تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

دراسة حديث: (اللهم أحيني مسكينًا ... )، ونقد جزء (التعليقة الأمينة)، للحلبي

ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[03 - 11 - 10, 09:29 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين. أما بعد:

فإن مما اشتهر من الأحاديث وانتشر: حديث: «اللهم أحيني مسكينًا، وأمتني مسكينًا، واحشرني في زمرة المساكين»، وقد عَدَّه غير واحدٍ من أهل العلم في الأحاديث المشهورة المنتشرة على الألسنة، وهو من أحاديث الرقاق التي تلين لها النفوس، فيتسارع تناقلها بين الناس.

وقد تكلم بعض أهل العلم في هذا الحديث، وصححه بعضٌ، ثم رأيت لـ (علي بن حسن الحلبي) رسالةً خصَّ فيها الحديثَ بالدراسة، وبدا لي فيها غير وجهٍ في النقد، فأحببتُ تحرير ذلك وبيانه.

والله المسؤول أن يوفق ويسدد ويعين.

أولاً: تخريج الحديث ودراسة أسانيده

جاء الحديث من حديث خمسة من الصحابة، فيما يلي تخريج رواياتهم ودراسة أسانيدها:

1 - حديث أنس بن مالك -رضي الله عنه-:

# التخريج:

أخرجه الترمذي (2352) -ومن طريقه ابن الجوزي في الموضوعات (3/ 141، 142) - عن عبدالأعلى بن واصل، وأبو نعيم في الخامس مما انتقاه الوخشي من حديثه (66/مخطوط) من طريق جعفر بن محمد بن شاكر، وابن الحمامي في التاسع من الفوائد المنتقاة من حديثه (13/مجموع مصنفاته)، والبيهقي في الكبرى (7/ 12)، وشعب الإيمان (1380)، والخطيب في المتفق والمفترق (452)؛ من طريق أحمد بن حازم بن أبي غرزة الغفاري، والبيهقي في الشعب (10025) من طريق أحمد بن مهران، والذهبي في سير أعلام النبلاء (15/ 434)، وتذكرة الحفاظ (3/ 851)؛ من طريق أبي حاتم الرازي؛ خمستهم (عبدالأعلى بن واصل، وجعفر بن شاكر، وابن أبي غرزة، وأحمد بن مهران، وأبو حاتم) عن ثابت بن محمد الزاهد الكوفي، عن الحارث بن النعمان الليثي، عن أنس، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «اللهم أحيِني مسكينًا، وأمِتني مسكينًا، واحشرني في زمرة المساكين يوم القيامة». فقالت عائشة: لِمَ يا رسول الله؟ قال: «إنهم يدخلون الجنة قبل أغنيائهم بأربعين خريفًا، يا عائشة؛ لا تُرَدِّي المسكين ولو بشِقِّ تمرة، يا عائشة؛ أحبِّي المساكين وقَرِّبيهم؛ فإن الله يُقرِّبك يوم القيامة»، لفظ عبدالأعلى بن واصل، وللباقين مثله.

# دراسة الإسناد:

قال الترمذي عقبه: «هذا حديثٌ غريب» ([1] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=40#_ftn1)).

وقال الدارقطني: «تفرد به الحارث عنه» ([2] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=40#_ftn2))، يعني: أنسًا -رضي الله عنه-.

وقال الحافظ أبو الفتح ابن أبي الفوارس: «هذا حديثٌ غريبٌ من حديث الحارث بن النعمان عن أنس» ([3] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=40#_ftn3)).

وقال الذهبي: «تفرد به ثابت بن محمد الزاهد؛ شيخ البخاري» ([4] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=40#_ftn4)).

فحَكَمَ الحفاظ بغرابة الحديث عن أنس؛ إذ يتفرد به: ثابت بن محمد، والحارث بن النعمان.

فأما ثابت بن محمد؛ فهو الكوفي الزاهد العابد الورع، قال فيه أبو حاتم: «صدوق»، وقال الحافظ مطيِّن: «ثقة» ([5] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=40#_ftn5))، وقال الدارقطني: «ليس بالقوي، لا يضبط، وهو يخطئ في أحاديث كثيرة» ([6] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=40#_ftn6))، وقال ابن عدي: «وثابت الزاهد هذا هو عندي ممن لا يتعمَّد الكذب، ولعله يخطئ ... ، وفي أحاديثه يشتبه عليه، فيرويه حسب ما يستحسنه والزهاد والصالحون؛ كثيرًا ما يشتبه عليهم، فيروونها على حُسن نِيَّاتهم» ([7] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=40#_ftn7))، وقال الخليلي: «ثقة متفق عليه» ([8] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=40#_ftn8)).

وقد روى عنه البخاري في صحيحه شيئًا يسيرًا.

والجرح الذي جُرِح به ثابتٌ جرحٌ مفسَّر، وقد صرَّح الدارقطني بأنه يخطئ كثيرًا، وابن عدي بأنه يشتبه عليه، ويروي على ما يظهر له وإن لم يكن له ضابطًا.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير