[ما صحة حديث: يا زيد هل رابك منها شيء،]
ـ[احمد ابو انس]ــــــــ[16 - 11 - 10, 03:29 م]ـ
ورجع زيد إلى النبىّ صلى الله عليه وسلم. فقال له: يا زيد هل رابك منها شيء، قال معاذ الله ولكنها تتعاظم علي وتؤذينى بلسانها. فقال له النبى صلى الله عليه وسلم: أَمسك عَليك زوجك واتّق الله.
المرجع كتاب أزواج الأنبياء
محمد راجي حسن كناس
ما صحة هذا الحديث؟
ـ[أبو القاسم البيضاوي]ــــــــ[17 - 11 - 10, 05:43 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أولا:
بالنسبة لسبب شكوى زيد زينب للنبي صلى الله عليه و سلم: فلا أعلم في الباب شيئ يصح.
ثانيا:
أقول قد جاءت بعض الروايات تفيد بعض ما تسأل عنه , وبعضها تعارضه:
1 - فأما الروايات التي بينت أن سبب شكوى زيد هي أن زينب رضي الله عنهم أجمعين كانت تشتدّ عليه بلسانها فقد روى نحو ذلك عبد الرزاق في التفسير (40/ 3) عن معمر , عن قتادة , في قوله تعالى: {وإذ تقول للذي أنعم الله عليه وأنعمت عليه} قال: ((أنعم الله عليه بالإسلام وأنعم النبي عليه بالعتق)): {أمسك عليك زوجك} قال قتادة: ((جاء زيد النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إن زينب اشتد علي لسانها , وأنا أريد أن أطلقها , قال له النبي صلى الله عليه وسلم: {أمسك عليك زوجك واتق الله} , والنبي يحب أن يطلقها ويخشى قالة الناس إن أمره أن يطلقها , فأنزل الله تعالى: {وتخفي في نفسك ما الله مبديه وتخشى الناس والله أحق أن تخشاه فلما قضى زيد منها وطرا} قال قتادة: لما طلقها زيد {زوجناكها})) ورواه أيضا الطبراني في الكبير من طريق محمد بن ثور عن معمر عن قتادة ... به
قلت: 1 - رواية معمر عن قتادة فيها شيئ , 2 - هذا من قول قتادة فمن حدثه!! 3 - هذا خلاف ما روى الترمذي و غيره في السنن (3212) قال: حدثنا أحمد بن عبدة الضبي، قال: حدثنا حماد بن زيد، عن ثابت، عن أنس، قال: ((لما نزلت هذه الآية {وتخفي في نفسك ما الله مبديه وتخشى الناس} في شأن زينب بنت جحش، جاء زيد يشكو فهم بطلاقها فاستأمر النبي صلى الله عليه وسلم فقال النبي صلى الله عليه وسلم: {أمسك عليك زوجك واتق الله})) وهذا [إسناد قوي] , قال الترمذي عقبه: ((هذا حديث حسن صحيح)).
وفي الباب أيضا ما رواه البيهقي في السنن الكبرى (136/ 7) و الدارقطني في السنن (108/ 9) من طريق حسين بن أبي السري ثنا الحسن بن أعين الحراني ثنا حفص بن سليمان الأسدي عن الكميت بن زيد الأسدي قال حدثني مذكور مولى زينب بنت جحش عن زينب بنت جحش رضي الله عنها قالت: ((خطبني عدة من أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم فأرسلت إليه أختي أشاوره في ذلك قال: " فأين هي ممن يعلمها كتاب ربها وسنة نبيها " قالت من قال: " زيد بن حارثة " , فغضبت وقالت تزوج ابنة عمك مولاك ثم أتتني فأخبرتني بذلك فقلت أشد من قولها وغضبت أشد من غضبها قال فأنزل الله عز و جل {وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم} قالت فأرسلت إليه زوجني من شئت قالت فزوجني منه فأخذته بلساني فشكاني إلى النبي صلى الله عليه و سلم فقال له النبي صلى الله عليه و سلم: " امسك عليك زوجك واتق الله " ثم أخذته بلساني فشكاني إلى النبي صلى الله عليه و سلم وقال أنا أطلقها فطلقني فبت طلاقي فلما انقضت عدتي لم أشعر إلا والنبي صلى الله عليه و سلم وأنا مكشوفة الشعر فقلت هذا أمر من السماء وقلت يا رسول الله بلا خطبة ولا شهادة قال: " الله المزوج وجبريل الشاهد ")) , قلت: بن ابي السري [كذبوه] , الحسن بن أعين هو بن محمد بن أعين [وَسَط] , حفص بن سليمان هو حفص القارئ المشهور إمام في القراءة [تركوه] , الكميت بن زيد الاسدي شاعر كبير [ليس ممن يروى عنه] , ومولى زينب [لم أجده] , فهذا إسناد [مظلم].
2 - أما ما جاء من روايات مما يعارض ما ذُكر:
ما رواه ابن جرير و غيره في التفسير (116/ 19): حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد: ((كان النبي صلى الله عليه وسلم قد زوج زيد بن حارثة زينب بنت جحش، ابنة عمته، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما يريده وعلى الباب ستر من شعر، فرفعت الريح الستر فانكشف، وهي في حجرتها حاسرة، فوقع إعجابها في قلب النبي صلى الله عليه وسلم (!!!)؛ فلما وقع ذلك كرهت إلى الآخر، فجاء فقال: يا رسول الله، إني أريد أن أفارق صاحبتي، قال: " ما لك، أرابك منها شيء؟ " , قال: لا، والله ما رابني منها شيء يا رسول الله، ولا رأيت إلا خيرا، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أمسك عليك زوجك واتق الله " , فذلك قول الله تعالى: {وإذ تقول للذي أنعم الله عليه وأنعمت عليه أمسك عليك زوجك واتق الله وتخفي في نفسك ما الله مبديه} تخفي في نفسك إن فارقها تزوجتها)) قلت: 1 - ابن زيد هنا عو عبد الرحمن بن زيد بن سلم وهو [ضعيف ضعيف] , 2 - بين عبد الرحمن و بين القصة مفاوز! , 3 - لا يخفى ما في هذا المتن من نكارة, وقول زيد هنا: ((لا، والله ما رابني منها شيء يا رسول الله، ولا رأيت إلا خيرا)) يخالف تماما قول قتادة عند عبد الرزاق عنه قال: ((إن زينب اشتد علي لسانها , وأنا أريد أن أطلقها))!! , وقوله: ((فرفعت الريح الستر فانكشف، وهي في حجرتها حاسرة، فوقع إعجابها في قلب النبي صلى الله عليه وسلم)) في قمة النكارة , ولا يحل نسبة هذا للنبي صلى الله عليه و سلم , فاحذر.
و الله أعلم.
¥