[مناظرة بين الكسائي وأبي يوسف]
ـ[أم محمد الظن]ــــــــ[13 - 10 - 10, 11:04 ص]ـ
[مناظرة بين الكسائي وأبي يوسف]
مناظرة بين الكسائي وأبي يوسف: ذات مرة في مجلس الرشيدي، الكسائي يقول لأبي يوسف: أن من أتقن اللغة العربية فلا يحتاج إلى كبير فقه، وكان أبو يوسف فقيهاً كبير الرأس في الفقه، وكان أحد أصحاب أبي حنبيفة، فكان أبو حنيفة له صاحبان، أبو يوسف ومحمد ابن الحسن الشيباني، وطبعاً أبو يوسف توفي قبل محمد بن الحسن، وكان أبو يوسف إماماً ثقة معظماً للحديث، فأبو يوسف الكسائي إمام العربية عن ابن حمزة، وإمام ثقة ثبت وقراءته أحد القراءات السبع المشهورة قراءة الكسائي.
ففي إحدى المرات في مناظرة بينهم، قال الكسائي: إن من أتقن اللغة العربية يعرف الفقه تلقائياً، وقال له: أجبني يا أبا يوسف بفقهك، ما تقول في رجل قال لإمرأته أنت طالق طالق طالق، أو رجل قال لإمرأته أنت طالق وطالق وطالق أو رجل قال لإمرأته أنت طالق ثم طالق ثم طالق؟ أي هذه تقع؟ قال أبو يوسف: كلها , وهذا مذهب الأئمة الأربعة.
مذهب الأئمة الأربعة، إذا طلق الرجل امرأته ثلاث مرات في كل مره علي حدها: تكون طالق ثلاثاً لا تحل له حتى تنكح زوجاً غيره، هذا كلام الأئمة الأربعة وجماهير أصحابهم وخالف في هذا ابن تيمية رحمة الله عليه ولم يدخل في البحث.
فالكسائي عندما طرح المسألة قال: طالق طالق طالق، واللفظ الثاني طالق وطالق وطالق زاد الواو، واللفظ الثالث: طالق ثم طالث ثم طالق، فأبو يوسف على مقتضى الفقه قال له: كلها تقع، فالكسائي قال له: لا، التي تقع الأخيرة فقط، وهي طالق ثم طالق ثم طالق، لماذا؟ لأن ثم تفيد الترتيب مع التراخي كأنه طلقها ثم خرج فدخل فطلقها ثم خرج فدخل فطلقها، أو كان فيه فاصل ما بين هذه الطلقات ممكن تكون في مجالس متعددة، أما طالق طالق طالق، فإن طالق الثانية هي عين الأولى كأنه تأكيد، كما لو قال رجل للآخر: أنت الكريم الكريم الكريم، فالكريم الثانية والثالثة تأكيد للكريم الأولى، فالمهم حصل بينهم مناظرة والرشيد يستمع لهم، كان لا يقترب آنذاك من مجلس الخلافة إلا واحد ثقيل درس، فكان الناس على الأقل حتى الذين يطلبون الدنيا كانوا يتهافتون على مجالس العلماء حتى يتعلم ويستطيع أن يصل إلى الخليفة أو يصل إلى الوزير وما إلى ذلك.
من الشريط السابع والأربعون فك الوثاق للشيخ أبي إسحاق الحويني
ـ[إسحاق يونس خليفة عبد الصمد]ــــــــ[18 - 10 - 10, 02:15 م]ـ
لطيفة ... أحسن الله إليك
ـ[عبد الله الشريف]ــــــــ[18 - 10 - 10, 03:56 م]ـ
أذكر قصة أخرى حصلت أيضا مع الإمام الكسائي في بدائع الصنائع للكاساني: وَحُكِيَ أَنَّ مُحَمَّدَ بن الْحَسَنِ قال لِلْكِسَائِيِّ وكان الْكِسَائِيُّ ابْنَ خَالَتِهِ لِمَ لَا تَشْتَغِلُ بِالْفِقْهِ مع هذا الْخَاطِرِ فقال من أَحْكَمَ عِلْمًا فَذَاكَ يَهْدِيهِ إلَى سَائِرِ الْعُلُومِ فقال مُحَمَّدٌ أنا أُلْقِي عَلَيْك شيئا من مَسَائِلِ الْفِقْهِ فَخَرِّجْ جَوَابَهُ من النَّحْوِ فقال هَاتِ قال فما تَقُولُ فِيمَنْ سَهَا في سُجُودِ السَّهْوِ فَتَفَكَّرَ سَاعَةً ثُمَّ قال لَا سَهْوَ عليه، فقال من أَيِّ بَابٍ من النَّحْوِ خَرَّجْتَ هذا الْجَوَابَ؟ فقال من بَابِ أَنَّهُ لَا يُصَغَّرُ الْمُصَغَّرُ فَتَحَيَّرَ من فِطْنَتِهِ.
ـ[أبو يحيى الصحيح المغربي]ــــــــ[18 - 10 - 10, 04:09 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكرا للأخت على نقل هذه المعلومة، ولشيخنا أبا إسحاق الحويني على طريقته المعتادة في إيصال المعلومة، وما أحوجنا إلى مثل هؤلاء العلماء الذين كان لهم الفضل في إيصال العلم إلينا غضا طريا. ويمكن الخروج باستفادات كثيرة من هذه المناظرة