تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

أبي يعلى و " أوسط الطبراني "، فالاختلاف في إسناده قديم، و لعله من حفص هذا

، فإنه و إن وثقه ابن حبان، فهو متساهل في التوثيق كما هو معروف. و للحديث

طريق ثالث، لكنه لا يساوي فلسا، لأنه من رواية أبي الجارود عن منصور عن أبي

رزين قال: خطبنا الحسن بن علي حين أصيب أبوه و عليه عمامة سوداء فذكر نحوه.

أخرجه البزار. قلت: و أبو الجارود - و اسمه زياد بن المنذر الأعمى - قال

الحافظ: " رافضي كذبه يحيى بن معين ". و له طريق رابع، يرويه علي بن جعفر بن

محمد: حدثني الحسين بن زيد عن عمر بن علي عن أبيه علي بن الحسين قال: خطب

الحسن بن علي الناس حين قتل ... فذكر الحديث بتمامه، و زاد: " ثم قال: أيها

الناس! من عرفني فقد عرفني، و من لم يعرفني فأنا الحسن بن علي، و أنا ابن

النبي، و أنا ابن الوصي و أنا ابن البشير و أنا ابن النذير و أنا ابن الداعي

إلى الله بإذنه، و أنا ابن السراج المنير، و أنا من أهل البيت الذي كان جبريل

ينزل إلينا و يصعد من عندنا، و أنا من أهل البيت الذي أذهب الله عنهم الرجس و

طهرهم تطهيرا، و أنا من أهل البيت الذي افترض الله مودتهم على كل مسلم فقال

تبارك و تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم: * (قل لا أسألكم عليه أجرا إلا

المودة في القربى و من يقترف حسنة نزد له فيها حسنا) * فاقتراف الحسنة

مودتنا أهل البيت ". أخرجه الحاكم (3/ 172)، و سكت عليه. و تعقبه الذهبي

بقوله: " قلت: ليس بصحيح ". و أشار إلى أن آفته شيخ الحاكم الحسن بن محمد بن

يحيى العلوي، و قد اتهمه في " الميزان " بوضع حديث: " علي خير البشر "، و

أنكر على الخطيب تساهله في قوله فيه: " هذا حديث منكر، ليس بثابت "! و وافقه

الحافظ في " اللسان ". قلت: و علي بن جعفر هذا، لم يوثقه أحد، بل أشار

الترمذي إلى تضعيفه، بأن استغرب حديثه بلفظ: " من أحبني و أحب هذين ... ". و

هو مخرج في الكتاب الآخر (3122). و قال الذهبي في " الميزان ": " ما رأيت

أحدا لينه، و لا من وثقه، لكن حديثه منكر جدا، ما صححه الترمذي و لا حسنه "

. و قال الحافظ في " التقريب ": " مقبول ". يعني عند المتابعة. قلت: و هذه

الزيادة التي تفرد بها دون سائر الطرق منكرة جدا، و لاسيما آخرها المتعلق

بتفسير آية المودة، فإن التفسير المذكور باطل، لا يعقل أن يصدر من الحسن ابن

علي رضي الله عنه، لأن الآية مكية نزلت قبل زواج علي بفاطمة رضي الله عنهما،

و المعنى كما صح عن ابن عباس: إلا أن تصلوا قرابة ما بيني و بينكم، و ما روي

عن ابن عباس مما يخالف هذا باطل لا يصح عنه كما حققته في الكتاب الآخر برقم (

4974). و جملة القول، أن حديث الترجمة حسن بطريقيه الأولين، و يمكن

الاستشهاد بالطريق الرابع أيضا. و الله أعلم.

(تنبيه): أورد الهيثمي في " المجمع " (9/ 146) الحديث من رواية أبي

الطفيل قال: خطبنا الحسن بن علي ... الحديث بطوله مثل الطريق الرابع، و فيه

الزيادة المذكورة. ثم قال الهيثمي: " رواه الطبراني في " الأوسط " و " الكبير

" باختصار، و كذا أبو يعلى، و البزار بنحوه، و رواه أحمد باختصار كثير، و

إسناد أحمد، و بعض طرق البزار و الطبراني حسان ". قلت: و قد خرجت لك كل

روايات هؤلاء الأئمة و طرقها - سوى طريق أبي الطفيل، فإني لم أقف عليه بعد - و

هي كلها مختصرة كما صرح بذلك الهيثمي و ليس فيها تلك الزيادة المنكرة التي في

رواية الحاكم، فإذا عرفت هذا، يتبين لك خطأ الفقيه الهيثمي في " الصواعق " (

ص 101) حين قال: " و أخرج البزار و الطبراني عن الحسن رضي الله عنه من طرق

بعضها حسان أنه خطب خطبة من جملتها: من عرفني فقد عرفني ... " إلخ. و شرحه

أنه وقع على تخريج الحافظ الهيثمي المذكور، فلخصه تلخيصا سيئا، غير متنبه

لكون الخطبة بطولها مما تفرد به " أوسط " الطبراني دون الآخرين و أن التحسين

المذكور إنما هو لبعض طرقهم، و ليس منها طريق أبي الطفيل، و هذه مما سكت عنه

الهيثمي مع الأسف الشديد. ثم وقفت على إسنادها في " الأوسط " (2344 - بترقيمي

)، فإذا هو من رواية سلام ابن أبي عمرة عن معروف بن خربوذ عن أبي الطفيل. و

سلام هذا قال ابن حبان في " الضعفاء " (1/ 341): " يروي عن الثقات

المقلوبات، لا يجوز الاحتجاج بخبره ".


[1] الشورى: الآية: 23. اهـ.

ـ[أبو القاسم البيضاوي]ــــــــ[19 - 11 - 10, 05:15 ص]ـ
في انتظار شيخنا البيضاوي حفظه الله

لو قلت: أخونا لكان أحب إلي , فمتى أصبحتُ شيخا؟؟!!!

و الحديث حسن إن شاء الله تعالى , هذا بعجالة , ولعلني أنشط لتخريجه فيما بعد.

تنبيه: قول الشيخ الالباني رحمه الله تعالى: ((و أبو إسحاق - و هو السبيعي - مدلس و كان اختلط)) ليس بصحيح , فابو اسحاق ثقة حجة و عنعنته محمولة على السماع ما لم يتبين أنه دلس , ولم يختلط رحمه الله تعالى , إنما كبر و قلَّ حفظه بما لا يحط من قدره و ثقته , فتنبه.

و الله تعالى أعلم.
¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير