تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

قال البغوي في "شرح السنة" (5/ 94): "قوله: "وأنا على عهدك ووعدك" يريد على ما عاهدتك عليه، وواعدتك من الإيمان بك، وإخلاص الطاعة لك، وقد يكون معناه: إني مقيم على ما عاهدتك عليه، وواعدتك من الإيمان بك، وإخلاص الطاعة لك، وقد يكون معناه: إني مقيم على ما عهدتَ إليَّ من أمرك، ومتمسك به، ومُتنجِّزٌ وعْدك في المثوبة والأجر عليه، واشتراط الاستطاعة في ذلك معناه: الاعتراف بالعجز والقصور في كُنْه الواجب من حقه عز وجل" اهـ.

وقد عزا هذا الكلام بنصه الحافظ في "الفتح" (11/ 102) إلى الخطابي، ثم قال: "وقال ابن بطال: قوله: "وأنا على عهدك ووعدك" يريد العهد الذي أخذه الله على عباده، حيث أخرجهم أمثال الذر، وأشهدهم على أنفسهم: ألستُ بربكم؟ فأقروا له بالربوبية، وأذعنوا له بالوحدانية، وبالوعد ما قال على لسان نبيه صلى الله عليه وعلى آله وسلم أن من مات لا يشرك بالله شيئًا، وأدى ما افْتُرض عليه أن يدخله الجنة، قال الحافظ: "قلت: وقوله: "وأدى ما افتُرض عليه" زيادة ليست بشرط في هذا المقام؛ لأنه جَعَل المراد بالعهد الميثاق المأخوذ في عالم الذر، وهو التوحيد خاصة، فالوعد هو إدخال من مات على ذلك الجنة" قال الحافظ: "قال –أي ابن بطال-: وفي قوله: "ما استطعت" إعلام لأمته أن أحدًا لا يقدر على الاتيان بجميع ما يجب عليه لله، ولا الوفاء بكمال الطاعات والشكر على النعم، فَرَفق الله بعباده، فلم يُكَلِّفهم من ذلك إلا وسعهم" اهـ.

قوله: "أبوء" أي أعترف. اهـ.

وقوله: "من قالها موقنًا بها" أي مخلصًا من قلبه، مصَدِّقًا بثوابها" اهـ.

قال الحافظ: "قال ابن أبي جمرة: جمع صلى الله عليه وعلى آله وسلم في هذا الحديث من بديع المعاني وحُسْن الألفاظ ما يحق له أن يُسَمَّى سيَد الاستغفار: ففيه الإقرار لله وحده بالإلهية والعبودية، والاعتراف بأنه الخالق، والإقرار بالعهد الذي أخذه عليه، والرجاء بما وعده به، والاستعاذة من شر ما جنى العبد على نفسه، وإضافة النعماء إلى مُوجِدها، وإضافة الذنب إلى نفسه، ورغبته في المغفرة، واعترافه بأنه لا يقدر أحد على ذلك إلا هو، وفي كل ذلك الإشارة إلى الجمع بين الشريعة والحقيقة، فإن تكاليف الشريعة لا تحصل إلا إذا كان في ذلك عون من الله تعالى .... " انتهى ملخّصًا اهـ من "الفتح" (11/ 103).

والحمد لله رب العالمين.

كتبه/ أبو الحسن مصطفى بن إسماعيل السليماني

دار الحديث بمأرب

1/محرم/1432هـ

ـ[كاوا محمد ابو عبد البر]ــــــــ[16 - 12 - 10, 04:18 ص]ـ

بارك الله فيك

ـ[أمّ العبادلة]ــــــــ[22 - 12 - 10, 07:39 ص]ـ

جزاكم الله خيرا

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير