فقد سألتُ الشيخ محمد عمرو بن عبداللطيف رحمه الله عن هذه الزيادة فقال شاذة, تفرد بها محمد بن قدامة, قلتُ له الشيخ بكر أبوزيد رتب على القول بشذوذها حكماً فقهيا بأن يكون التسبيح على اليدين معاً. فقال الزيادة شاذة وأما التسبيح على اليدين فلا أدري.
رحم الله الشيخ لم يكن يستحي من قول لا أدري.
ـ[محمد الحارثي]ــــــــ[01 - 11 - 10, 09:01 ص]ـ
في مجلة البحوث الإسلامية العدد 21 بحث للشيخ فريح بن صالح البهلال قدم له الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله رحمة واسعة فقال: الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، أما بعد:
فقد اطلعت على المقال الذي كتبه الابن العلامة الشيخ فريح بن صالح البهلال وسماه " فتح المعين بتصحيح حديث عقد التسبيح باليمين " فألفيته مقالا جيدا مفيدا قد اعتنى فيه المؤلف بطرق الحديث المذكور، مع بيان الأحاديث الواردة في أنواع الذكر بعد الصلاة وعند النوم وعزوها إلى مخرجيها، ولقد أجاد وأفاد وأحسن، فجزاه الله خيرا وزاده من العلم والتوفيق، وإني أنصح إخواني طلبة العلم بقراءة هذا المقال والاستفادة منه لعظم فائدته مع إيجازه، وأسأل الله أن يوفقنا جميعا للفقه في الدين والثبات عليه، وأن يعيذنا جميعا من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا ومن مضلات الفتن، إنه سميع قريب، قاله ممليه الفقير إلى الله تعالى عبد العزيز بن عبد الله بن باز سامحه الله، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه.
عبد العزيز بن عبد الله بن باز
الرئيس العام
لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد
وإليكم هذا البحث:
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين وبعد:
فإليك - يا أخي المسلم - حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما في عقد التسبيح باليد اليمين قد فتشت عنه في مصادر الحديث وفي كلام أهل العلم فظهر لي أن الحديث صحيح لا غبار عليه بوجه من الوجوه.
وقد جمعت ما توصلت إليه من البحث فيه ليسهل علي الرجوع إليه عند الحاجة، وما توفيقي إلا بالله، عليه توكلت وبه اعتصمت، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
وهذا هو:
عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: «رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يعقد التسبيح بيده». وفي رواية: بيمينه، رواه الإمام أحمد والنسائي والبخاري في الأدب المفرد، وأبو داود والترمذي وابن أبي شيبة وابن حبان وابن ماجه والحاكم وعبد الرزاق والبيهقي والبغوي.
فالإمام أحمد والبخاري وابن ماجه وعبد الرزاق رووه مطولا.
والنسائي وأبو داود والترمذي وابن حبان والبغوي رووه مختصرا ومطولا.
وابن أبي شيبة والحاكم والبيهقي رووه مختصرا.
ففي مسند الإمام أحمد ج2 \ ص 160: ثنا جرير، عن عطاء بن السائب، عن أبيه، عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «خلتان من حافظ عليهما أدخلتاه الجنة، وهما يسير، ومن يعمل بهما قليل. قالوا: وما هما يا رسول الله؟ قال: أن تحمد الله وتكبره وتسبحه في دبر كل صلاة مكتوبة عشرا عشرا، وإذا أتيت مضجعك تسبح الله وتكبره وتحمده مائة مرة، فتلك خمسون ومائتان باللسان، وألفان وخمسمائة في الميزان، فأيكم يعمل باليوم والليلة ألفين وخمسمائة حسنة؟ قالوا: كيف من يعمل بهما قليل. قال: يجيء أحدكم الشيطان في صلاته فيذكره حاجة كذا وكذا فلا يقولها، ويأتيه عند منامه فينومه فلا يقولها. قال: ورأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يعقدهن بيده».
وفي المسند أيضا قال الإمام أحمد ج2 \ ص 205: حدثنا محمد بن جعفر، ثنا شعبة، عن عطاء به، وساقه إلى أن قال: «فلقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يعقدهن في يده».
وفي الأدب المفرد ص (417) قال الإمام البخاري رحمه الله: حدثنا أبو نعيم، قال: حدثنا سفيان، عن عطاء به، وساقه إلى أن قال: «فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم يعقدهن بيده».
وفي سنن ابن ماجه ج1 \ ص (299) قال رحمه الله: حدثنا أبو كريب، ثنا إسماعيل ابن علية ومحمد بن فضيل وأبو يحيى التيمي وأبو الأجلح، عن عطاء بن السائب به، وساقه إلى أن قال: «فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يعقدها بيده».
¥