف أن وراءها رجلاً فيه رجولة وغيرة.

قال القحطاني في نونيته:

إن الرجال الناظرين إلى النسا ... مثل الكلاب تطوف باللحمان

إن لم تصن تلك اللحوم أسودها ... أكلت بلا عوض ولا أثمان

فنحن معاشر المسلمين نقضي على أسباب الشر قبل أن تقضي علينا، ونسد أبواب الفساد قبل أن تنهار علينا. والله ثم والله لبطن الأرض خير من ظهرها عائذاً بالله من الفتن عائذاً بالله من الفتن.

ولذا نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الدخول على النساء فعن عقبة بن عامر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: {إياكم والدخول على النساء} فقال رجل من الأنصار: يا رسول الله أفرأيت الحمو؟ قال: {الحمو الموت} أتظن أن الرسول ينهى عن ذلك ويرضى للمرأة أن تسافر بدون محرم أو أن تركب مع السائقين في البلد، بل جعل النبي أن وجود الرجل مع امرأته لا بد أن يبريء ساحته.

والجنة تحت قدم الأم، روى أحمد قال حدثنا روح أخبرنا ابن جريج أخبرني محمد بن طلحة بن عبدالله بن عبدالرحمن عن أبيه طلحة بن عبدالله عن معاوية بن جاهمة أن جاهمة جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: يا رسول الله أردت الغزو وجئتك أستشيرك فقال: {هل لك من أم؟} قال: نعم فقال: {الزمها فإن الجنة عند رجلها ثم الثانية ثم الثالثة في مقاعد شتى كمثل هذا القول}. وإن الأم مقدمة في البر وحسن الصحبة من الأب، فعن أبي هريرة قال: جاء رجل إلى رسول الله فقال: يا رسول الله! من أحق الناس بحسن صحابتي؟ قال: {أمك} قال: ثم من؟ قال: {ثم أمك} قال: ثم من؟ قال: {ثم أمك} قال: ثم من؟ قال: {ثم أبوك}.

وقد أوصى النبي صلى الله عليه وسلم بالنساء خيراً في أعظم المواقف وأعظم جمع وهو موقف عرفة في خطبة عرفة فقال: {فأتقوا الله في النساء فإنكم أخذتموهن بأمان الله واستحللتم فروجهن بكلمة الله، ولكم عليهن ألا يوطئن فرشكم أحداً تكرهونه فإن فعلن ذلك فأضربوهن ضرباً غير مبرح، ولهن عليكم رزقهن وكسوتهن بالمعروف}.

وأخرج أحمد حدثنا ابن إدريس سمعت محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال: قال رسول الله: {أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خلقاً وخيارهم خيارهم لنسائهم}.

اسمعوا هذه النصوص يا دعاة الاختلاط، يا دعاة الرذيلة يا دعاة المجون والخنا ويا من يحب أن تعُم الفاحشة في المسلمين بكذبة حرية المرأة وتخترقون سد الذرائع إلى الرذائل، وتزعمون التباكي على المرأة والانتصار لها ولحقوقها، ذئاب جائرة وكلاب نائحة.

قال تعالى: إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُواْ لَهُم عَذَابُ أَلِيمٌ فِي الدُّنيَا والآَخِرَةِ وَاللهُ يَعلَمُ وَأَنتُم لاَ تَعلَمُونَ [النور: 19]. وقال تعالى: وَدُّواْ لَو تَكفُرُونَ كَمَا كَفَرُواْ فَتَكُونُونَ سَوَاءً [النساء: 89] وصدق فيهم قوله تعالى: وَاللهُ أَن يَتوبَ عَلَيكُم وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَن تَمِيلُواْ مَيلاً عَظِيماً، [النساء 27]. نقل جرير في تفسيره عن ابن زيد في تفسيره هذه الآية قال: (يريد أهل الباطل وأهل الشهوات في دينهم أن تميلوا في دينكم ميلاً عظيماً تتبعون أمر دينهم وتتركون أمر الله وأمر دينكم) وقال مجاهد: (هم الزناة يريدون أن تميلوا عن الحق فتزنون كما يزنون).

وألصق وصف للدعاة على أبواب جهنم الذين من ضمنهم دعاة الاختلاط والحرية ومساواة المرأة بالرجل قوله تعالى: وَإِذَا قِيلَ لَهُم لاَ تُفسِدُواْ فِي الأَرضِ قَالُواْ إِنَّمَا نَحنُ مُصلِحُونَ (11) أَلاَ إِنَّهُم هُمُ المُفسِدُونَ وَلَكِن لاَّ يَشعُرُونَ [البقرة:12].

والله أعلم

http://www.ebnmaryam.com/vb/t12334.html

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير