وذكر ابن عدي في الكامل (6/ 206) عن يحيى بن معين أنه قال: «عمرو بن أبي عمرو مولى المطلب ثقة، ينكر عليه حديث عكرمة عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «اقتلوا الفاعل والمفعول به».
ونقل عبدالحق الإشبيلي في الأحكام الوسطى (4/ 88)، و ابن حجر في التلخيص الحبير (5/ 2737رقم2390) أن النسائي استنكر هذا الحديث.
ومع أن عمرو بن أبي عمرو لم ينفرد برواية هذا الحديث عن عكرمة بل تابعه عدد من الرواة، لكن كل الطرق التي روي بها، لا تسلم من علة، فقد تابعه:
1 - حسين بن عبدالله بن عبيدالله بن عباس
- أخرجه من طريقه الطبراني في الكبير (11/ 212ح11527)، وإسناده ضعيف، فيه حسين بن عبدالله "ضعيف" كما في التقريب (1326).
2 - عبدالملك بن عبدالعزيز بن جريج عن عكرمة.
- أخرجه من طريقه الخرائطي في مساوئ الأخلاق (ص202ح242) عن عبدالملك، به، بلفظ: اقتلوا الفاعل والمفعول به، والذي يأتي البهيمة، والذي يأتي كل ذات محرم.
وفي إسناده ابن جريج، وهو ثقة، إلا أنه مدلس، وقد عنعن، وصفه النسائي وغيره بالتدليس، وقال الدارقطني: شر التدليس تدليس ابن جريج فإنه قبيح التدليس، لا يدلس الا فيما سمعه من مجروح، وذكره الحافظ في الطبقة الثالثة من المدلسين. ينظر: تعريف أهل التقديس (ص41رقم83).
3 - داود بن الحصين عن عكرمة.
- أخرجه أحمد في المسند (4/ 458ح2727)، وابن ماجه في السنن في كتاب الحدود، باب من أتى ذات محرم ومن أتى بهيمة (2564)، والطبراني في الكبير (11/ 226ح11568)، والطبري في تهذيب الآثار (1/ 554ح871 - 872)، وابن حزم في المحلى (11/ 387)، والبيهقي في السنن الكبرى في كتاب الحدود، باب ما جاء في حد اللوطي (8/ 232)، وابن الجوزي في ذم الهوى (ص162) من طريق إبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة.
- وأخرجه عبدالرزاق في المصنف في كتاب الطلاق باب من عمل عمل قوم لوط (7/ 364ح13492)، والطبراني في الكبير (11/ 226ح11569)، والطبري في تهذيب الآثار (1/ 555ح873 - 874)، والبيهقي في السنن الكبرى في كتاب الحدود، باب ما جاء في حد اللوطي (8/ 232)، وابن عدي في الكامل (1/ 360)، من طريق إبراهيم بن محمد بن أبي يحيى الأسلمي.
كلاهما (إبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة، وإبراهيم بن محمد بن أبي يحيى الأسلمي) عن داود بن الحصين، به.
وابن أبي حبيبة - ضعيف- كما في التقريب (146)، فالإسناد من طريقه ضعيف.
وإبراهيم بن محمد بن أبي يحيى الأسلمي - متروك - كما في التقريب (241)، فالإسناد من طريقه ضعيف جداً.
4 - عباد بن منصور: واختلف عليه:
فرواه عبدالوهاب بن عطاء الخفاف، عن عباد، عن عكرمة، موقوفاً على ابن عباس أنه قال في الذي يأتي البهيمة: «اقتلوا الفاعل والمفعول به».
- أخرجه أحمد في المسند (4/ 465ح2733)، وابن الجوزي في ذم الهوى (ص162).
- وأخرجه ابن عدي في الكامل (5/ 547) من طريق أبي كامل عن أبي داود، عن عباد، قال أبو كامل: فقلت أنا لأبي داود: «لم يرفعه، وليس بمرفوع»، فقال: «أهابه».
ورواه عبدالله بن بكر السهمي، عن عباد، عن عكرمة، عن ابن عباس، مرفوعاً في الذي يعمل عمل قوم لوط وفي الذي يؤتى في نفسه، وفي الذي يقع على ذات محرم وفي الذي يأتي البهيمة قال: «يقتل».
- أخرجه البيهقي في السنن الكبرى في كتاب الحدود، باب ما جاء في حد اللوطي (8/ 232)، وفي الشعب (7/ 330ح5088) وإسناده ضعيف، فإن عباد بن منصور ضعيف، لتدليسه، قال البخاري: «ربما دلس عباد عن عكرمة»، وهو في الطبقة الرابعة من المدلسين - وهم من اتفق على أنه لا يحتج بشيء من حديثهم إلا بما صرحوا فيه بالسماع، لكثرة تدليسهم عن الضعفاء والمجاهيل - وقد تغير بآخرة، ينظر: ميزان الاعتدال (2/ 377)، التبيين لأسماء المدلسين (ص122رقم41)، تعريف أهل التقديس (ص166رقم121)، الكواكب النيرات (ص474رقم18).
ولعل الحديث يرتقي بطرقه المتقدمة وشواهده الآتية إلى الحسن لغيره، ولذا قال الحاكم: «صحيح الإسناد»، ووافقه الذهبي، وصححه الألباني في إرواء الغليل (8/ 16ح2350).
وللحديث شواهد:
الأول: حديث جابر بن عبدالله رضي الله عنه.
¥