تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

أخرجه الروياني في مسنده (1412) من طريق صدقة بن عبدالله، عن طلحة بن زيد، عن موسى بن عبيدة، عن عبدالله بن دينار، عن عبدالله بن عمر، عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، أنه كان يقول: «اللهم توفَّني إليك فقيرًا، ولا توفَّني غنيًّا، واحشُرني في زُمرة المساكين يوم القيامة؛ فإن أشقى الأشقياء من اجتَمَع عليه فقرُ الدنيا وعذابُ الآخرة».

# دراسة الإسناد:

هذا الإسناد واهٍ شديد الضعف -إن لم يكن موضوعًا-، ولا يُشتغل به.

ففيه صدقة؛ أحاديثه مناكير، وضعَّفه الجمهور، وطلحة؛ متروكٌ متَّهمٌ بوضع الحديث، وموسى؛ ضعيف الحديث عامةً، ومنكر الحديث عن عبدالله بن دينار خاصةً.

5 - حديث عبدالله بن عباس -رضي الله عنهما-:

# التخريج:

أخرجه الشيرازي في الألقاب -كما في اللآلئ المصنوعة للسيوطي (2/ 275) - من طريق منهال بن رضوى -كذا-، عن طلحة بن عمرو، عن عطاء، عن ابن عباس، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «اللهم أحيِني مسكينًا، وتوفَّني مسكينًا، واحشُرني في زُمرة المساكين».

# دراسة الإسناد:

هذا الإسناد واهٍ؛ لم أعرف بعض رجاله، وطلحة بن عمرو متروك الحديث.

# الخلاصة:

ورد الحديث عن خمسةٍ من الصحابة:

- عن أنس بن مالك؛ من طريقٍ تفرد بها ضعيفان أحدهما منكر الحديث، وله مناكير عن أنس خاصة.

- وعن أبي سعيد الخدري من رواية عطاء بن أبي رباح عنه، وعطاء لم يسمع من أبي سعيد، وجاء عن عطاء من طريقين واهيتَين؛ إحداهما: راويها ضعيفٌ جدًّا، واضطرب فيها -على ذلك-، والأخرى من رواية ضعيفٍ اتَّهمه ابن معين بالكذب، وكان تلميذه يروي المناكير عن الضعفاء، وهذا منها. وحديثُ عطاءٍ من الشهرة والمعرفة بما لا يمكن أن يصحَّ عنه من هاتَين الطريقَين المنكرتَين.

- وعن عبادة بن الصامت؛ تفرد به راوٍ مجهول العين، وتفرُّدُ مثلِه عن شيخِه منكر.

- وعن عبدالله بن عمر، وإسناده أضعف ما للحديث؛ لاجتماع عدَّة ضعفاء فيه، وأحدهم متَّهمٌ بالوضع.

- وعن عبدالله بن عباس بإسنادٍ واهٍ، فيه راوٍ متروك الحديث.

وهذه الطرق شديدة الضعف؛ لا يعطي بعضُها بعضًا تقويةً ولا عضدًا، بل لعل بعضَها يزيد بعضًا وهاءً، قال ابن القيم -في حديثٍ-: « ... فإن قيل: لم ينفرد عكرمة بن عمار بهذا الحديث، بل قد توبع عليه ... ، قيل: هذه المتابعة لا تفيده قوة؛ فإن هؤلاء مجاهيل لا يُعرفون بنقل العلم، ولا هم ممن يُحتَجُّ بهم ... ، فهذه المتابعة أن لم تَزِده وهنًا؛ لم تَزِده قوة» ([1] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=40#_ftn1)).

والضعفاء إذا تواردوا على الحديث الذي رواه بعض الهلكى؛ دلَّ على أنه مما كان مشهورًا عند الرواة، ويُدخَل على الضعفاء، ويوضَع لهم، وتُرَكَّب لهم أسانيده، فيروونه على أنه من حديثهم، وليس هو كذلك.

قال الشيخ المعلمي -في حديثٍ-: «الآفة فيه محمد بن يحيى بن ضرار، راجع ترجمته في (اللسان)، وقد سرقه منه جماعة، فأدخلوه على بعض من لا يتعمَّد الكذب»، ثم قال: « ... والذي تولى كِبْره محمد بن يحيى بن ضرار كما مَرَّ، والباقون بين سارقٍ ومُدخَلٍ عليه» ([2] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=40#_ftn2)).

وهذه النتيجة هي ما حكم به بعض الأئمة:

فقد نقل ابن حجر عن أحمد بن نصر الداودي قوله -ملخَّصًا-: «وأما الحديث الذي أخرجه الترمذي: «اللهم أحيِني مسكينًا، وأمِتني مسكينًا ... » الحديث؛ فهو ضعيف ... » ([3] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=40#_ftn3))،

وأخرج البيهقي حديث عبادة، ثم حديث أنس، ثم قال: «وأما قوله -إن كان قالَه-: «أحيِني مسكينًا، وأمِتني مسكينًا»؛ فهو -إن صَحَّ طريقه، وفيه نظر- ... » ([4] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=40#_ftn4)).

وقال ابن تيميَّة: «وفي هذا المعنى الحديث المأثور -إن كان محفوظًا-: «اللهم أحيِني مسكينًا ... »» ([5] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=40#_ftn5))، وقال -وسُئل عن الحديث-: «هذا يُروى، لكنه ضعيفٌ لا يثبُت، ومعناه: أحيني خاشعًا متواضعًا، لكن اللفظ لم يثبُت» ([6] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=40#_ftn6)).

وسبق تضعيف ابن كثير لحديثَي أنس وأبي سعيد الخدري.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير