تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ابن عباس من سعيد و غيره فروى شعبة عن عبد الملك بن ميسرة قال: ((قلت للضحاك: سمعت من ابن عباس؟ قال: " لا " , قلت: فهذا الذى تحدثه عن من أخذته؟ قال: " عن ذا، و عن ذا ")) قلت: فإذا أخذ هذا عن سعيد وعن غير سعيد , وسعيد ثبت إمام لكن ذاك الغير لا نعرف حاله.

ورواه ابن أبي عاصم في الاحاد و المثاني (511/ 4) بنحوه , قال:

حدثنا عبد الوهاب بن الضحاك، حدثنا إسماعيل بن عياش، عن الأوزاعي، عن عبدة بن أبي لبابة، عن فيروز الديلمي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((صوت يكون في رمضان، قالوا: يا رسول الله، يكون في أوله أو في وسطه أو في آخره؟ قال: لا، بل في النصف من رمضان، إذا كان ليلة النصف ليلة الجمعة يكون صوت من السماء يصعق له سبعون ألفا، ويخرس له سبعون ألفا، ويعمى سبعون ألفا، ويفيق سبعون ألفا، ويصم سبعون ألفا، قالوا: يا رسول الله، فمن السالم من أمتك؟ قال: من لزم بيته، وتعوذ بالسجود، وجهر بالتكبير لله عز وجل، ثم يتبعه صوت آخر، فالصوت الأول صوت جبريل عليه السلام والثاني صوت شيطان، والصوت في شهر رمضان، والمعمعة في شوال، وتميز القبائل في ذي القعدة، ويغار على الحاج في ذي الحجة وفي المحرم، وأما المحرم أوله بلاء على أمتي وآخره فرج لأمتي الراحلة في ذلك الزمان بعينها ينجو عليها المؤمن خير من دسكرة تغل مئة ألف))

قلت: فيه عبد الوهاب بن الضحاك [كذبوه] , قال النسائي في الضعفاء و المتروكين (376) و البخاري في التاريخ الكبير (1832): ((عنده عجائب)) , و قال ابن ابي حاتم في الجرح و التعديل (74/ 6): ((سمع منه ابي بالسلمية، وترك حديثه والرواية عنه، وقال: " كان يكذب ")) , وقال أبو داود: ((يضع الحديث)) , وقال ابو نعيم في الضعفاء (142): ((لا شيء)) , وقال العقيلي (78/ 3): ((متروك الحديث)) , و قال الدارقطني في الضعفاء (343): ((له مقلوبات وبواطيل)) وقال في سؤالات البرقاني (320): ((متروك)) وقال في موضع آخر: ((متروك الحديث)) وفي موضع آخر: ((منكر الحديث)) , وذكره ابن الجوزي في ضعفائه (2209) وقال: ((قال الأزدي: " كان يكذب ")) , وقال ابن حبان في المجروحين (148/ 2): ((كان يسرق الحديث ويرويه ويجيب فيما يسأل، ويحدث بما يقرأ عليه، لا يحل الاحتجاج به ولا الذكر عنه إلا على جهة الاعتبار)) , و قال ابو احمد الحاكم في الكنى (424/ 3): ((ليس بالقوي عندهم , رأيت أحمد بن عمير بن يوسف أبا الحسن الدمشقي سيء الرأي فيه وذكر حديثين حدث بهما عن إسماعيل بن عياش عن صفوان بن عمرو عن يزيد بن ميسرة عن أم الدرداء عن أبي الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم أنهما منكران وأنه متروك الحديث)) , وروى ابن عساكر في تاريخه من طريق علي بن محمد المروزي قال: سألت صالح بن محمد (جزرة) عن عبد الوهاب بن الضحاك فقال: ((منكر الحديث عامة حديثه كذب)) وقال: أخبرنا أبو القاسم الشحامي قال لنا أبو بكر البيهقي: ((عبد الوهاب بن الضحاك متروك)) , وقال الحموي في معجم البلدان (103/ 4): ((وقال أبو عبد الرحمن النسائي: " عبد الوهاب بن الضحاك ليس بثقة متروك الحديث كان بسلمية " , وقال جرير: " هو منكر الحديث عامة حديثه الكذب ")) , وقال الذهبي في ضعفائه (412/ 2): ((متهم تركوه)) ... ورواه كذلك الطبراني في الكبير من طريق عبد الوهاب هذا.

ورواه ايضا ابو عمرو الداني في السنن الوارد في الفتن (969/ 5) ... قال:

حدثنا عبد الرحمن بن عثمان الزاهد حدثنا أحمد بن ثابت التغلبي حدثنا أبو عثمان الأعناقي حدثنا نصر بن مرزوق حدثنا علي بن معبد حدثنا خالد بن سلام عن يحيى الدهني عن أبي المهاجر عن عبد الرحمن بن محمد عن عبدة بن أبي لبابة عن ابن الديلمي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يكون في رمضان صوت قالوا يا رسول الله في أوله أو في وسطه أو في آخره قال لا بل في النصف من شهر رمضان إذا كانت ليلة النصف ليلة جمعة يكون صوت من السماء يصعق له سبعون ألفا يتيه سبعون ألفا ويعمى سبعون ألفا ... )) فذكره بنحوه

قلت: ابو عثمان الاعناقي [مجهول حال] قال ابن الفرضي: ((كان ورعا زاهدا عالما بالحديث , بصيرا بعلله ولا علم له بالفقه)) و هذا لا يكفي , وخالد بن سلام [مجهول] قاله الشيخ الالباني , ويحيى الدهني هذا لم أجده , وقال الشيخ الالباني: ((ولا أستبعد أن يكون يحيى هو ابن سعيد العطار المتقدم في كلام ابن الجوزي؛ لأنه هنا من روايته عن أبي المهاجر كما هناك.

فإن كان كذلك؛ فالسند ضعيف جداً، لأن يحيى بن سعيد هذا قد ضعفه الجمهور؛ بل قال ابن حبان في " الضعفاء (3/ 123): "كان ممن يروي الموضوعات عن الأثبات، والمعضلات عن الثقات ")) , و عبد الرحمن بن محمد لم أعرفه و يحتمل أن يكون هذا تحرف من عبد الرحمن بن عمرو الاوزاعي كما في الاسناد السابق , وإلا فهو مجهول أيضا.


قلت: وقد رواه غير من ذكرت وكل أسانيد هذا الحديث مطروحة متروكة , قال ابن الجوزي في الموضوعات (191/ 3 - 192) بعد ان رواه من طريق عبد الوهاب بن الضحاك: ((هذا حديث لا يصح.
قال العقيلى: عبد الوهاب ليس بشئ , وقال العقيلى عبد الوهاب ليس بشئ، وقال العتيقي: هو متروك الحديث , وقال ابن حبان كان يسرق الحديث لا يحل الاحتجاج به.
وقال الدارقطني: منكر الحديث.
وأما إسماعيل فضعيف، وعبدة لم ير فيروزا، وفيروز لم ير رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وقد روى هذا الحديث غلام خليل عن محمد بن إبراهيم البياضى عن يحيى بن سعيد العطار عن أبى المهاجر عن الاوزاعي، وكلهم ضعاف في الغاية، وغلام خليل كان يضع الحديث)) , قلت: في قول ابن الجوزي ان فيروزا لم ير النبي صلى الله عليه و سلم نظر , فقد أثبت له غير واحد الصحبة.

قلت و الخلاصة أن هذا الحديث: [باطل]

و الله أعلم.
¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير