قلت: رواية يحيى بن يمان أخرجها البزار ((2/ 33))، والطبراني في الأوسط ((4/ 148)).
ورواية عبد الرزاق أخرجها أبو داود ((106))، وأحمد ((1/ 59))، وهي في المصنف له ((139)).
وأخرجه البخاري في الصحيح ((1934)) من طريق عبد الله بن المبارك، والبزار ((429)) من طريق عبد الأعلى بن عبد الأعلى. كلهم ((هشام، وابن ثور، وعبد الرزاق، وابن المبارك، وعبد الأعلى)) عن معمر عن الزهري عن عطاء عن حمران عن عثمان.
تعليل الجواب:
لماذا وهم أبو زرعة ـ رحمه الله ـ رواية يحيى بن يمان؟
أقول والله تعالى أعلم، أنه وهم رواية يحيى بن يمان لأمور منها:
أولاً: يحيي بن يمان يخطئ ويهم كثيراً في الأحاديث، وقد قال فيه أبو زرعة كما في سؤالات البرذعي له ((2/ 393)): يهم كثيراً.
ثانياً: أن أصحاب معمر الأثبات فيه وهم عبد الرزاق وعبد الله بن المبارك، وهشام بن يوسف خالفوا يحيى بن يمان فرووه عن معمر عن الزهري عن عطاء عن حمران عن عثمان.
قال الدارقطني كما في سؤالات ابن بكير ((176/ 51)): أثبت أصحاب معمر وهشام بن يوسف، وعبد الله بن المبارك.
وقال ابن معين كما في سؤالات ابن طالوت ((53/ 10)): أكثر الناس في معمر عبد الرزاق.
وقال أبو زرعة الدمشقي في تاريخه ((1159)): قلت لأحمد كان عبد الرزاق يحفظ حديث معمر؟ قال نعم.
وقال يعقوب بن شيبة: عبد الرزاق متثبت في معمر، جيد الإتقان.
ثالثاً: أن هذا الحديث معروف ومشهور من رواية حمران عن عثمان، لا من رواية سعيد بن المسيب عن عثمان.
رابعاً: يحيى بن يمان سلك الجادة بقوله الزهري عن سعيد، فدل ذلك على وهمه وقلة ضبطه، إذ هي عليه أسهل.
خامساً: بلدي الرجل أعلم به، فهشام بن يوسف، ومحمد بن ثور، وعبد الرزاق يمانيين، ويحيى بن يمان كوفي، فهم أعلم به منهم.
أقوال العلماء:
قال الدارقطني في العلل ((3/ 21)): وَرَوَى هَذا الحَدِيث يَحيَى بن يَمانٍ، عَن مَعمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، فَوَهِم فِيهِ، فَرَواهُ عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَن سَعِيدِ بنِ المُسَيَّب، عَن عُثمانَ.
والصَّوابُ حَدِيثُ عَطاءِ بنِ يَزِيد.
وقال ابن عبد الهادي في تعليقه على العلل ((280)): وحديث يحيى بن اليمان هذا غير مخرج في شيء من السنن،ويحيى كثير الوهم والغلط والله أعلم.
والله تعالى أعلم
والحمد لله رب
العالمين
(1) انظر المسألة رقم ((2044)) من العلل.
ـ[أبو الوليد الأندلسي]ــــــــ[10 - 11 - 10, 07:49 م]ـ
بارك الله فيكم
ـ[أبا قتيبة]ــــــــ[10 - 11 - 10, 10:14 م]ـ
بارك الله فيكم
ـ[أبو الحسن حليفي]ــــــــ[10 - 11 - 10, 10:24 م]ـ
بارك الله فيكم
وفيكم بارك الله
ـ[إسلام الغرباوي]ــــــــ[10 - 11 - 10, 11:00 م]ـ
تعليقات نافعة
جزاك الله خيرا وبارك الله فيك أخي وصديقى العزيز
ـ[أبو الحسن حليفي]ــــــــ[13 - 11 - 10, 12:36 م]ـ
6 ـ قال ابن أبي حاتم ((187)):
وسُئِل أبُو زُرعة عَن حدِيثٍ؛ رواهُ الحسنُ بنُ حمّادٍ الضّبِّيُّ، عن يحيى بنِ اليمانِ، عن مَعمَرٍ، عنِ الزُّهرِيِّ، عن سعِيدِ بنِ المُسيِّبِ، عن عُثمان بنِ عفّان، عنِ النّبِيِّ ^: أنّهُ توضّأ ثلاثًا ثلاثًا.
فقال أبُو زُرعة: وهِم فِيهِ يحيى بنُ يمانٍ ورواهُ هِشامُ بنُ يُوسُف، ومُحمّدُ بنُ ثورٍ، وعبدُ الرّزّاقِ، عن مَعمَرٍ، عنِ الزُّهرِيِّ، عن عطاءِ بنِ يزِيد، عن حُمران، عن عُثمان، عنِ النّبِيِّ ^.
صورة المسألة ((خلاف في شيخ الزهري)):
أن هذا الحديث يرويه معمر عن الزهري واختلف على معمر:
فرواه يحيى بن يمان عن معمر عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن عثمان.
وخالفه هِشامُ بنُ يُوسُف، ومُحمّدُ بنُ ثورٍ، وعبدُ الرّزّاقِ ثلاثتهم عن معمر عن الزهري عن عطاء بن يزيد عن حمران عن عثمان.
فهؤلاء الثلاثة جعلوا شيخ الزهري، هو عطاء بن يزيد، وزادوا في الإسناد حمران،
وأما يحيى بن يمان فجعل شيخ الزهري، هو سعيد بن المسيب، ولم يذكر حمران.
ويرى أبو زرعة ـ رحمه الله ـ أن يحيى بن يمان وهم في هذا الحديث.
قلت: رواية يحيى بن يمان أخرجها البزار ((2/ 33))، والطبراني في الأوسط ((4/ 148)).
ورواية عبد الرزاق أخرجها أبو داود ((106))، وأحمد ((1/ 59))، وهي في المصنف له ((139)).
¥