الحديث الا على فطر بن خليفة وهو تقصير منه إذ لو نسب اليه لكان حديثا حسنا وكأنه اعتمد على قول السعدي فيه هو زائغ غير ثقة وليس هذا بطائل فان فطر بن خليفة روى له البخاري في صحيحه ووثقه احمد بن حنبل ويحيى القطان وابن معين
-17 - قال ابن كثير:
ثم دخلت سنة تسع وخمسين ومائتين وفيها توفي من الأعيان إبراهيم بن يعقوب بن إسحاق أبو إسحاق الجوزجاني خطيب دمشق وإمامها وعالمها وله المصنفات المشهور المفيدة منها المترجم فيه علوم غزيرة وفوائده كثيرة.
18 - قال ابن أبي يعلىالحنبلي::
إسماعيل بن سعيد الشالنجي أبو إسحاق ذكره أبو بكر الخلال فقال عنده مسائل كثيرة ما أحسب أن أحدا من أصحاب أبي عبدالله روى عنه أحسن مما روى هذا ولا أشبع ولا أكثر مسائل منه وكان عالما بالرأي كبير القدر عندهم معروفا
ولم أجد هذه المسائل عند أحد رواها عنه إلا إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني فإنه حدث بها عن إسماعيل بن سعيد وقد سمعت أبا زرعة الصغير يحكي عن ابراهيم بن يعقوب عن إسماعيل عن أبي عبدالله في الرجل يأخذه الشبق في رمضان للجماع فقال أبو عبد الله يجامع ويكفر ويقضي يوما مكانه وذلك أنه إذا أخذ الرجل هذا خيف عليه أن ينشق فرجه
19 - قال ابن أبي يعلى:
ابراهيم بن يعقوب أبو إسحاق الجوزجاني ذكره أبو بكر الخلال فقال جليل جدا كان أحمد يكاتبه ويكرمه إكراما شديدا وقد حدثنا عنه الشيوخ المتقدمون
وعنده عن أبي عبدالله جزءان مسائل
وسمعت أبا زرعة الصغير يحكي عن ابراهيم بن يعقوب قال كان احمد بن حنبل يصلي بعبد الرزاق فسها يوما في صلاته فسأله عبدالرزاق فأخبره أنه لم يطعم شيئا منذ ثلاث.
قال أبو حاتم الشريف: وقد جمعت جل مسائل أبي إسحاق الجوزجاني عن أحمد بن حنبل في مختلف كتب السنة وسوف أذكرها في مبحث مسائل وأقوال الإمام أحمد قريباًإن شاء الله
20 -
قال الخطيب:
وزعم إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني ان هلال بن خباب ويونس بن خباب وصالح بن خباب الذي حدث عنه الأعمش ثلاثتهم اخوه
ووهم الجوزجاني أيضا في ذلك
أخبرنا 0000سمعت يحيى بن معين يقول هلال بن خباب ثقة ليس بينه وبين يونس بن خباب رحم
وأخبرنا 000سمعت يحيى يقول كان يونس بن خباب ينزل فارس وكان كوفيا
وهلال بن خباب مدائنى ثقة فليس بينه وبين هذا قرابة
أخبرني 0000بن الغلابي قال أبو العلاء هلال بن خباب ثقة
أخبرني 00000 محمد بن سعد قال هلال بن خباب كان أصله من البصرة ثم نزل المدائن ومات بها في آخر سنة أربع وأربعين ومائة
21 -
قال إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني:
وكان قوم من أهل الكوفة لا يحمد الناس مذاهبهم هم محدثي الكوفة مثل أبي إسحاق عمرو بن عبدالله ومنصور والأعمش وزبيد بن الحارث اليامي وغيرهم من أقرانهم احتملهم الناس على صدق ألسنتهم في الحديث ووقفوا عندما أرسلوا لما خافوا ألا تكون مخارجها صحيحة
فأما أبو إسحاق فروى عن قوم لا يعرفون ولم ينتشر عنهم عند أهل العلم إلا ما حكى أبو إسحاق عنهم فإذا رووا تلك الأشياء التي إذا عرضها الأئمة على ميزان القسط الذي حوى عليه سلف المسلمين وأئمتهم الذين هم الموئل لم ينفق عليه كان الوقف في ذلك عندي من الصواب لأن السلف أعلم بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم وتأويل حديثه الذي له أصل عندهم
قال وهب بن زمعة قال سمعت عبدالله يقول إنما أفسد حديث أهل الكوفة الأعمش وأبو إسحاق
وكذا جدي إسحاق بن إبراهيم نا جرير قال سمعت مغيرة يقول غير مرة أهلك أهل الكوفة أبو إسحاق وأعيمشكم هذا فما روى هؤلاء مما يقوي مذهبهم عن مشايخهم المغموزين وغير الثقات المعروفين فلا ينبغي أن يغتر بهم الضنين بدينه الصائن لمذهبه
قال أبو حاتم الشريف:وبسبب هذا الكلام اتخذ
الحافظ ابن حجر وغيره قاعدة عامة وهي أن المحدث الثقة إذا روى ما يقوي بدعته فلا تقبل روايته مع أن كلام الجوزجاني ليس واضحاً فهو قيد ذلك بأنه إذا أرسل ويدخل تحت ذلك كل معاني الإرسال من تدليس وإرسال خفي وانقطاع ولي بحث مختصر عن الإرسال كتبته قبل عشر سنوات تقريباً بينت فيه كل معاني الإرسال عند المحدثين المتقدمين والمتأخرين
وقد رد العلامة المعلمي على كلام الجوزجاني غير الوا ضح وعلى ابن حجر بصفة خاصة
وبين أن المحدث المبتدع إما أن يكون ثقة أو لا فإذا كان ثقة فلاينبغي أن نرد مروياته بدعوى
¥