تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وروايته به بلفظ: ((رأَيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعقد التسبيح)) أَخرجه الحاكم في: ((المستدرك)): (1/ 547).

2 - محمد بن عبد الأَعلى الصنعاني. وهو ثقة.

3 - الحسين بن محمد الذراع البصري. صدوق.

كلاهما به بلفظ: ((رأَيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعقد التسبيح)) أَخرجه النسائي في: ((سننه)): (3/ 79). ومن طريق محمد بن عبد الأَعلى الصنعاني, أَخرجه الترمذي بلفظ: ((رأَيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعقد التسبيح بيده)). وقال الترمذي: (هذا حديث حسن غريب, من هذا الوجه, عن الأَعمش عن عطاء بن السائب. وروى شعبة والثوري هذا الحديث عن عطاء بن السائب, بطوله).

4 - أَبو الأَشعث أَحمد بن المقدام العجلي البصري. صدوق.

ولفظه: ((رأَيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعقد التسبيح)) أَخرجه البغوي في: ((شرح السنة)): (5/ 47). وبلفظ: ((رأَيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعقد التسبيح بيده)) رواه ابن حبان, كما في: ((موارد الظمآن)): (ص / 580).

5 - عبيد الله بن ميسرة البصري. ثقة ثبت.

قال أَبو داود - رحمه الله تعالى - في: ((سننه)) (2/ 81): (حدثنا عبيد الله بن ميسرة, ومحمد بن قدامة, في آخرين قالوا: حدثنا عثام, عن الأَعمش, عن عطاء بن السائب عن أَبيه, عن عبد الله بن عمرو بن العاص, قال: رأَيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعقد التسبيح. - قال ابن قدامة: بيمينه -). انتهى.

6 - محمد بن قدامة المصيصي. ثقة. من شيوخ أَبي داود. رواه أَبو داود في: ((سننه)): (2/ 81) , والبيهقي من طريقه في: ((السنن الكبرى)): (2/ 187).

فهؤلاء خمسة من تلاميذ عثام, وهم ما بين: ثقة ثبت, أَو ثقة, أَو صدوق, ومنهم أَخصهم به: ابنه على بن عثام, الإِمام الثقة الحافظ - كما وصفه الذهبي بذلك - كلهم به بلفظ: ((يعقد التسبيح)).

واختلف محمد بن عبد الأَعلى, وأَحمد بن المقدام, فقالا مثل ذلك, وفي لفظ من طريقهما: ((يعقد التسبيح بيده)).

وهي لا تخرج عن معنى روايتهما مع الآخرين: ((يعقد التسبيح))؛ لأَن العقد لا يكون إِلاَّ باليد. فهذان اللفظان خرجا مخرج الصحيح.

وانفرد شيخ أَبي داود: محمد بن قُدامة المصيصي, من بين الآخرين عن عثام بلفظ: ((يعقد التسبيح بيمينه)) , ولم يتابعه عليها أَحد, وليس لها شاهد.

قالها مخالفاً جميع الرواة عن عثام, عن الأَعمش به, ومخالفاً جميع أَقران الأَعمش به, فهي من باب مخالفة الثقة لمن هو أَوثق منه, وفي أَقرانه: أَخص الناس بعثام: ابنه علي, وفيهم شيخ أَبي داود: عبيد الله بن ميسرة, الثقة الثبت.

ومخالفاً جميع أَقران الأَعمش الذين رووه عن عطاء, وفيهم: شعبة, والثوري, وحماد بن زيد, وابن علية, وزهير بن حرب, وجرير بن عبد الحميد, وغيرهم, وناهيك بهم في العدالة والضبط والإِتقان. وكلهم يقولون: ((بيده)).

ورواية سفيان عن عطاء به بلفظ: ((ولقد رأَيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعد هكذا, وَعَدَّ بأَصابعه)). أَخرجه عبد الرزاق: (2/ 223). ليس فيهم واحد يقول: ((بيمينه)).

فليس هذا الاختلاف صادراً عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولا عن الصحابي رواي الحديث - رضي الله عنه - وإِنما هو ناشئ من تفاوت الرواة في الحفظ والضبط, فهذه اللفظة ((بيمينه)) من شيخ أَبي داود محمد بن قدامة, مخالفاً جميع أَقرانه, وفيهم من هو أَحفظ منه وأَضبط. وقاعدة التخريج: أَن الحديث, إِذا اتحد مخرجه كهذا الحديث؛ امتنع حمله على التعدد, وهذا الحديث ((متحد المخرج)): عطاء عن السائب عن عبد الله بن عمرو بن العاص, لا غير: فصارت هذه اللفظة ((بيمينه)) خطأ من ابن قدامة ولابد, خالف بروايتها جميع الرواة من أَقرانه وفيهم من هو أَوثق منه, وأَقران الأَعمش وكلهم أَوثق منه, فهي لفظة شاذة غير محفوظة. قال شيخ المفسرين الحافظ أَبو جعفر ابن جرير - رحمه الله تعالى - في: ((تفسيره)): (9/ 566): ((والحفاظ الثقات إِذا تتابعوا على نقل شيء بصفة فخالفهم واحد منفرد ليس له حفظهم؛ كانت الجماعة الأَثبات أَحق بصحة ما نقلوا من الفرد الذي ليس له حفظهم). انتهى.

وهذا معنى مقرر في كتب الاصطلاح, كما في: ((النكت)) لابن حجر: (2/ 691 - 692) و ((هدي الساري)) له: (ص / 348, 356, 384) و ((صيانة صحيح مسلم) لابن الصلاح: (ص / 139, 154).

ويؤكِّد هذا الشذوذ من جهة المتن أُمور:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير