تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[ما صحة حديث يا موسى، لا تأمن عقابي ولو رأيت نفسك في الجنة]

ـ[احمد ابو انس]ــــــــ[28 - 10 - 10, 05:48 م]ـ

وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم عن جبريل عليه السلام عن الله تعالى، أنه قال: يا موسى خمس كلمات ختمت بهن التوراة، فان عملت بهن، نفعك علم التوراة، وان لم تعمل بهنّ، لم ينفعك علم التوراة:

أولهنّ: يا موسى، كن واثقا برزقي المضمون لك ما لم تر خزائني نفدت.

الثانية: يا موسى، لا تخافنّ سلطان الأرض ما لم تر سلطاني زائلا.

والثالثة: يا موسى، لا تجسس عن عيب أحد ما لم تخل من العيوب.

الرابعة: يا موسى، لا تدعنّ محاربة الشيطان ما دام روحك في جسدك.

الخامسة: يا موسى، لا تأمن عقابي ولو رأيت نفسك في الجنة.

وقال: يا أخي، اياك أن تعيّر أحدا بما فيه، فاني أخشى أن يبتليك الله ويعافيه، ولا تستر على الفاجر الظاهر فجوره، ولا على من لا يستتر بالمعصية ويعلن بها.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"لا يرى امرؤ من أخيه عورة، فيسترها عليه الا أدخله الله الجنة".

ما صحة هذا الحديث؟

ـ[أبو القاسم البيضاوي]ــــــــ[30 - 10 - 10, 07:47 ص]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

بالنسبة لهذا الخبر فلم أجده , وضاهر أنه من الاسرائيليات , وفي متنه ما ينكر.

أما:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"لا يرى امرؤ من أخيه عورة، فيسترها عليه الا أدخله الله الجنة".

ما صحة هذا الحديث؟

فهذا حديث مستقل , رواه:

عبد بن حميد في مسنده (المنتخب 279/ 1) و الطبراني في الصغير (253/ 2) و أبي الشيخ الاصبهاني في التوبيخ (60/ 1) و الخرائطي في المكارم (ح: 390) و ابن الفاخر في موجبات الجنة (147/ 1 - 146) وابن الجوزي في العلل (787/ 2) , ويرويه أيضا الدينوري في المجالسة (464/ 4) و مصنف الكتاب [متهم ساقط]: من طرق عن خالد بن إلياس , واختلف عنه فرواه:

1 - القعنبي [ثقة ثبت]

2 - واسحاق بن عيسى الطباع [ثقة صدوق]: عنه عن يحيى بن عبد الرحمن [ثقة ذو قدر]، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن [ثقة حافظ إمام]، عن أبي سعيد الخدري [1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -] قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ... فذكره بنحوه.

وخالفهم:

1 - ابو معاوية الضرير [ثقة حافظ ثبت في الاعمش قد يهم في غيره]

2 - أبو عامر العقدي [ثقة حافظ] و غيرهما فرووه عنه عن يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب، عن أبي سعيد الخدري عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ... به , ولم يذكروا ابا سلمة في الاسناد! وهذا الاضطراب من خالد بن إلياس فإنه [متروك الحديث ذاهبه] قال البخارى، عن الامام أحمد: ((منكر الحديث)) و قال أبو طالب، عن الامام أحمد: ((متروك الحديث)) و قال عباس الدورى، عن يحيى بن معين: ((ليس بشىء، و لا يكتب حديثه)) و قال معاوية بن صالح، عن يحيى: ((ضعيف)) و قال ابن أبى حاتم، عن أبيه: ((ضعيف الحديث، منكر الحديث، قيل: يكتب حديثه؟ قال: زحفا)) وقال: و سئل أبو زرعة عنه، فقال: ((ضعيف، ليس بقوى، سمعت أبا نعيم يقول: لا يسوى حديثه، و سكت، و ذكر بعد لا يسوى حديثه: فليسين)) و قال البخارى: ((منكر الحديث، ليس بشىء)) و قال النسائى: ((متروك الحديث)) و قال أيضا: ((ليس بثقة، و لا يكتب حديثه)).

قلت: وقد روي من وجه آخر رواه الطبراني في الاوسط (131/ 2 - 132) من طريق معلى بن عبد الرحمن قال حدثنا عبد الحميد بن جعفر [صدوق تكلم فيه للقدر] عن أبيه [جعفر بن عبد الله , وُثِّقْ] عن يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب عن أبي سعيد الخدري 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - قال: قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ... فذكره , قلت: ورواه الطبراني أيضا من نفس الطريق إلى معلى عن عبد الحميد بن جعفر عن يزيد بن أبي حبيب عن أبي الخير عن عقبة بن عامر عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ... فذكره.

قلت: وهذا أيضا مضطرب , و آفته معلى هذا فقد تفرد به وهو [متروك كذبوه] قال أبو داود: سمعت يحيى بن معين: ـ و سئل عن المعلى بن عبد الرحمن ـ فقال: ((أحسن أحواله عندى أنه قيل له عند موته: ألا تستغفر الله. فقال: ألا أرجو أن يغفر لى و قد وضعت فى فضل على بن أبى طالب سبعين حديثا)) و قال عبد الله بن علي ابن المدينى، عن أبيه: ((" ضعيف الحديث " و ذهب إلى أنه كان يضع الحديث. قال: " و رميت بحديثه "، و ضعفه جدا.)) و قال فى موضع آخر: ((أخذ أحاديث من أحاديث أبى الهيثم ـ يعنى خالد بن القاسم المدائنى ـ و عن الليث بن سعد و ذهب إلى أنه كان يكذب ـ يعنى أنه سرق أحاديث من أحاديث خالد المدائنى و رواها ـ)) و قال أبو زرعة: ((ذاهب الحديث)) و قال ابن أبي حاتم: ((سألت أبي عنه فقال: ((ضعيف الحديث، كأن حديثه لا أصل له)) و قال مرة: ((متروك الحديث)) و قال أبو حاتم بن حبان: ((يروى عن عبد الحميد بن جعفر المقلوبات لا يجوز الأحتجاج به إذا انفرد)) و قال الدارقطنى: ((ضعيف كذاب)) و قال أبو أحمد بن عدى: ((أرجو أنه لا بأس به))!! , قلت: غفر الله لك يا إمام فإن به كل البأس.

قلت: وخلاصة ما تبين لي أن هذا الحديث [باطل] و يغني عنه ما جاء عند الشيخان من حديث ابن عمر عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أنه قال: ((المسلم أخو المسلم، لا يظلمه ولا يسلمه، ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه كربة من كربات يوم القيامة، ومن ستر مسلما ستره الله يوم القيامة)) , و في الباب عن عدد من الصحابة عند الترمذي و ابن ماجه و غيرهما.

و الله أعلم.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير