تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وروى هِشامُ بنُ يُوسُف، وابنُ ثورٍ، عن مَعمَرٍ، عنِ الزُّهرِيِّ، قال: قال النبي ج: أطيبُ الشّرابِ الحُلوُ البارِدُ.

فقال أبُو زُرعة: المُرسلُ أشبهُ.

صورة المسألة ((اختلاف في الوصل والإرسال)):

أن هذا الحديث يرويه معمر واختلف عليه:

فرواه ابن عيينة عن معمر عن الزهري عن عروة عن عائشة متصلاً.

وخالفه هشام بن يوسف، و ابن ثور فروياه عن معمر عن الزهري مرسلاً، بغير ذكر عروة، وعائشة.

ويرى أبو زرعة ـ ? ـ أن المرسل أشبه بالصواب.

قلت: رواية ابن عيينة أخرجها الترمذي ((1895))، وأحمد ((6/ 38، 40)) وغيرهما.

وتابع هشام بن يوسف، وابن ثور عبد الله بن المبارك أخرج روايته الترمذي ((1896))، وعبد الرزاق كما في مصنفه ((10/ 426)) أربعتهم ((هشام، وابن المبارك، وعبد الرزاق، وابن ثور)) عن معمر عن الزهري مرسلاً.

وتابع معمر على الوجه الصواب عنه، يونس بن يزيد الأيلي أخرج روايته الترمذي ((1896)) وابن أبي شيبة ((8/ 36)) فرواه عن الزهري مرسلاً.

تعليل الجواب:

لماذا قال أبو زرعة: المرسل أشبه؟

أقول والله تعالى أعلم، أنه قال المرسل أشبه لأمور منها:

أولاً: لأن أصحاب معمر الأثبات فيه، هشام بن يوسف، وابن المبارك، وعبد الرزاق رووه عن معمر عن الزهري مرسلاً، ثم هم أكثر عدداً ممن وصله، وإن كان من وصله ثقة ثبت وهو ابن عيينة، ولكنه ليس من أصحاب معمر

ثانياً: أن من رواه عن الزهري مرسلاً سلك غير الجادة المعهودة، فدل ذلك على صحة الرواية المرسلة، وأن من رواه عن الزهري عن عروة عن عائشة سلك بذلك الجاده فدل ذلك على خطئه، وعدم صحة روايته.

ثالثاً: تابع معمر على الوجه الصحيح عنه وهو الإرسال، يونس بن يزيد الأيلي، وهو من أصحاب الزهري الأثبات فيه، العالمين بحديثه، فرواه عن الزهري مرسلاً، فدل ذلك على أن الصحيح عن معمر الإرسال كما قال أبو زرعة رحمه الله.

أقوال العلماء (1):

قال الترمذي: هكذا روى غير واحد عن ابن عيينة مثل هذا عن معمر عن الزهري عن عروة عن عائشة والصحيح ما روي عن الزهري عن النبي صلى الله عليه و سلم مرسلا.

وهكذا روى عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن النبي صلى الله عليه و سلم مرسلا وهذا أصح من حديث ابن عيينة رحمه الله.

وقال الدارقطني في العلل ((14/ 119)): والمُرسَلُ أَشبَهُ بِالصَّوابِ، ولَم يُتابَع ابن عُيَينَة عَلَى ذَلِك.

وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه فإنه ليس عند اليمانيين عن معمر (2).

وقال البيهقي في معرفة السنن ((10/ 261)): وكذلك رواه جماعة عن ابن عيينة، ورواه ابن المبارك وعبد الرزاق عن معمر عن الزهري أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل أي الشراب أطيب؟ قال: الحلو البارد. هكذا منقطعاً وهو أصح.

وقال في الآداب ((420، 421)): هكذا رواه ابن عيينة موصولا.

وقال بعد ذكر الطريق المرسل: هذا أصح، وكذلك رواه ابن المبارك، عن معمر مرسلا، وكذلك رواه يونس بن يزيد، عن الزهري مرسلا.

والله تعالى أعلم

والحمد لله رب العالمين

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــ

(1) راجع الكامل ابن عدي 3/ 231، 4/ 184

(2) يصلح قول الحاكم هذا أن يكون تعليلاً رابعاً، من باب بلدي الرجل أعلم به، فهشام بن يوسف، وعبد الرزاق، ومحمد بن ثور يمانيِّين، وسفيان بن عيينة ليس كذلك.

ـ[أبو القاسم البيضاوي]ــــــــ[02 - 11 - 10, 04:59 ص]ـ

أحسنت أخي الكريم , بارك الله فيك

يصلح قول الحاكم هذا أن يكون تعليلاً رابعاً، من باب بلدي الرجل أعلم به، فهشام بن يوسف، وعبد الرزاق، ومحمد بن ثور يمانيِّين، وسفيان بن عيينة ليس كذلك.

كان أصوب أن تذكر هذه العلة مع أخواتها

و أحسنت على أي حال.

ـ[أبو الحسن حليفي]ــــــــ[02 - 11 - 10, 11:41 ص]ـ

أحسنت أخي الكريم , بارك الله فيك

كان أصوب أن تذكر هذه العلة مع أخواتها

و أحسنت على أي حال.

وفيك بارك الله، وأحسن الله إليك.

أذكر هذا التعليل إن شاء الله مع التعليلات الأخرى

ـ[كاوا محمد ابو عبد البر]ــــــــ[05 - 11 - 10, 03:08 ص]ـ

بارك الله فيك

ـ[أبو الحسن حليفي]ــــــــ[05 - 11 - 10, 09:00 م]ـ

بارك الله فيك

وفيك بارك الله

ـ[أبو الحسن حليفي]ــــــــ[05 - 11 - 10, 09:09 م]ـ

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير