أولا عندما نقلتُ قول الشيخ فليس لأني أتبناها و إنما لإغناء الموضوع و معرفة رد مشايخنا الفضلاء ثم عندي يقين بعظمة نقل البخاري و مسلم رحمهما الله حتى أن أحد الفضلاء حججني بذلك يوما و ها قد تبين الحق حتى إذا ما تناول أحد هذا الموضوع يجد هنا ضالته
بارك الله فيكم و صلى الله و سلم على نبينا محمد صلى الله عليه و سلم
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[08 - 11 - 10, 06:51 م]ـ
هل الصحابة أغض لأبصارهم من النبي صلى الله عليه وسلم فلم يتأثروا بمرور المرأة ويتأثر رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى تقع في قلبه شهوة النساء ويترك أصحابه ويفعل ما يفعل
هذا الفعل لا يفعله إنسان عادي في مجلسه فكيف بسيد ولد آدم يوم القيامة، وقد أخرج البخاري ومسلم من حديث أبي سعيد الخدري قال: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أشد حياءً من العذراء في خدرها». وبهذا يتبين من السنة الصحيحة المطهرة أن هذه القصة واهية منكرة.
رحم الله البخاري فقد كان أعرف بالحديث من مسلم وأفقه، فصان صحيحه من تلك المناكير. وقد رأيت مسلماً لا يخرج لأبي الزبير عن جابر إلا من طريق الليث، أو مقروناً بغيره، أو ما صرّح به بالسماع. وبقيت بضعة أحاديث لا تنطبق عليها تلك الشروط. قال الذهبي في ميزان الاعتدال (6
335): «وفي صحيح مسلم عدة أحاديث مما لم يوضِّح فيها أبو الزبير السماعَ عن جابر، وهي من غير طريق الليث عنه، ففي القلب منها شيء. من ذلك حديث: "لا يحل لأحدكم أن يحمل بمكة السلاح" (#1356). وحديث "أن رسول الله r دخل مكة وعليه عمامة سوداء بغير إحرام" (#1358). وحديث "رأى –عليه الصلاة والسلام– امرأةً فأعجبته، فأتى أهله زينب" (#1403). وحديث "النهي عن تجصيص القبور" (#970)، وغير ذلك».
قلت الحديث الأخير صرّح فيه أبو الزبير بالسماع من جابر، كما في النسخة المطبوعة من صحيح مسلم وكذلك في مستخرج أبي النعيم (3
49)، وباقي الأحاديث هي كما قال الحافظ الذهبي. ولم أجد في أول حديثين نكارةً، بخلاف الحديث الثالث الذي فيه طعنٌ برسول الله r. وقد أخرجه مسلم بعدة ألفاظ منها (2
1021): حدثنا عمرو بن علي حدثنا عبد الأعلى حدثنا هشام بن أبي عبد الله عن أبي الزبير عن جابر: «أن رسول الله r رأى امرأةً، فأتى امرأته زينب وهي تمعس منيئة لها، فقضى حاجته. ثم خرج إلى أصحابه، فقال: إن المرأة تقبل في صورة شيطان، وتدبر في صورة شيطان. فإذا أبصر أحدكم امرأةً، فليأت أهله، فإن ذلك يرد ما في نفسه». وأخرجه كذلك: حدثنا زهير بن حرب حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث حدثنا حرب بن أبي العالية حدثنا أبو الزبير عن جابر بن عبد الله: أن النبي r رأى امرأة، فذكر أنه قال: «فأتى امرأته زينب وهي تمعس منيئة»، ولم يذكر تدبر في صورة شيطان. ثم قال مسلم: حدثني سلمة بن شبيب حدثنا الحسن بن أعين حدثنا معقل عن أبي الزبير قال، قال جابر، سمعت النبي r يقول: «إذا أحدكم أعجبته المرأة، فوقعت في قلبه، فليعمد إلى امرأته فليواقعها، فإن ذلك يرد ما في نفسه».
والحديث المضطرب مردودٌ لانقطاع سنده ووجود النكارة الشديدة في متنه. وهذا محال على رسول الله r، فقد نزهه الله عن ذلك وعصمه. وقد حاول بعض العلماء التكلف بالإجابة عن هذه النكارة بأجوبة ليست بالقوية، إلا أن الحديث الضعيف لا يُعبئ بشرحه أصلاً، والله أعلم. وما جاء من طريق ابن لهيعة من تصريح أبي الزبير بالتحديث من جابر، مردود. لأن ابن لهيعة ضعيف جداً من غير رواية العبادلة يقبل التلقين، فلا يعتبر به ولا يكتب حديثه. والله المستعان على ما يصفون.
ـ[أديب بشير]ــــــــ[11 - 11 - 10, 06:26 م]ـ
أما رواية أبي الزبير عن جابر في صحيح مسلم فانها متصلة، و ذلك لاعلال الامام مسلم نفسه رواية أبي الزبير عن جابر اذا كانت بالعنعنة مما يدل على أنه لا يخرج له الا ما ثبت عنده سماعه من جابر، و قد وقع هذا الاعلال في كتاب "التمييز " في مواقيت الحج حيث قال:
(فأما الأحاديث التي ذكرناها من قبل في أن النبي صلى الله عليه وسلم وقت لأهل العراق ذات عرق فليس منها واحد يثبت، و ذلك ان ابن جريج قال في حديث ابي الزبير: عن جابر) ا. ه
و ابن جريج لا يدلس تدليس التسوية، فذكر الامام مسلم له الظاهر لأن الحديث انما يعرف من طريقه، و لا يقدح في ذلك اخراج الامام مسلم هذا الحديث الذي أعله في صحيحه، و الظاهر أنه وقع له لاحقا عن ابن جريج عن أبي الزبير سمع جابرا، و الله أعلم
و أخشى أن الكلام على نكارة المتن سيكون تكرارا، لكن هناك تحامل واضح على النص و تحميله فوق ما لا يحتمل، لنأخذ ما لم يتم الاجابة عليه أعلاه من كلام المحدث/علي حشيش:
4 – هذا الفعل لا يفعله انسان عادي في مجلسه،
تترك الاجابة عن هذا لكل رجل في هذا الملتقى!!!، و لو كان قال عن نفسه أنه لم يحدث له ذلك في حياته على الاطلاق لكان أحسن!
3 - أم كيف تقع شهوة النساء في صدر النبي صلى الله عليه وسلم بمرور امرأة أجنبية وقد زكى اللَّه
تعالى صدره فقال: ألم نشرح لك صدرك [الشرح: 1].
لو صح الاستدلال بهذه الاية على أنه لا يمكن أن تقع شهوة النساء في صدره - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، لصح بها الاستدلال على أن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - لا يحب عائشة أكثر من باقي أزواجه (صحيح البخاري)، أي أنه استثناء من الاية (و لن تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء و لو حرصتم)، و هذا مما لا يملك رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -
و في مشاركة سابقة أنكرت على صاحب الموضوع (فوقعت شهوة النساء في قلبه) لفظ الامام أحمد، لكن الشهوة على مراحل فمن الناس من ينصرف فور وقوعها و منهم من يسترسل.
و يبحث في رواية الامام أحمد هل تشهد لما في صحيح مسلم؟