تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

4 ـ قال ابن أبي حاتم ((141)):

وسُئِل أبُو زُرعة عَن حدِيثٍ؛ رواهُ عُثمانُ بنُ أبِي شيبة، عن يحيى بنِ يمانٍ، عن سُفيان، عن مُحمّدِ بنِ إِسحاق، عن أبِي جعفرٍ، عن جابِرٍ، قال: كان السِّواكُ مِن أذُنِ النّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، موضِع القلمِ مِن أُذُنِ الكاتِبِ.

قال أبُو زُرعة: هذا وهمٌ، وهِم فِيهِ يحيى بنُ يمانٍ.

صورة المسألة ((وهم في المتن الإسناد)):

قلت: رواية يحيي بن يمان أخرجها ابن عدي في الكامل ((7/ 237))، والطبراني كما في شرح العلل لابن عبد الهادي ((187)) وغيرهما.

وأخرجه أبو داود ((47)) من طريق عيسى بن يونس،

والترمذي ((23)) من طريق عبدة بن سليمان،

والنسائي في الكبرى ((3/ 291)) من طريق محمد بن سلمة،

والإمام أحمد ((4/ 113)) من طريق يعلى ومحمد ابنا عبيد، وفي ((4/ 116)) من طريق محمد بن فضيل، وفي ((5/ 193)) من طريق علي بن ثابت.

فكل هؤلاء الرواة (عيسى بن يونس، و عبدة بن سليمان، و محمد بن سلمة، و يعلى ومحمد ابنا عبيد، و محمد بن فضيل، و علي بن ثابت، وغيرهم) خالفوا يحيى بن يمان، فجعلوا شيخ ابن إسحاق هو محمد بن إبراهيم، وصحابي الحديث هو زيد بن خالد.

وخالفهم ابن يمان فجعل شيخ ابن إسحاق هو أبو جعفر، وصحابي الحديث هو جابر، وجعل فعل زيد بن خالد فعلاً لرسول ^، فوهم في المتن، والإسناد معاً.

تعليل الجواب:

لماذا قال أبو زرعة عن رواية يحيي بن يمان هذا وهم، وهم فيه يحيي بن يمان؟

أقول والله تعالى أعلم، أنه قال ذلك لأمور منها:

أولاً: يحيي بن يمان يخطئ ويهم كثيراً في الأحاديث، وقد قال فيه أبو زرعة كما في سؤالات البرذعي له ((2/ 393)): يهم كثيراً.

ثانياً: يحيي بن يمان لايتحمل التفرد عن سفيان، فهو له مفاريد عن الثوري لايتابع عليها، لم يروها عن سفيان أصحابه الأثبات فيه.

قال ابن معين كما في تاريخ الدوري ((3/ 319)): ربما عارضت بأحاديث يحيى بن يمان أحاديث الناس فما خالف فيها الناس ضربت عليه وقد ذكرت لوكيع شيئا من حديثه عن سفيان فقال وكيع ليس هذا سفيان الذي سمعنا نحن منه.

وقال في ((3/ 459)): قال لي وكيع إن سفيان الذي يحدث يحيى بن يمان عنه إن كان سفيان الذي لقيناه نحن فليس هو ذاك.

وقال ابن الجنيد في سؤالاته ((681)): سمعت يحيى بن معين يقول: يحيى بن يمان ليس بثبت، قال: وكيع هذه الأحاديث التي يحدث بها يحيى بن يمان ليست من أحاديث سفيان.

وقال ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ((9/ 199)): قرئ على العباس بن محمد الدوري قال سئل يحيى بن معين عن يحيى بن يمان فقال: لا يشبه حديثه عن الثوري أحاديث غيره عن الثوري.

قال الحافظ في التهذيب: وقال زكريا الساجي: ضعفه أحمد، وقال: حدث عن الثوري بعجائب.

وقال يعقوب بن شيبة: يحيى بن يمان ثقة أحد أصحاب سفيان وهو يخطئ كثيرا في حديثه.

ثالثاً: أن الثقات الأثبات الأكثر عدداً خالفوه في السند والمتن، فدل ذلك على وهمه.

والله تعالى أعلم

والحمد لله رب

العالمين

ـ[أبو الحسن حليفي]ــــــــ[10 - 11 - 10, 04:38 م]ـ

5 ـ قال ابن أبي حاتم ((187)):

وسُئِل أبُو زُرعة (1) عَن حدِيثٍ؛ رواهُ الحسنُ بنُ حمّادٍ الضّبِّيُّ، عن يحيى بنِ اليمانِ، عن مَعمَرٍ، عنِ الزُّهرِيِّ، عن سعِيدِ بنِ المُسيِّبِ، عن عُثمان بنِ عفّان، عنِ النّبِيِّ ^: أنّهُ توضّأ ثلاثًا ثلاثًا.

فقال أبُو زُرعة: وهِم فِيهِ يحيى بنُ يمانٍ ورواهُ هِشامُ بنُ يُوسُف، ومُحمّدُ بنُ ثورٍ، وعبدُ الرّزّاقِ، عن مَعمَرٍ، عنِ الزُّهرِيِّ، عن عطاءِ بنِ يزِيد، عن حُمران، عن عُثمان، عنِ النّبِيِّ ^.

صورة المسألة ((خلاف في شيخ الزهري)):

أن هذا الحديث يرويه معمر عن الزهري واختلف على معمر:

فرواه يحيى بن يمان عن معمر عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن عثمان.

وخالفه هِشامُ بنُ يُوسُف، ومُحمّدُ بنُ ثورٍ، وعبدُ الرّزّاقِ ثلاثتهم عن معمر عن الزهري عن عطاء بن يزيد عن حمران عن عثمان.

فهؤلاء الثلاثة جعلوا شيخ الزهري، هو عطاء بن يزيد، وزادوا في الإسناد حمران،

وأما يحيى بن يمان فجعل شيخ الزهري، هو سعيد بن المسيب، ولم يذكر حمران.

ويرى أبو زرعة ـ رحمه الله ـ أن يحيى بن يمان وهم في هذا الحديث.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير