تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

«حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، عن معاوية يعني ابن صالح، عن أزهر بن سعيد الحرازي قال: سمعت أبا كبشة الأنماري قال: كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم جالسًا في أصحابه ... القصة، واللفظ له، وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير قال: حدثنا بكر بن سهل حدثنا عبد اللَّه بن صالح حدثني معاوية بن صالح به».

وأخرجه الطبراني أيضًا في «المعجم الأوسط» (3275/ 158/4) قال: «حدثنا بكر به ... ».

ثالثًا: التحقيق

أ- هذه القصة التي أخرجها أحمد والطبراني من حديث أبي كبشة الأنماري، قصة غريبة، حيث تبين غرابتها من قول الإمام الطبراني في «الأوسط» (159/ 4): «لا يروى هذا الحديث عن أبي كبشة إلا بهذا الإسناد، تفرد به

معاوية بن صالح».

ب- هذا حتى لا يقول قائل بأن هذه القصة لها طرق أخرى عن أبي كبشة أو لها طرق أخرى عن أزهر بن سعيد الحرازي.

جـ- وهذه من أهم فوائد المعجم

الأوسط للطبراني؛ فيأتي في هذا الكتاب عن كل شيخ بما له من غرائب ولا بد لطالب هذا العلم أن يعلم هذا جيدًا، فالكتاب في الحقيقة كتاب غرائب ظهر فيه سعة رواية الطبراني وكثرة اطلاعه على طرق الحديث وتمييز الطرق التي اشترك فيها عدد من الرواة عن هذا الراوي، عن الطرق التي انفرد بها بعض الرواة عن بعض، وهذا الأمر

لا ينقاد إلا لإمام جهبذ من جهابذة هذا الفن الدقيق الواسع، وقد تعب كثيرًا في إخراج هذا الكتاب على هذه الطريقة لذلك كان يقول رحمه الله: «هذا الكتاب روحي».

د- وعلة هذا الحديث الذي جاءت في متنه هذه القصة «أزهر بن سعيد الحرازي الحمصي:

إ- أورده ابن أبي حاتم في «الجرح والتعديل» (1173/ 312/2) وقال: «أزهر بن سعيد الحمصي روى عن: أبي أمامة وأبي كبشة الأنماري وغضيف بن الحارث، روى

عنه: معاوية بن صالح سمعت أبي يقول ذلك، قلت: لم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلاً، وفرّق بينه وبين أزهر بن عبد الله جميع الحرازي حيث ترجم له برقم (1174) فهو مجهول.

2 - وأورده الإمام المزي في «تهذيب الكمال» (303/ 506/1) وقال: روى عنه:

عمر بن جُعْشم القرشي، ومحمد بن الوليد الزبيدي، ومعاوية بن صالح الحضرمي.

قلت: ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلاً فهو مجهول.

3 - نوع المجهول: «مجهول الحال»، وهو من روى عنه اثنان فأكثر لكن لم يوثَّق.

4 - حكم روايته: الردُّ (على الصحيح الذي قاله الجمهور) كذا في «شرح النخبة» (ص/136) فالقصة: واهية مردودة عند الجمهور من أهل هذا الفن لجهالة أزهر والذي قال عنه ابن سعد: «كان قليل الحديث» كذا في

«تهذيب الكمال»، و «تهذيب التهذيب» (178/ 1).

5 - قال الحافظ ابن حجر في «التهذيب» (191/ 10): «كان معاوية بن صالح يغرب بحديث أهل الشام جدًا».

قلت: وأزهر بن سعيد الحرازي الذي روى عنه معاوية هذه القصة: حمصي شامي فهي من غرائب معاوية بن

صالح.

6 - وبهذا ينطبق هذا القول على حديث القصة تمام الانطباق في قول الإمام الطبراني الذي خرجناه آنفًا: «لا يروى هذا الحديث عن أبي كبشة إلا بهذا الإسناد تفرد به معاوية بن صالح».

7 - لذلك قال الذهبي في «الميزان» (8621/ 135/4) كان يحيى القطان يتعنت ولا يرضاه، وقال أبو حاتم: لا يحتج به، ولينه ابن معين. وقال يحيى بن معين: «كان ابن مهدي إذا حدث بحديث معاوية بن صالح زجره يحيى بن سعيد».

8 - قال الذهبي: «لم يخرج له البخاري ... وترى الحاكم يروى في مستدركه

أحاديثه - يعني أحاديث معاوية بن صالح - ويقول: هذا على شرط البخاري فَيهم في

ذلك ويكرره». اهـ.

9 - قلت: بل هذا الطريق الغريب الذي هو من غرائب معاوية بن صالح الذي يغرب بحديث أهل الشام جدًا وقد أغرب بحديث أزهر بن سعيد الحمصي الشامي المجهول في هذه القصة فلم يخرج له مسلم أيضًا حديثًا من هذا الطريق

الغريب المجهول.

10 - وبهذا يتبين أن القصة واهية منكرة غريبة.

رابعًا: قرائن تدل على أن هذه القصة منكرة:

1 - في رواية الطبراني في «الكبير»: «بينما رسول

اللَّه صلى الله عليه وسلم جالس مرت به امرأة فقام إلى أهله فخرج إلينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقطر».

قلت: وإن تعجب فعجب أن هذه القصة الواهية المنكرة تجعل النبي صلى الله عليه وسلم يترك أصحابه جالسين

لأن امرأة مرت به فوقعت شهوة النساء في قلبه صلى الله عليه وسلم فقام ليأتي بعض أزواجه فأصابها،

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير