وقال عباس الدوري في "تاريخه عن ابن معين" (4/ 265): سمعت يحيى يقول من خالف حماد بن سلمة في ثابت فالقول قول حماد قيل له: فسليمان بن مغيرة عن ثابت، قال: سليمان ثبت وحماد أعلم الناس بثابت.
و قال الإمام ابن رجب الحنبلي في شرح علل الترمذي (2/ 499 - 500):
(أصحاب ثابت البُناني: وفيهم كثرة وهم ثلاث طبقات:
الطبقة الأولى: الثقات:
كشعبة، وحماد بن زيد، وسليمان بن المغيرة، وحماد بن سلمة، ومعمر.
وأثبت هؤلاء كلهم في ثابت حماد بن سلمة، كذا قال أحمد في رواية ابن هانئ: "ما أحد روى عن ثابت أثبت من حماد بن سلمة".
وقال ابن معين: "حماد بن سلمة أثبت الناس في ثابت البناني".
وقال-أيضاً-: "حماد بن سلمة أعلم الناس بثابت، ومن خالف حماد بن سلمة في ثابت فالقول قول حماد".
وقال ابن المديني: "لميكن في أصحاب ثابت أثبت من حماد بن سلمة ثم من بعده سليمان بن المغيرة، ثم من بعده حماد بن زيد، وهي صحاح".
قال ابن رجب: يعني أحاديث هؤلاء الثلاثة عن ثابت.
وقال أبو حاتم الرازي: "حماد بن سلمة في ثابت وعلي بن زيد أحب إلي من همام، وهو أحفظ الناس، وأعلم بحديثهما، بين خطأ الناس".
قال ابن رجب: يعني أن من خالف حماداً في ثابت وعلي بن زيد قدم قول حماد عليه، وحكم بالخطأ على مخالفه.
وحكى مسلم في التمييز: "إجماع أهل المعرفة على أن حماد على أن حماد بن سلمة أثبت الناس في ثابت"
وحكى ذلك عن يحيى القطان وابن معين وأحمد وغيرهم من أهل المعرفة.
وقال الدارقطني: "حماد بن سلمة أثبت الناس في ثابت ".انتهى كلام ابن رجب.
ومما يدل على شدة ضبط حماد بن سلمة لحديث ثابت ما قاله عباس الدوري (4/ 266): قال يحيى: قال عفان: قال حماد بن سلمة: كنت آتى ثابتا فأقول له في الحديث فأجعل حديث عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أنس وحديث أنس عن عبد الرحمن بن أبي ليلى فآتيه فأقول له أنس فيقول لا عبد الرحمن بن أبي ليلى.
وكذلك ما رواه الدارقطني في كتاب"رؤية الله" (ص/132رقم171) حدثنا أحمد بن سلمان بن الحسن ثنا الحسن بن على بن شبيب قال: سمعت على بن عبد الله بن جعفر المدينى يقول: حدثنا بهز بن أسد حدثنا سليمان بن المغيرة عن ثابت عن أنس-رضي الله عنه- قال: (كنا نهينا فى القرآن أن نسأل عن شىء فكان يعجبنا أن يجىء الرجل من أهل البادية العاقل فيسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم)
قال علي: قال بهز: فحدثت بهذا الحديث حماد بن سلمة، فقال: هو مرسل.
فقلت له: إن سليمان بن المغيرة يعنى أسنده، قال علي يتهدده لسليمان أى: هو ثقة.
فقال حماد: هو كان يسألنى عن حديث ثابت.
قال على: وكان حماد بن سلمة أعلم الخلق بحديث ثابت.
فرواية حماد بن سلمة عن ثابت البناني من أصح الأسانيد وأقواها عن ثابت بإجماع أهل العلم، فيدل على أنه قد ضبطه، و اتقنه، و اعتنى به، و سلم من أوهامه.
قلت: أما نقل الشيخ عن ابن حبان في صحيحه (1
154): «كان يسمع الحديث عن أيوب وهشام وابن عون و يونس وخالد وقتادة عن ابن سيرين، فيتحرى المعنى ويجمع في اللفظ»،
فيلاحظ أن ابن حبان لم يذكر فيهم ثابت البناني، و هذا دليل على أن رواية حماد عن ثابت أمر مفروغ منه، و أنها صحيحة قطعا.
ملحوظة:
قال الشيخ: وهو هنا قد أخطأ وخالف بروايته رواية الثقات، والكتاب والسنة وأمراً معلوماً من الدِّين بالضرورة، وهو أن الله أعلم من جميع خلقه بكل شيء، بما في ذلك أمور دنياهم.
قلت: و لم أجد من خالفه، فاذا سلمنا ان حماد قد خولف هنا، فأن القول قول حماد لأنه أثبت الناس عن ثابت البناني.
وهذه الزيادة الباطلة صارت مفتاحاً لبني علمان ضدنا. حتى أن أحد العلمانيين كتب كتاباً بعنوان «أنتم أعلم بأمور دنياكم»، يدعو به للفصل بين الدين والسياسة، وهذا كفرٌ وردة بلا خلاف.
فهم ديننا لا نأخذه من أفهام بني علمان السقيمة و السخيفة، بل نأخذه من كلام العلماء الثقات العدول، و هم قد ردوا على هؤلاء القوم و ملئوا أفواههم بالتراب، و الله المستعان.
ـ[أحمد بن عبد المنعم السكندرى]ــــــــ[01 - 11 - 10, 12:24 م]ـ
رابعا: الرد على النصارى:
¥