[تخريج أثر تهنئة المولود (بورك لك في الموهوب ... )، وخطأ النووي في تسمية قائله]
ـ[أبو معاوية البيروتي]ــــــــ[23 - 11 - 10, 07:56 ص]ـ
[تخريج أثر تهنئة المولود (بورك لك في الموهوب ... )، وخطأ النووي في تسمية قائله]
كتبه
أبو معاوية مازن بن عبد الرحمن البحصلي البيروتي
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه أجمعين، ومن اهتدى بهداه إلى يوم الدين.
أما بعد، قال الإمام النووي في " الأذكار " (باب استحباب التهنئة وجواب المهنأ) يستحب تهنئة المولود له، قال أصحابنا: ويستحب أن يهنأ بما جاء عن الحسين رضي الله عنه أنه علّم إنساناً التهنئة فقال: قل: بارك الله لك في الموهوب لك، وشكرت الواهب، وبلغ أشده، ورُزِقْتَ برّه. اهـ.
قال أبو معاوية البيروتي: لكن قائل الأثر هنا هو أبو سعيد الحسن البصري الواعظ كما سيتبيّن لنا من الروايات التالية، وهو تابعي، وليس قائله الحسين بن علي رضي الله عنهما كما نقل النووي عن أصحابه.
والأثر رواه ابن الجعد في " مسنده " – ورواه عنه ابن أبي الدنيا في كتاب " العيال " – قال: أخبرني الهيثم بن جماز، قال: قال رجل عند الحسن: يهنيك الفارس، فقال الحسن: وما يهنيك الفارس؟! لعله أن يكون بقّاراً أو حمّاراً، ولكن قل: شكرت الواهب وبورك لك في الموهوب وبلغ أشده ورُزِقت برّه. اهـ.
وذكر الأثرَ ابنُ عدي في " الكامل في ضعفاء الرجال " والذهبي في " ميزان الاعتدال " في ترجمة الهيثم بن جماز، وقال الذهبي: قال ابن معين: كان قاصًّا بالبصرة، ضعيف. وقال مرة: ليس بذاك. وقال أحمد: ترك حديثه. وقال النسائي: متروك الحديث. اهـ.
وذكر الأثرَ أيضاً ابنُ عساكر في " تاريخ دمشق " ولكن عن كلثوم بن جوشن قال: جاء رجل عند الحسن وقد ولد له مولود، فقيل له: يهنئك الفارس، فقال الحسن: وما يدريك أفارس هو؟! قالوا: كيف نقول يا أبا سعيد؟ قال: تقول: بورك لك في الموهوب وشكرت الواهب ورزقت بره وبلغ أشده. اهـ.
وقال أبو بكر بن المنذر في " الأوسط ": روِّينا عن الحسن البصري أن رجلاً جاء إليه وعنده رجل قد ولد له غلام، فقال له ... فذكر الأثر (نقله ابن القيّم في " تحفة المودود ")
ورواه الطبراني في كتاب " الدعاء " (2/ 1243 – 1244 / ط. دار البشائر الإسلامية) باختلاف في لفظه، فقال: حدثنا يحي بن عثمان بن صالح ثنا عمرو بن الربيع بن طارق ثنا السري بن يحيى، أن رجلاً ممّن كان يجالس الحسن ولد له ابن فهنأه رجل فقال ليهنك الفارس، فقال الحسن: وما يدريك أنه فارس؟! لعله نجّار، لعله خيّاط، قال: فكيف أقول؟ قال: قل: جعله الله مباركاً عليك وعلى أمة محمد. اهـ.
وقال محقّقه: إسناده حسن.
وذكر ابنُ المبرد في " الكامل في اللغة والأدب " الأثرَ من غير إسناد ولكن من قول عليِّ رضي الله عنه، وفيه أن عليًّا رضي الله عنه دعا بهذا الدعاء لابن عباس حين أتاه مولود. اهـ.
والحمد لله الذي بنعمته تتمّ الصالحات.
ـ[أبو صاعد المصري]ــــــــ[23 - 11 - 10, 11:01 ص]ـ
قال أبو القاسم الدمشقي:
أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل أنا جدي أبو محمد نا الأهوازي نا أبو القاسم علي بن بشرى العطار نا أبو هاشم السلمي أنا معاوية بن محمد الأذري أن أحمد بن إبراهيم بن بكار القرشي حدثهم نا سعيد بن نصير نا كثير بن هشام نا كلثوم بن جوشن قال جاء رجل عند الحسن وقد ولد له مولود فقيل له يهنئك الفارس فقال الحسن وما يدريك أفارس هو قالوا كيف نقول يا أبا سعيد؟ قال تقول بورك لك في الموهوب وشكرت الواهب ورزقت بره وبلغ أشده. اهـ كلثوم بن جوشن ضعيف جداً.
ـ[أبو معاوية البيروتي]ــــــــ[23 - 11 - 10, 11:33 ص]ـ
كلثوم بن جوشن ضعيف جداً.
بارك الله فيك يا أبا صاعد،
أفِدنا بمن ضعّفه ...
ـ[أبو عبد الله الداغستاني]ــــــــ[23 - 11 - 10, 12:06 م]ـ
بارك الله فيك وسدد خطاك أبا معاوية البيروتي ونفع بك المسلمين.
كذلك وقع هذا الخطأ للنووي في "المجموع" (8/ 258)
ولكن المنقول عن "المجموع" عند علماء الشافعية كابن حجر الهيتمي وغيره (الحسن)
ولعل ما وقع في" المجموع" خطأ مطبعي صوابه: الحسن
وقد كنت علقت على قول أبن حجر الهيتمي ببعض الذي ذكره الأخ البيروتي وبغيره.
والله أعلم
ـ[أبو صاعد المصري]ــــــــ[23 - 11 - 10, 05:11 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
هذه ترجمة كلثوم بن جوشن من كتاب تهذيب التهذيب:
كلثوم بن جوشن القشيري الرقي روى عن الحسن البصري وثابت البناني وأيوب السختياني وداود بن أبي هند وغيرهم.
وعنه عبيد الله بن عمرو الأسدي وهلال بن عمرو الباهلي وعمرو بن عثمان الكلابي وخالد بن حيان الرقي وعبد الملك بن بهز بن حكيم وكثير بن هشام وآخرون.
قال الآجري عن أبي داود منكر الحديث له عنده حديث بن عمر التاجر الصدوق.
وذكره بن حبان في الثقات. اهـ كلام المزي
قلت: - يعني ابن حجر -: وأعاده في كتاب الضعفاء فقال يروي عن الثقات الملزوقات وعن الاثبات الموضوعات لا يحل الاحتجاج به بحال.
وقال بن أبي حاتم عن أبيه ضعيف الحديث.
وقال الأزدي منكر الحديث.
وقال بن أبي خيثمة سألت بن معين عن كلثوم بن جوشن فقال ليس به بأس.
ووثقه البخاري. اهـ
قلت: انفرد ابن ماجه بالرواية له و لا أدري أين وثقه البخاري و الثوثيق المباشر بلفظ ثقة ليس من عبارات البخاري في كتبه فغالب الظن أنه - إن ثبت - يكون من نقل الترمذي عنه و الله أعلم.