ـ[أحمد بن سالم المصري]ــــــــ[05 - 11 - 10, 10:41 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
تخريج الحديث على طريقة تحفة الأشراف:
1 - لقد رتَّب الإمام المزي الكتاب على مسانيد الصحابة، ثم رتب أسماء الصحابة على حروف المعجم، ثم إذا روى جمع من التابعين عن الصحابي فيرتب أيضًا أسماء التابعين على حروف المعجم، وهكذا.
2 - ثم يذكر الإمام بعد ذلك عند كل حديث طرفًا من متنه، ثم يتبع ذلك بأسانيده من الكتب الستة.
3 - فإذا لم يعرف الطالب إلا اسم الصحابي فيلزمه قراءة مسند الصحابي حتى يصل إلى الحديث المراد، وقد يطول البحث في هذه الحالة إذا كان الصحابي من المكثرين، وهذا الأمر ينطبق على هذا الحديث.
4 - نجد على كل مجلد من الخارج الاسم الذي يبدأ به والاسم الذي ينتهي به، ونحن نريد حديث جابر بن عبد الله، فنجد على المجلد الثاني من الخارج كلمتين (أهبان-جودان)، وجابر محصور بين هاتين الكلمتين وفقا للترتيب الأبجدي. وبهذا نكون قد حصلنا على المجلد المراد.
5 - نجد بعد ذلك أن المحقق قام بعمل فهرس لتراجم الرواة في مقدمة المجلد (ص30 - ص41)، وميز أسماء الصحابة بخط كبير، فنجد عند صفحة 34، يذكر المحقق أن مسند جابر يبدأ من صفحة 165، ويحتوي على (960) حديث!!
6 - يبدأ الطالب في قراءة طرف كل حديث حتى يصل إلى المراد.
7 - بعد القراءة يجد الطالب أن الحديث المراد ذكره الإمام المزي في (صفحة:197/رقم الحديث:2313)، وذكر أمامه هذا الرمز (م) ولم يذكر رمزًا آخر، ومعنى هذا الكلام أن الإمام مسلم تفرد بإخراج هذا الحديث عن أصحاب الكتب الستة.
8 - قال الإمام المزي: [(م): حديث: أتى النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - النعمانُ بن قَوقل، فقال: يا رسول الله! أرأيت إذا صليتُ المكتوبة وحرمت الحرام وأحللت الحلال أدخل الجنة؟ قال: ((نعم)).
(م) في الإيمان (6: 5) عن أبي بكر وأبي كريب، كلاهما عن أبي معاوية، عنه به.
و (6: 6) عن حجاج بن الشاعر والقاسم بن زكريا، كلاهما عن عبيد الله بن موسى، عن شيبان، عن الأعمش، عن أبي صالح (ح 2326) وأبي سفيان، كلاهما عن جابر نحوه - وزاد: ولم أزد على ذلك شيئًا.
ز: رواه جابر بن نوح، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن النعمان بن قوقل؛ ورواه يزيد بن جُعدبة، عن أبي الزبير، عن النعمان بن قَوقل]. انتهى كلام المزي.
9 - فاستفدنا من الإمام المزي أنها ذكر لنا الكتاب الذي ذكر فيه هذا الحديث في "صحيح مسلم" وهو "كتاب الإيمان".
10 - فإما أن نبدأ بعد ذلك في قراءة كتاب الإيمان من صحيح مسلم حتى نصل للحديث، وإما نستفيد من تبويب بعض العلماء لصحيح مسلم - لأن مسلمًا لم يبوب الكتاب -، ثم نضع للقارئ في التخريج (اسم الكتاب/اسم الباب الذي وجد فيه الحديث).
11 - وقد أفادنا محقق تحفة الأشراف بوضع أرقام تدل على رقم الباب ورقم الحديث في الباب، ثم وضع مجلدًا وسماه الكشاف فعمل فهرسًا للكتب الستة للوصول إلى اسم الباب بسهولة.
12 - ففي هذا الحديث بعد أن قال المزي [(م) في الإيمان]، وضع المحقق هذه الأقواس (6: 5). والمقراد أن مسلمًا أخرجه في كتاب الإيمان الباب السادس الحديث الخامس في الباب، وبالرجوع إلى الكشاف (المجلد 15 / صفحة:129) نجد المحقق ذكر أن الباب السادس هو: [باب بيان الإيمان الذي يدخل به الجنة، وأنَّ مَن تمسك بما أمر به دخل الجنة].
13 - نحضر بعد ذلك صحيح مسلم، ثم نفتح كتاب الإيمان، وهو الكتاب الأول في صحيح مسلم، ونذهب إلى الباب المذكور.
وهنا ملاحظة هامة: وهو أن بعض نسخ صحيح مسلم تختلف على الأخرى في أسماء الأبواب وارقامها، فمن الأفضل الاعتماد على النسخة التي اعتمدها المحقق لتحفة الأشراف، أو أعتمد على نسخة أخرى، وأبحث بالتقريب للوصول إلى المراد.
فنجد أن محقق تحفة الأشراف، ذكر في الكشاف (ص125) أنه اعتمد على النسخة المطبوعة في المطبعة العامرة بالأستانة في ثمانية أجزاء.
14 - فبعد أن أحضرنا هذه الطبعة، وجدنا الحديث في [كتاب الإيمان/باب بيان الإيمان الذي يدخل به الجنة، وأنَّ مَن تمسك بما أمر به دخل الجنة/الحديث (الإسناد) الخامس في هذا الباب]، وإذا أردنا أن نعزو إلى الجزء والصفحة من هذه الطبعة فنقول: [الجزء الأول/ الصفحة:33و34].
15 - وإذا لم نحصل على هذه الطبعة، فنبحث في طبعة أخرى، ولتكن الطبعة المشهورة بترقيم محمد فؤاد عبد الباقي، فندخل على كتاب الإيمان، ثم نذهب إلى الباب السادس، فنجد أنه ذكر بابا آخر غير الباب المراد، فننظر فيه أولاً لعله هو الباب ولكن تغير اسمه من اختلاف الشراح والمبوبين، فلم نعثر على الحديث، فنبحث قبل وبعد هذا الباب، فوجدنا أن الحديث موجود في هذه الطبعة في الباب الرابع، واسم الباب هو هو، والحديث هو الخامس في هذا الباب.
16 - ومن المعلوم أن ترقيم محمد فؤاد عبد الباقي اشتهر جدًا بين طلاب العلم، فنجده ذكر الحديث برقم (15).
خلاصة التخريج: أخرجه مسلم في [كتاب: الإيمان/ باب: بيان الإيمان الذي يدخل به الجنة، وأنَّ مَن تمسك بما أمر به دخل الجنة].
وهذا التخريج هو ما اتفقت عليه نسخة العامرة ونسخة عبد الباقي.
وإذا أردنا إضافة في التخريج للفائدة، فنقول:
(ج1/ص33و34 - ط. المطبعة العامرة).
أو (رقم:15 - ط. محمد فؤاد عبد الباقي).
ملاحظة أخيرة: قد يكون المراد هو الوقوف على الحديث في كتاب تحفة الأشراف للمزي، ومعرفة الرموز الذي ذكرها المزي في تخريجه فقط، فهنا نكتفي بقول: [أخرجه مسلم في كتاب الإيمان فقط]. وإن كان المراد ما ذكرناه فنستمر في البحث كما ذكرنا.
هذا ما تيسر في هذه العجالة.
والحمد لله رب العالمين.
¥