لعلك لم تفهم قولي عن الإسناد؟
فإن طاووسا وهمام روياه بنفس اللفظ! قال البخاري: " حدثنا يحيى بن موسى حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن ابن طاوس عن أبيه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: (أرسل ملك الموت إلى موسى عليهما السلام فلما جاءه صكه فرجع إلى ربه فقال أرسلتني إلى عبد لا يريد الموت قال ارجع إليه فقل له يضع يده على متن ثور فله بما غطت يده بكل شعرة سنة قال أي رب ثم ماذا؟ قال ثم الموت قال فالآن قال فسأل الله أن يدنيه من الأرض المقدسة رمية بحجر). قال أبو هريرة فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم (لو كنت ثم لأريتكم قبره إلى جانب الطريق تحت الكثيب الأحمر).
وقال مسلم: (حدثنا محمد بن رافع حدثنا عبد الرزاق حدثنا معمر عن همام بن منبه قال هذا ما حدثنا أبو هريرة عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. فذكر أحاديث منها وقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- «جاء ملك الموت إلى موسى عليه السلام فقال له أجب ربك - قال - فلطم موسى عليه السلام عين ملك الموت ففقأها - قال - فرجع الملك إلى الله تعالى فقال إنك أرسلتنى إلى عبد لك لا يريد الموت وقد فقأ عينى - قال - فرد الله إليه عينه وقال ارجع إلى عبدى فقل الحياة تريد فإن كنت تريد الحياة فضع يدك على متن ثور فما توارت يدك من شعرة فإنك تعيش بها سنة قال ثم مه قال ثم تموت. قال فالآن من قريب رب أمتنى من الأرض المقدسة رمية بحجر. قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- «والله لو أنى عنده لأريتكم قبره إلى جانب الطريق عند الكثيب الأحمر».
فهذا هو الحديث عند الشيخين والذي أقصده من جمع الشيخين للمتن، أن مخرجه واحد ولفظه واحد. وهذا الذي قصده العراقي؛ وليس تلفيقاً.
والحديث يقول فيه أبو هريرة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، مما يدل على سماع أبي هريرة له كاملا من رسول الله، ولكن الرواة وقفوه مرة ومرة رفعوه، ومثله لا يقال بالرأي.
فالمشكلة الإسنادية كانت ممن رواه عن عبد الرزاق وليست من أبي هريرة.فأبو هريرة سمعه كله من الرسول فحدث به.
وأما المشكلة المتنية؛ فلو أنك تراجع أقوال الشراح فحتما ستقف على المشكلة، وليس الأمر متعلق بدخول غريب على بيتك؟!
وجزاك الله خيرا.
ـ[محمد مصطفى عزت]ــــــــ[05 - 12 - 10, 10:03 ص]ـ
الأخوة الكرام
سأعلق تعليقا طويلا على ما كتب فأرجو أن تتسع صدوركم:
أولا: الحديث به نكارة و كلنا يحس بذلك و لا يصرح به - فلا داعي للمكابرة و الانكار -
ملحوظة هامة: الكلام هنا هو في علم العلل - و الحكم فيه بالقرائن -
ثانيا: الكلام على رواية عبد الرزاق عن طاووس:
هناك من يرويها مرفوعة و هناك من يرويها موقوفة و الاختلاف فيها عن عبد الرزاق
فلابد إذن من محاولة الترجيح
فلننظر من رواها موقوفة؟:
رواها البخاري من طريقين: يحيى بن موسى , و محمود بن غيلان
رواها مسلم من طريقين: محمد بن رافع , و عبد بن حميد
رواها النسائي في المجتبى: عن محمد بن رافع
رواهاابن أبي عاصم في السنة: عن سلمة بن شبيب
رواها أحمد بن حنبل في مسنده مباشرة عن عبد الرزاق
رواها البيهقي في الأسماء و الصفات من طريق أحمد بن منصور الرمادي عن عبد الرزاق
فثبت يقينا أن هذه الرواية - رواية عبد الررزاق عن طاووس - موقوفة
من رواها مرفوعة؟:
ابن حبان في صحيحة من طريق إسحاق بن إبراهيم
الجامع لمعمر بن راشد
فثبت أن رفع هذا الحديث من هذا الطريق خطأ محض - لمخالفة الأكثرية الكاثرة من الثقات
ثالثا: ترجيح الأئمة - المستفاد من صنيعهم - للرواية الموقوفة من طريق طاووس عن الرواية المرفوعة من طريق همام
1 - البخاري: ذكر الحديث مرتين , مرة: ذكر الرواية الموقوفة كاملة و عقبها بجملة "قال و أخبرنا معمر عن همام حدثنا أبو هرير عن النبي صلى الله عليه و سلم نحوه"
فتصديره للرواية الموقوفة ترجيح لها
و المرة الثانية في كتاب الجنائز من صحيحه , و روى الرواية الموقوفة فقط! و هذا ترجيح آخر منه
2 - النسائي في المجتبى - روى الرواية الموقوفة فقط
3 - ابن أبي عاصم في السنة: بدأ بالرواية الموقوفة و ذكرها كاملة - و عقبها بإسناد رواية همام المرفوعة
و هؤلاء أئمة في العلل
و الأمام مسلم بدأ برواية طاووس و ذكرها كاملة و ثنى بروايه همام كاملة أيضا
¥